ماجدة موريس تكتب عن عتبات البهجة حين يتعدل المسار.. ومسار إجبارى أشقاء الشقاء

الثلاثاء، 26 مارس 2024 06:02 م
ماجدة موريس تكتب عن عتبات البهجة حين يتعدل المسار.. ومسار إجبارى أشقاء الشقاء ماجدة موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل اختلف الحاضر عن الماضى كثيرا؟ وهل اختلاف الأجيال يعنى اختلاف القيم؟ وهل هو دليل محبة أم رفض لها؟ حول هذه الأفكار وغيرها رأينا مسلسلين مهمين فى تقديرى هما «عتبات البهجة» و«مسار إجبارى»، وكلاهما مختلف تماما عن الآخر، لكن ما يجمعهما هو رؤية حكيمة وقادرة على البحث عن أفضل ما فى الحياة، والإمساك به، والدفاع عنه، ففى «عتبات البهجة» المأخوذ عن رواية الكاتب إبراهيم عبدالمجيد، التى تحمل نفس الاسم، وبقيادة المخرج مجدى أبوعميرة، ينجح بناء السيناريو والحوار الذى قاده الكاتب مدحت العدل، وضم أسماء جديدة تنتمى إلى «ورشة حواديت» هى أحمد البوهى ومحمد الجيزاوى وسمية صدقى وأمانى عبدالبارى، ينجح فى تقديم عمل ينتمى إلى حياتنا الآن ببراعة، خاصة الطبقة الوسطى التى تعيش حالة من الصراع المستمر مع الحياة، وهو ما نراه فى منطقة يحترم من فيها أحد سكانها، وهو بهجت الأباصيرى، وكيل الوزارة السابق «بأداء يحيى الفخرانى»، الذى يعيش مع حفيده وحفيدته، اللذان وصلا إلى بدايات الشباب بعد موت ابنه وزوجته فى حادث.


يقوم بدور آخر فى دعم أبناء المنطقة، ومنهم صديقه عمران «صلاح عبدالله» الذى اختلف مع زوجته لرفضه السفر معها لأمريكا، لزيارة ابنهما المهاجر قبل أن يفعلها وحده فى النهاية، وفى دعم نعناعة «جومانا مراد» صاحبة كشك الحلوى النشطة والمغرمة بمعرفة كل شىء حولها، لنرى المكان هنا، الشارع والحديقة والمركز، ضمن أبطال المسلسل مثل موسيقى خالد الكمار، وتصوير سامح الأمير، ومونتاچ وسام الليثى، ومثل كل الممثلين الكبار والشباب الذين أدارهم المخرج ببراعة كما أدار الكبار، خاصة البطل بهجت الأباصيرى، فهو نموذج للجد الذكى، الذى يرى الدنيا تتغير حوله، فيقرر التفاهم معها من خلال أجيالها الجديدة، ويبدأ بحفيديه اللذين رفضا التجاوب معه فى البداية قبل أن تضعهما الظروف فى احتياج له، خاصة الحفيد عمر الذى يتورط فى عمل غير مشروع عن طريق الإنترنت بحثا عن المال قبل أن يقتنع باللجوء لجده، وخارج المنزل يذهب «بهجت» إلى تجربة صعبة حين يدير مركزا للدروس الخصوصية، بطلب من جارته زوجة صاحب المركز «وفاء صادق وهشام إسماعيل»، حفاظا على حقوق تلامذته، وفيه نكتشف معه كيف تتفاعل الأجيال فى تجربة ممتعة تؤثر فى الكل، وتدفع الجد إلى فكرة جريئة هى مخاطبة الكل برسائل تطرح أفكاره وخبراته على جهاز اللاب توب، معبرا عن محبته لهم، وكأنه أراد تقديم هدية لنا جميعا فى واحد من أهم الأعمال الدرامية لهذا العام.

فى الحلقة الأولى من مسلسل «مسار إجبارى» يعرف «حسين» و«على» أنهما شقيقان من نفس الأب لأول مرة، وأنهما عائلتان، وأصبحا وحيدين بعد موت الأب، وهكذا يضعنا هذا العمل فى قلب المحنة والقضية من أول لحظة، لنشارك الشابان «أحمد داش - حسين» و«عصام عمر - على» رحلة صعبة، قدم لها المعالجة الدرامية باهر دويدار، وقام بكتابتها أمين جمال ومحمد محرز ومينا بباوى، والإخراج لنادين خان، المغرمة بالتصوير فى الشوارع والحارات وشط النيل وكل أماكن الطبيعة فى مصر، ومع مدير التصوير عمر حسام والمونتير محسن عبدالوهاب، وعلى نغمات مختلفة، وفقا لظروف الأبطال لأمير خلف.
 
من خلال ديكور أحمد زهران نكتشف الحالة المتواضعة لبيت على، الذى يضم أمه إحسان «صابرين»، ونفس هذا التواضع فى بيت حسين وأمه عنايات «بسمة»، فهى الزوجة الثانية لهذا الأب «محمود البزاوى» التى لم يخبرها بزواجه الأول، ولا أخبر الأولى بزواجه الثانى، وحين وقع مصابا بجلطة، بعد غياب عن أسرتيه، ذهب الولدان إلى المستشفى ليكتشفا أنهما أشقاء، وبعد موته التقت الزوجتان والأسرتان، وكان على الشقيقين البحث عن أسباب موت الأب وإرثه، بعد أن بدأت الديون.
 
ورغم أن الموت جمعهما، فإن الحياة كانت الدافع الأهم لعلاقة توطدت بينهما تدريجيا من البيت للشارع، ومحاولة اكتشاف كل منهما للآخر، وبدأت الأحزان تتوارى وتفسح مكانا لأسئلة الصمود والاستمرار ومقاومة الغضب من الأب الغامض، الذى ترك علامات استفهام كثيرة بعد رحيله.
 
كما اكتشف الاثنان، أن الأب مديون لمحام شهير يدعى مجدى حشيش «رشدى الشامى»، وأنه أرسل من يتعقبهما فى كل مكان، وهو ما يدفعهما للتماسك أكثر، بل ويدفع الأمهات للتقارب وإدراك أنهما فى مركب واحد، لتصبح الأزمة معلقة برقبة الشابين، فتصل بهما إلى تفاصيل ومواقف خطرة مع اكتشافهما قصة «حبيبة» الباحثة التى ماتت مقتولة بسبب أبحاث قامت لإثبات تورط بعض شركات صناعة الأدوية فى غشها، وعلاقة الأب الراحل بهذا، وعلاقة دكتور جامعى بالأمر، وبموت «حبيبة»، وهو ما تثيره صديقة لها هى خديجة «مى الغيطى»، ثم دور المحامى «حشيش» فى إرهابهم، لنكتشف - فى الحلقة الأخيرة - مع محاكمة حسين، بسبب فيديو صنع لتهديده، كيف يمكن إرهاب الناس لمنعهم من الاقتراب من مكاسب محرمة، وهو ما تصل إليه المحكمة بعد سماحها لعلى بالإدلاء بشهادته، وما قدمه محاميه بعدها، لينتهى العمل بأسئلة عديدة نوجّهها لأنفسنا حول معانى الزواج والأخوة والمحبة والتراحم وغيره، وهل علينا أن نرث كل أفكار ماضينا كما هى دون إعادة تفكير؟
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة