كمال محمود

منتخب مصر مع حسام حسن ما بين مطابقة المواصفات وضبط المصنع

الأربعاء، 27 مارس 2024 03:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بادئ ذي بدء، سيكون من المبكر جدا الحكم على مسيرة حسام حسن مع المنتخب الوطنى بعد أول معسكر للفراعنة تحت قيادته خاض خلاله دورة ودية تحضيرية من مباراتين - كأس عاصمة مصر - فاز في الأولى على نيوزيلندا بهدف من ركلة جزاء، وخسر في الثانية أمام كرواتيا 4-2، والتقييم هنا غير منطقى، مع عدم إنكار وجود سلبيات تجاوزها فيما هو قادم سهل وبسيط حتى نرى منتخب مصر يعود كما كان ويسترد عافيته .

مازال الوقت عامل مساعد لحسام حسن مع المنتخب، خاصة وأن أقرب الارتباطات بعد قرابة 70 يوما، يستطيع خلالها الجهاز الفني إعادة حساباته والتعلم من الأخطاء التي وقعت في أول مباراتين والتعرف على مشاكل الفريق والعمل عليها ، مع صنع التوليفة المناسبة لتشكيلة الفريق بالمزج بين عناصر الشباب والخبرة، قبل مواجهتى بوركينا فاسو وغينيا بتصفيات كأس العالم أوائل شهر يونيو المقبل.

ولا أريد أن أقف كثيرا عند الهزيمة الكبيرة أمام كرواتيا، خاصة وأن الحكم على مستوى المنتخب من خلالها فيه ظلم كبير .. اذ أنك بتواجه فريق من أقوى فرق العالم وخلال آخر عشر سنوات ثالث العالم وثانى أوروبا .. وإذا تبقى النتيجة ليست مقياس ، ولكنها كمباراة في المجمل ساعدت على كشف نقاط سلبية كثيرة في الفريق.

وأبرز ما ظهر من سلبيات في صفوف الفراعنة عدم التمركز الدفاعي الجيد واحتياج الخط الخلفى دعم قوي وشغل كثير، وكذلك عدم الترابط مع خط الوسط الذى يفتقد رمانة الميزان القادرة على ضبط إيقاع اللعب والتحكم في رتم المباراة ومنح الفريق السيطرة على مجريات المباراة ولابد للجهاز الفني الاهتمام كثيرا بخط الوسط وتطوير أدائه واللعب للأمام مع حفظ اللاعبين لأدوارهم والتوزيع الجيد لأماكنهم وأن تكون تحركاتهم بحساب دون عشوائية، وأن يكون هناك اهتمام بتحرك اللاعبين حول من يملك الكرة والتواجد في أوضاع صحيحة تسهل عليه نقل الكرة بشكل صحيح كالاستفادة من كل كرة لصنع خطورة على مرمى المنافس.

ومن الضروري كذلك وجود مهاجمين داخل الصندوق حيث منطقة صنع الخطورة وهز الشباك، لخلق قرص تهديفية عبر جمل تكتيكية يتم التدرب عليها مرارا وتكرارا دون الاعتماد على ارتجالية اللاعبين داخل الملعب مثلما يفعل عمر مرموش الذى يحتاج خاصية "ضبط المصنع" حتى تكون الاستفادة من إمكانياته متكاملة بما يعود بالنفع على الفريق ككل، دون تفضيل نفسه واللعب لمصلحته الشخصية وتلميع نفسه وتكون نتيجة جهده صفرية.

ويبقى من الضروريات داخل المنتخب التي تصل حد فرض العين، وجود حارس مرمى أمين يعطى الثقة للفريق ككل، ورفع حدة التنافس بين الحراس المتاحين بعد إصابة الحارس الأول والأفضل محمد الشناوى، وأن يعمل الجهاز الفني على اكتشاف حراس مرمى صغار السن يكونوا نواة للمستقبل لاسيما وأن أغلب الحراس الدوليين حاليا تخطوا الثلاثين مثل أحمد الشناوى، محمد أبوجبل ،محمد عواد، المهدى سليمان، محمد بسام، فضلا عن أن مستوى هؤلاء جميعا محل شك ولا يستطيع أيا منهم فرض نفسه كخيار أول بعد محمد الشناوى، والمتاح فقط من الحراس صغار السن محمد صبحى ومصطفى شوبير، ولكن لن يكون في المقدور الاعتماد على أيا منهما كحارس أساسى، نظرا لرعونة صبحى وافتقاده الكثير من مقومات حارس المرمى المطابق للمواصفات، فيما لا يملك شوبير الخبرات الكافية في اللعب أساسيا ويحتاج الدفع به تدريجيا في مباريات مختلفة المستوى.

ومن النقاط المفصلية في المنتخب، ضرورة وجود قائد بديل للنجم العالمى محمد صلاح الذى وضح تأثير غيابه عن الفراعنة فنيا وشخصيا، ما يضعنا أمام حتمية تبسيط العلاقة بين حسام حسن وصلاح، وصنع أريحية في التعامل بين الطرفين بما يحقق المصلحة العليا للمنتخب.
وجاء غياب صلاح ليكشف الحقيقة المرة، إن منتخب مصر بدون صلاح ومع غياب حجازى عن التشكيل لا يوجد بين صفوفه اللاعب القادر على القيام بمهام وواجبات القائد القادر داخل الملعب على شحذ همم زملائه ورفع درجة حماسهم وزيادة قتاليتهم في الأداء، وهى كلها أمور مفترض أنها من صفات حسام حسن وطبيعى أن يزرعها في نفوس جميع اللاعبين ليكون الكل على قلب رجل واحد.

من أكثر الظواهر المثيرة للجدل فى أول تجمع للمنتخب الوطنى مع حسام حسن، مركز الظهير الأيسر الذى شارك أساسيا فيه محمد حمدى وهو الموقوف عن المباراة الرسمية المقبلة أمام بوركينا فاسو، فيما ظهر شكرى الوافد الحديث على المنتخب لدقائق قليلة، بينما غاب تماما للاستبعاد أحمد فتوح، ما يعنى حدوث خلل فى ترتيبات الجهاز الفنى لهذا المركز!.

محمد شكرى ، محمد الشامى ، مصطفى شلبى ،وأحمد عاطف، رباعى ظهر لأول مرة على المستوى الدولى، فى أطار خطة حسام حسن لإحداث عملية الاحلال والتجديد فى صفوف المنتخب، وهذا أمرا مقبولا ومحببا فى إطار حصول الكثير من اللاعبين على فرص اللعب الدولى وتمثيل منتخب مصر، ونتمنى أن يحصل الكثير من اللاعبين على فرض إضافية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة