سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 مارس 1960..نجاة تغنى قصيدة «أيظن» بعد أن أرسلها شاعرها نزار قبانى فى رسالة بريدية متمنيا تلحينها من عبدالوهاب

الأربعاء، 27 مارس 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 27 مارس 1960..نجاة تغنى قصيدة «أيظن» بعد أن أرسلها شاعرها نزار قبانى فى رسالة بريدية متمنيا تلحينها من عبدالوهاب نجاة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وصل خطاب من الشاعر نزار قبانى إلى الفنانة نجاة الصغيرة فيه قصيدة «أيظن»، متمنيا أن تغنيها، ويلحنها الموسيقار محمد عبدالوهاب، حسبما تذكر «نجاة» لمجلة الكواكب فى تحقيق بعنوان «نزار وعبدالوهاب ونجاة.. أرجعوا الحبيب إلى حبيبه»، عدد 453، يوم 5 إبريل 1960.


احتفظت «نجاة» بالقصيدة 6 أشهر، حتى قدمتها فى حفل بسينما ريفولى، 27 مارس، مثل هذا اليوم، 1960، وكان عمرها 22 عاما، وخصص إيراد الحفل لإعادة تعمير مدينة أغادير المغربية، التى دمرها الزلزال يوم 29 فبراير 1960، وراح ضحيته 15 ألف قتيل و12 ألف جريح.


كانت حدثا فنيا كبيرا، فهى أول قصيدة مغناة لـ«نزار»، وتكشف «نجاة» رحلة الأغنية، قائلة: «تمنيت فى قرارة نفسى أن يلحنها عبدالوهاب، ولكنى كنت أخاف أن أعطيها له فيكسفنى، وسمعها بعض الصحفيين منهم الأستاذ كامل الشناوى فنشرها بجريدة الجمهورية».


«أيظن أنى لعبة بيديه/ أنا لا أفكر فى الرجوع إليه/ اليوم عاد كأن شيئا لم يكن/ وبراءة الأطفال فى عينيه/ ليقول لى إنى رفيقة دربه/ وبأننى الحب الوحيد لديه/ حمل الزهور إلى كيف أرده/ وصباى مرسوم على شفتيه/ ماعدت أذكر والحرائق فى دمى/ كيف التجأت أنا إلى زنديه/ خبأت رأسى عنده وكأننى/ طفل أعاوده إلى أبويه/ حتى فستاينى التى أهملتها/ فرحت به رقصت على قدميه/ سامحته وسألت عن أخباره/ وبكيت ساعات على كتفيه/ وبدون أن أدرى تركت له يدى/ لتنام كالعصفور بين يديه/ ونسيت حقدى كله فى لحظة/ من قال إن قد حقدت عليه/ كم قلت أنى غير عائدة له/ ورجعت.. ما أحلى الرجوع إليه».


تذكر «نجاة» أنه فى اليوم التالى لنشر القصيدة اتصل عبدالوهاب بها، مبديا استعداده لتلحينها، وتضيف: «بعد عشرة أيام دعانى للاستماع إلى ما تم تلحينه، وأعجبنى ما سمعته، كانت طريقته جديدة، كنت أتمنى أن أغنى بها، ومرت أيام وشهور، وفى كل يوم يضع عبدالوهاب فى التلحين ألوانا وألوانا، وأحببت القصيدة، واللحن، وتمنيت لو أن عبدالوهاب ينتهى منها لتقديمها، وكان من المفروض أن نسجلها أولا ثم نهديها للإذاعة، كنت فى الواقع أخشى أن أغنيها فى حفلة عامة خوفا من ألا تجد إقبالا، خاصة أنها قصيدة وبلون جديد، وتلحين جديد، إلا أننى فوجئت بالإذاعة تطلب منى أغنية جديدة أقدمها فى حفلة أغادير، فبدأنا البروفات ليلا ونهارا، وأنا خائفة رغم تأكيدات كل من سمعوها وأنا أدندن بها أنها رائعة».


أبدت نجاة سعادتها من التجاوب الجماهيرى مع الأغنية، مؤكدة أن الفضل للأستاذ الكبير، وأنها تشجعت، فاتصلت بنزار قبانى تطلب منه قصيدة أخرى، غير أن البعض ربط نجاح الأغنية بأم كلثوم، فتعجب عبدالوهاب، قائلا لـ«الكواكب»: «الشىء الغريب الذى لا أجد له تفسيرا هو لماذا يربط الناس بين نجاح هذه الأغنية وبين أم كلثوم؟»، ردت «الكواكب»: «لأنه أذيع أن أم كلثوم رفضت أن تغنى لك، ويقولون إنك نجحت نجاحا فائقا فى تلحين هذه القصيدة ما يؤكد أنك قادر أن تهدى أم كلثوم لحنا أمتع وأروع».


وعما أعجبه فى القصيدة، قال عبدالوهاب: «كلها على بعضها وحدة متكاملة، أعجبتنى كلماتها الرقيقة، وفكرتها الجميلة، حكاية حب لها أول ولها نهاية، قصة مثيرة، فى لغة عربية سهلة وصادقة وعميقة، قصيدة مودرن وضع كلماتها رجل عصرى، فكانت لونا جديدا تحتاج إلى تلحين جديد».


يكشف «عبدالوهاب»: «نصحنى كامل الشناوى وناصر النشاشيبى بأن أطلب من نجاة ألا تغنى القصيدة فى الحفل أمام الجمهور، لأن اللحن جديد وربما لا يتابعه الجمهور بالحماس، وحدثت «نجاة» عن مخاوفى لكنها كانت مصرة، وتركت الأمر لها ولأحمد فؤاد حسن، ووضعت يدى على قلبى، ولكن الحمد لله». 


كان «نزار» يعمل دبلوماسيا بسفارة الجمهورية العربية المتحدة فى بكين، ولم يستمع للأغنية فطلبها على شريط تسجيل من «نجاة» فلم تلبى، فكتب إليها معاتبا: «أيتها الصديقة الغالية، لا أزال فى آخر الدنيا، أنتظر الشريط الذى يحمل أغنية «أيظن»، تعيش فى الصحف، فى السهرات وعلى شفاه الأدباء، وفى كل زاوية من الأرض العربية، وأبقى أنا محروما من الأحرف التى أكلت أعصابى، يا لك من أم قاسية يا نجاة».

«أريت المولود الجميل لكل إنسان وتغنيت بجماله فى كل مكان، وتركت أباه يشرب الشاى فى بكين، ويحلم بطفل أزرق العينين يعيش مع أمه فى القاهرة، لا تضحكى يا نجاة إذا طلبت ممارسة أبوتى، فأنا لا يمكن أن أقنع بتلقى رسائل التهنئة بالمولود دون أن أراه، فانهضى حالا لدى وصول رسالتى، وضعى المولود فى طرد بريدى صغير، وابعثى به إلى عنوانى، إذا فعلت هذا كنت أما عن حق وحقيقة، أما إذا تمردت، فسأطلبك إلى بيت الطاعة رغم معرفتى بأنك تكرهينه».










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة