عيد الأم عند المرأة الفلسطينية.. الأمهات فى غزة إما شهداء أو ثكلى أو جوعى أو نازحات أو معتقلات.. شهادات حية للغزاويات يكشفن كيف يحتفلن بعيدهن.. 9220 شهيدة بالقطاع.. و37 أما يُستشهدن يوميا وثلاثة شهيدات كل ساعة

الخميس، 21 مارس 2024 05:22 م
عيد الأم عند المرأة الفلسطينية.. الأمهات فى غزة إما شهداء أو ثكلى أو جوعى أو نازحات أو معتقلات.. شهادات حية للغزاويات يكشفن كيف يحتفلن بعيدهن.. 9220 شهيدة بالقطاع.. و37 أما يُستشهدن يوميا وثلاثة شهيدات كل ساعة أمهات غزة
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- سيدة فلسطينية بعد بتر قديمها: لم أعد قادرة على رعاية أبنائى
- أم استشهد 4 من أبنائها: الاحتلال حرمنى من سماع كلمة أمى فى العيد
- سيدة فقدت زوجها وأبنائها بينهم رضيع: إسرائيل حطمت هدايا أبنائى لى العام الماضي

تنظر "أم حسين" لأبنائها الأربعة الذين استشهدوا في غارة جوية على منزل الأسرة، بينما أصيبت هي وزوجها في الغارة، جميع أولادها استشهدوا في تلك الغارة، حرمها الاحتلال من سماع كلمة "أمي" من أبنائها، تحتسبهم عند الله شهداء وتصرخ بأعلى صوت بأنها ستظل صامدة ولن يرهبها مجازر الاحتلال، بينما في الشارع الذي أمامها ينظر "محمد" ابن الـ13 عاما، لأمه الشهيدة التى أخرجها فريق الدفاع المدني الفلسطيني من تحت الأنقاض، ويصرخ بأعلى صوته "أمي .. وين أعيش من بعد يا أمي"، يحاول المحيطين به التخفيف من آلامه ولكن دون جدوى فقد فقد أعز شئ في حياته.

هذا جانب بسيط للغاية من قصص بالآلاف لحجم معاناة الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة، ما بين الاستشهاد أو الجوع أو فقدان الزوج والأبناء أو الاعتقال داخل سجون الاحتلال يتعرضن للتعذيب بكافة أشكاله، أو النزوح في خيام تفتقد لكافة مقومات الحياة، حيث يحتفل العالم العربي اليوم بعيد الأم، وتعيش فيه المجتمعات العربية حالة فرحة بين الأسر وإظهار الأبناء حجم اعتزازهم بالأمهات، لكن عيد الأم يختلف تماما لدى الأم الفلسطينية.
 

72% من الضحايا بالعدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء

وفقا لآخر إحصائية صادرة من المكتب الإعلامى الحكومى في غزة في 18 مارس الجاري، فإن 72% من الضحايا بالعدوان الإسرائيلي هم من الأطفال والنساء، وهناك 9,220 شهيدة من النساء، كما أن هناك 17,000 طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، بالإضافة إلى وجود 14,000 شهيد من الأطفال، أي أن هناك آلاف السيدات فقدن أطفالهن خلال هذا العدوان، بالإضافة إلى استشهاد 27 طفلاً نتيجة المجاعة.

 

الهلال الأحمر: 37 أما يُستشهدن يوميا في قطاع غزة

حرصت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على إظهار إحصائية بشأن عدد الشهداء من النساء يوميا في قطاع غزة، تزامنا مع احتفال العالم العربي بعيد الأم، مؤكدا أن هناك 37 أما يُستشهدن يوميا في قطاع غزة، مضيفا في بيان له عبر حسابه الرسمي على "أكس"، أنه في الوقت الذي تحتفل به دول العالم العربي بعيد الأم، هناك 37 أمّ يُستشهدن يوميا، في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ167.
 

أسماء شحادة.. فقدت أحد قديمها ولم تعد قادرة على رعاية أبنائها

حاولنا الاقتراب أكثر من حجم معاناة الأم الفلسطينية، وبماذا تشعر في هذا اليوم، لذلك تواصلنا مع أسماء شحادة، الأم الفلسطينية التى فقدت قدمها بسبب استهداف الاحتلال لها ولشقيقها ولم تعد قادرة على رعاية أبنها، حيث تقول إن عيد الأم هذا العام  غير علي كل أم فلسطينية في غزة، متابعة :"ببساطة أمهات كثر فقدن أبنائهن وانحرمن منهم، وكذلك أبناء كثر فقدوا أمهاتهم سواء شهيدات أو معتقلات".

أسماء شحادة وبناتها
أسماء شحادة وبناتها



وتتحدث أسماء شحادة عن حالاتها بعد فقدانها لقدمها اليسرى قائلة في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" :"أنا كأم فقدت قدمي وأصبحت عاجزة عن قيامي بأي دور تجاه أبنائي، للأسف عيد أم حزين على جميع الأمهات الفلسطينيات، فالاحتلال لا يحترم أي فلسطيني سواء أم أو أب أو طفل أو حجر، وكذلك الاحتلال اعتقل مئات السيدات الفلسطينيات بعد الضرب والتنكيل وقام بقتل آلاف السيدات بأسلوب همجي عنيف".

"الآلاف منهن مصابات بإعاقات متلازمة لباقي العمر غير الحالات التي تحتاج لعلاج عاجل"، هكذا تصف أسماء شحادة، حال آلاف السيدات الفلسطينيات في قطاع غزة اللاتى أصبن جراء عدوان الاحتلال، كاشفة أسباب استهداف الاحتلال للنساء في فزة مؤكدة أن الإسرائيلي بشكل عام يغبط ويكره الفلسطيني وينظر إليه نظرة دونية فيحاول القضاء على أي نسل جديد وعلى أي طريقة يتكاثر وتزداد بها أعداد الفلسطينيين بقتل النساء منهم، وأيضا يخشى الاحتلال ولادة جيل جديد يحمل نهج الدفاع عن وطنه فيحاول قتل اي أم فلسطينية ويقتل الأطفال ببشاعة وهمجية.
 

القانون الدولى يحرم استهداف النساء والأطفال خلال النزاعات والحروب

وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال إعلانها بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والمنازعات المسلحة بعدد من قرارات خلال نظرها توصية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الواردة في قراره 1861 (د-56) المؤرخ في 16 مايو 1974، على رأسها يحظر الاعتداء علي المدنيين وقصفهم بالقنابل، الأمر الذي يلحق آلاما لا تحصى بهم، وخاصة بالنساء والأطفال الذين هم أقل أفراد المجتمع مناعة، وتدان هذه الأعمال.
 
وأكدت الأمم المتحدة خلال الإعلان أن استعمال الأسلحة الكيماوية والبكتريولوجية أثناء العمليات العسكرية يشكل واحد من أفدح الانتهاكات لبروتوكول جنيف لعام 1925، واتفاقيات جنيف لعام 1949، ومبادئ القانون الدولي الإنساني، وينزل خسائر جسيمة بالسكان المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال العزل من وسائل الدفاع عن النفس، ويكون محل إدانة شديدة، كما  يتعين علي جميع الدول الوفاء الكامل بالالتزامات المترتبة عليها طبقا لبروتوكول جنيف لعام 1925 واتفاقيات جنيف لعام 1949، وكذلك صكوك القانون الدولي الأخرى المتصلة باحترام حقوق الإنسان أثناء المنازعات المسلحة، التي تتيح ضمانات هامة لحماية النساء والأطفال، ويتعين أيضا علي جميع الدول المشتركة في منازعات مسلحة، أو في عمليات عسكرية في أقاليم أجنبية أو في أقاليم لا تزال تحت السيطرة الاستعمارية، أن تبذل كل ما في وسعها لتجنيب النساء والأطفال ويلات الحرب، ويتعين اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان حظر اتخاذ تدابير كالاضطهاد والتعذيب والتأديب والمعاملة المهينة والعنف، وخاصة ما كان منها موجها ضد ذلك الجزء من السكان المدنيين المؤلف من النساء والأطفال.
 

أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية: عيد الأم أصبح ذكرى سيئة للفلسطينيات بعد فقدانهن أبنائهن

كما تؤكد وسام الريس، أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، أن عيد الأم تم إلغائه بشكل كامل على الأم الفلسطينية، ولم يعد أحد يحتفل بهذا اليوم، حتى الفلسطنيات خارج قطاع غزة، حيث لا يمكن الاحتفال به ونجد شعبنا كل يوم يباد بشكل كامل في قطاع غزة، فلم يعد أحد يعيد على أمه في فلسطين بعد أن فقدت الأم أبنائها بسبب العدوان الإسرائيلي.
 
"لا يوجد احتفالات في قاموسنا، سواء عيد الأم أو عيد الحب أو عيد شم النسيم ولم نعد نشعر بفرحة رمضان"، هكذا تحكي  أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، عن شعور المرأة الفلسطينية، متابعة :"لا يمكن أن يحتفل أحد وهنك مذبحة في بلدنا، ونرى الأطفال والأمهات والشباب يقتلون بشكل جماعي كل يوم، فالأعياد يحتفل بها البلدان التي تنعم بالأمان والطمأنينة ولكن شعبنا نحن يتعرض لإبادة جماعية على يد الاحتلال".
 
وتتابع وسام الريس :" قد نجد أما فلسطينية تحتفل في غزة، ثم تأتى طائرة تقصف المنزل وتقتل الأسرة بالكامل، فنحن نعيش في جو من الكأبة حتى رمضان وكذلك في عيد الأم وهذا لم يكن طبيعتنا في كل عام، فالمرأة الفلسطينية أصبحت إما شهيدة أو فقدت زوجها وأبنائها أو معتقلة، أو مصابة، بجانب تعرضها لمجاعة شديدة خاصة في شمال غزة، حيث إن الفلسطينيين في الشمال أصبحوا يعيشون على أعشاب الأرض ولم يعد يجدون الخبز، بل أصبحت الأم الفلسطينية تلجأ لأعلاف الحيوانات لعمل الخبز لإطعام أبنائها".
 
وتواصل أمين سر الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، حديثها عن عيد الأم للفلسطينيات قائلة :" لم تعد هذه المناسبة تمثل لها أي شيء، إذا مثلت لها ستكون ذكرى سيئة حيث ذكرى الأبناء الذين كانوا يحتفلون معها بتلك المناسبة ولكنهم اليوم أصبحوا شهداء، بجانب ألاف الشهداء من السيدات، فهن لسن أرقاما بل بشر لديهم حياتهم التي دمرها الاحتلال".
 
وتحكى وسام الريس عن فاجعة في قطاع غزة ضمن المجازر التي يرتكبها الاحتلال في القطاع قائلة :" صديقة ابنتى، عائلة زوجها بالكامل في قطاع غزة، تلك العائلة التي تضم 40 فردا بينهم صحفية، وقصف الاحتلال بيت العائلة لأن بالمنزل صحفية واستشهد جميع أفراد العائلة" متسائلة :"كيف تحتفل الآن بعيد الأم بعد تلك الفاجعة".
 
 

الاحتلال يجبر النساء الفلسطينيات الحوامل على الولادة في ظروف لا إنسانية

في أخر بيان صدر للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، خلال شهر مارس الجاري، أكد فيه أن دولة الاحتلال قلت أرواح ما يزيد عن 30534 شهيدا منهم 22330 امرأة وطفلة، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام، إلى جانب عشرات الآلاف ممن تعرضن لإصابات متفاوتة، ولا يسمح لهن بتلقي العلاج، نتيجة لحصار الاحتلال وتدميره للمؤسسات الصحية في قطاع غزة، كما أخرج الاحتلال 32 مشفىً من أصل 36 مشفى في قطاع غزة عن الخدمة تماما، مما يزيد من المعاناة التي تواجهها النساء الفلسطينيات الجريحات، وكذلك الجرحى من الفئات الأخرى. 
 
وأوضح الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، خلال بيانه، أن الاحتلال الإسرائيلي أجبر النساء الفلسطينيات الحوامل على الولادة في ظروف لا إنسانية، في الخيام وفي مراكز الإيواء وفي الحدائق العامة وفي الشوارع، في انتهاك صارخ لإنسانية المرأة الفلسطينية. وقد أجريت العديد من عمليات الولادة القيصرية لنساء فلسطينيات في ظروف قاهرة ودون تخدير أو معقمات طبية ، مما هدد حياة النساء وأطفالهن.
 

عضو اتحاد المرأة الفلسطيني: يجب إعادة تأهيل المرأة الفلسطينية نفسيا وبدنيا بعد انتهاء العدوان

تحدثنا مع الدكتورة ميرفت غزال عضو اتحاد المرأة الفلسطيني، والتي أخبرتنا للتو بأنه وصل لها منذ قليل استشهاد أحد أقاربها وما زال تحت الأنقاض، حيث كشفت جانب أخر من معاناة المرأة الفلسطينية، منذ صغرها وحتى أن تصبح أم، موضحة أن معاناة المرأة الفلسطينية ممتدة منذ سنوات وليست وليدة اللحظة، متابعة :"أنا من موالد أوائل الستينيات في قطاع غزة، ومنذ صغرى وأتابع كل مفردات الحياة المحيطة بنا ولم أر منذ طفولتى امرأة فلسطينية مرفهة بمعنى الرفاهية التي نراها في دول أخرى".
 
وتضيف عضو اتحاد المرأة الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن معظم السيدات التي عاشرتهم وتربيت على أيديهن هن سيدات مطحونات، وهن الصابرات العاملات في كل المجالات بداية من المنزل، متبعة :" المرأة الفلسطينية سيدة بيت بمعنى الكلمة نظرا لطبيعة الحياة في قطاع غزة فالاحتلال فوق رؤوسنا منذ ولادتى وكل مقومات الحياة لا تتوافر 24 ساعة وطوال العام، وعاصرنا فترات كثيرة من الاجتياحات والحروب، وأدركنا أحداث 1967 ثم انتصارات 1973، ثم باقى الاحتياجات والحرب على غزة 2008 و2008 و2009 و2012 و2014 ".
 
وتتابع ميرفت غزال :"كواحدة من سيدات قطاع غزة عشت معاناة سيدات القطاع، فهناك معاناة شديدة للمرأة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة، حيث تعانى المرأة بشكل مضاعف، كما أن طبيعة الحياة في قطاع غزة والمجمع مغلق ولديه عادات وتقاليد قريبة من عادات الصعيد والتمسك بالدين وتعاليم الإسلام، وفترات كثيرة عشنا حظر تجول في قطاع غزة بسبب الاحتلال، والحياة صعبة وتكاليفها مرتفعة، والأم دائما بقطاع غزة في حالة ترقب ويقظة وخوف على أبنائها، وكثير من سيدات العائلة توفوا أزواجهم وهم في سن صغير فالمرأة كانت تتابع تربية الأبناء وتجد أحيانا نفسها وحيدة في إدارة منزلها".
 
وتقول عضو اتحاد المرأة الفلسطيني :"نتمنى في عيد الأم العام المقبل أن تكون المأساة قد تنتهى في غزة ونبدأ في الإعمار ونتفقد كل الأسر ، خاصة أن كثير من الأسر فقدت الأم أو والأب أو كلاهما، وهناك الكثير من الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال وهذه معاناة بشكل أخر، وعدد كبير من الشهيدات الفلسطينيات وصل عددهم لأكثر من 9 آلاف، وأسر كثيرة فقدت زوجة وابنة وأم ورغم ذلك تستأنف المرأة الفلسطينية في غزة نشاطها اليومى وتبحث عن الطعام وتعده لأبنائها فوق ركام المنزل أو مراكز الإيواء أو مدارس النزوح، وتدبر كل ما يحتاجه أبنائها من علاج وكساء وطعام وتخرج تحت القصف والاجتياح الإسرائيلي لتبحث عن لقمة العيش"، مؤكدة ضرورة إعداد كل الأساليب والسبل لإعادة إعمار الإنسان نفسيا وبدنيا خاصة المرأة الفلسطينية وتهيئة المرأة لأي مصاعب في الحياة من خلال التثقيف وإعداد الدورات والورش لإعادة تأهيل المرأة الفلسطينية بعد كل تلك المجازر.
 

الاحتلال يحرم 28 معتقلة فلسطينية من أبنائهن في "عيد الأم"

كما خرجت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، ببيان جديد يكشف حجم اضطهاد الاحتلال للأمهات اللفسطينيات داخل سجونه، مؤكدا أن 28 معتقلة من الأمهات، وهن من بين 67 آخريات، يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يحرمهن الاحتلال من عائلاتهن وأبنائهن، ومن بين المعتقلات أمهات أسرى، وزوجات أسرى، وشقيقات أسرى، وشقيقات شهداء، وأسيرات سابقات أمضين سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى أم لشهيد، وهي الأسيرة الأم فاطمة الشمالي، وجريحة وهي الأسيرة الأم رنا عيد، وعيد الأم يأتي هذا العام في زمن الإبادة الجماعية المتواصلة بحق شعبنا في غزة، والتي أدت إلى استشهاد الآلاف من الأمهات والأطفال، وحرمان الآلاف من الأبناء والأطفال من أمهاتهن كما حُرمت الآلاف من الأمهات من أطفالهن.

 

آمنة حمد الله: لم يعد هناك عيد أم لي بعد استشهاد أبنائى

معاناة أخرى لأم فلسطينية فقدت أربعة من أبنائها بينهم رضيع لم يبلغ 6 أشهر مع زوجها وأصيب اثنان من أبنائها، حيث تحكى حجم معاناة الأم الفلسطينية في غزة جراء العدوان وكيف تحتفل المرأة الفلسطنية بهذا اليوم، حيث تقول آمنة حمد الله في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنها زوجة الشهيد الصحفي إياد الرواغ وأم لأربعة شهداء استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، وهذا اليوم الخاص بعيد الأم يحمل لها الكثير من الأوجاع.

"أي عيد للأم وقد فقدنا أبنائنا وتشردنا من بيوتنا وتفرقنا عن أهلنا وأحبابنا"، هكذا تصف آمنة حمد الله عيد الأم الذي يحتفل به العديد من الدول العربية، متابعة :"هذا العام حمل لنا الكثير من الألم والأوجاع بالنسبة لي فقد فقدت ثلاثة أبناء وابنتي وحيدتي حيث كانوا يخططون بسرية تامة لهذا اليوم كي يفاجئوني".

وبشأن كيف كان يحتفل أبنائها الشهداء بعيد الأم كل عام تقول :"كانوا يجمعون من بعضهم قليل من الشواكل – شيكل العملة التى تستخدم في الأراضي الفلسطينية المحتلة - ويذهبون إلى السوق فرحين مرحين لشراء أبسط الهدايا لي وكانت فرحتهم بإنجاز هذا الحفل البسيط لا تسعهم وكنت سعيدة جدا بلمتهم حولي".

وتتابع آمنة حمد الله :"كانت كلمة كل عام وأنت بخير يا امي وتقبيل جبيني تسوى الدنيا بأكملها، ولكن رحلوا أبنائي ورحل معهم عيدي، رحلوا أبنائي ورحلت معهم الفرحة والضحكة، رحلوا أبنائي وأخذوا كل شيء جميل معهم، فبربكم عن أي عيد تتحدثون".

 

ثلاثة شهيدات كل ساعة

في 8 مارس، أصدر الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني بتقريرا يكشف حجم معاناة المرأة الفلسطينية من انتهاكات الاحتلال، مؤكدا أن الإناث يشكلن ما نسبته 49% من إجمالي عدد السكان في فلسطين، حيث بلغ عدد الإناث 2.76 مليون أنثى في منتصف عام 2024 بواقع 1.63 مليون أنثى في الضفة الغربية، 1.13 مليون أنثى في قطاع غزة، وأنه منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة هنالك ما يزيد 9,000 شهيدة من إجمالي عدد الشهداء البالغ 30,717 شهيداً، ما نسبته 75% من إجمالي عدد الجرحى والبالغ 72,156 جريحاً هم من الاناث، وشكل النساء والأطفال ما نسبته 70% من المفقودين في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي، والبالغ عددهم 7000 شخص، فيما تشير التقارير الواردة من قطاع غزة إلى اضطرار ما يقارب 2 مليون شخص للنزوح من أماكن سكناهم، نصفهم من الإناث.

تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني
تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني

كما كشف جهاز الإحصاء الفلسطيني خلال تقريره، سقوط 423 شهيدا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي منهم 4 شهيدات، كما تم تهجير 592 فلسطينياً من المناطق المصنفة (ج) والقدس الشرقية في أعقاب هدم منازلهم بحجة عدم الترخيص، إضافة إلى تهجير 830 فلسطينياً بعد تدمير 131 منزلاً خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في شتى أرجاء الضفة الغربية وتشير التقارير إلى أن مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم للاجئين شهدت نحو 95% من حالات التهجير، وخلال العام 2023 تم اعتقال 300 سيدة من الضفة الغربية، منهن 200 سيدة بعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أما على مستوى محافظة القدس تم اعتقال 165 سيدة منهن 84 سيدة خلال العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وعلى مستوى قطاع غزة لا تتوفر معطيات دقيقة في ضوء جريمة الإخفاء القسري التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحقّ معتقلات غزة.
 
وأكد تقرير الجهاز الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي مازال يعتقل 56 أسيرة في سجونها بواقع 44 أسيرة من الضفة الغربية و3 أسيرات من قطاع غزة، و9 أسيرات من داخل الخط الأخضر، منهن 5 أسيرات صدر بحقهن محكوميات، و40 أسيرة موقوفة، و11 أسيرة قيد الاعتقال الإداري. وبين الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال هناك قاصرتان.

كما كشف حجم المجاعة التى تعانى منها نساء فزة قائلا إنه  غالبا ما تجد النساء والفتيات أنفسهنّ مهمشات في حالة الأزمات، حيث يقللن من استهلاكهنّ الغذائي عندما تتدهور الظروف، كما يتعرضّن لخطر نقص التغذية أو سوء التغذية بشكل خاص، وهو ما يجعل النساء الحوامل والمرضعات أكثر عرضة للمخاطر الصحية، مثل تشوهات الولادة أو الوفاة المبكرة للمواليد، وأظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي ارتفاع خطر المجاعة في قطاع غزة، حيث وجميع السكان في قطاع غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم حوالي 50 % من السكان أي حوالي 1,17 مليون شخص هم في حالة طوارئ، وواحدة على الأقل من كل أربع أسر أي أكثر من نصف مليون شخص تواجه ظروفاً كارثية، وتتميز هذه الأسر المعيشية بالافتقار الشديد إلى الغذاء والمجاعة واستنفاد قدرات التأقلم.

وأشار جهاز الإحصاء الفلسطيني، إلى وجود تحديات جمة تواجه النساء الحوامل، حيث تشير إلى وجود حوالي  60 ألف امرأة حامل في القطاع، وبمعدل 180 حالة ولادة يومياً، ومن المرجح ان تعاني نحو 15% من هؤلاء النساء من مضاعفات في الحمل والولادة يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، وهو يعني أن هناك احتمالاً كبيراً لزيادة الولادات ضمن ظروف صحية غير آمنة، مما يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوق النساء ويعرض حياتهن وحياة مواليدهن للخطر، وتواجه النساء في قطاع غزة أوضاعاً مأساوية خلال فترة الحمل والولادة، حيث يعانين من صعوبة الوصول إلى المرافق الصحية ومتابعة الحمل بسبب نقص الخدمات الطبية والأدوية الضرورية، ويتم استخدام سيارات الإسعاف بصعوبة وتعاني المستشفيات من نقص الإمدادات والوقود بالإضافة الى توقف 85 مستشفى ومركز صحي عن تقديم الخدمات الصحية. إن جميع هذه الظروف تزيد من حالات الإجهاض والوفاة خلال الولادة، وعدد الولادات المبكرة لدى النساء قد ارتفع بنسبة الثلث تقريباً بسبب عوامل مثل التوتر والصدمات، ومنهن من أجهضّن نتيجة الخوف، ما أدى الى ازدياد حالات الإجهاض بنسبة 300%.

 

شيماء الغول: الاحتلال قتل أولادى ودمر هداياهم لي في عيد الأم العام الماضي

كما تتحدث الأم الفلسطينية شيماء الغول، عن عيد الأم وكيف يمر على المرأة الفلسطينية، خاصة أنها فقدت أيضا زوجها وثلاثة من ابنائها بينهم رضيع ولد ميتا بسبب القصف الإسرائيلي، حيث تفتقد شيماء الغول عبارة "كل سنة وأنت طيبة يا أمى" من أبنائها الذين تعودوا كل عام أن يرددوها لها إلا أن الاحتلال حرمها من الاحتفال بعيد الأم مع ابنائها مثل كل عام.

أحد هدايا ابن شيماء الغول الشهيد
أحد هدايا ابن شيماء الغول الشهيد



وتقول شيماء الغول، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن أبنائها أحضروا لها العام الماضي هدايا بمناسبة عيد الأم لكن تلك الهدايا تحطمت هذا العام بفعل القصف الإسرائيلي لمنزل الأسرة ولم يتبق أي شئ من تلك الهدايا التى أحضرها أبنائها الشهداء .

هدايا أبناء شيماء الغول لها العام الماضي
هدايا أبناء شيماء الغول لها العام الماضي



"الأم الفلسطينية ليس مكتوب لها الفرح بل مكتوب لها الحزن والقهر فقط"، هكذا تصف شيماء الغول حال الأمهات الفلسطينيات في قطاع غزة، متابعة :"ابني الكبير 14 سنة قبل القصف بربع ساعة جاء لى على غرفتي يقول لي "خايف يا ماما" فلم يعد هناك أمان، والاحتلال قتله وقتل معه كل الأمان، والآن افتقد لفرحة عيد الأم بعد استشهاد أبنائى.

هدايا أبناء شيماء الغول
هدايا أبناء شيماء الغول



وبشأن حجم معاناتها داخل قطاع غزة تقول :"أول شي عانيت من النزوح إلى المدارس، وقلة الطعام وقلة الماء، وعدم وجود حمامات نظيفة، كما عانيت البعد عن زوجي، وعندما دخلت في الشهر التاسع خلال حملى، عدت إلى بيتي لأجهز أمور الولادة ولكن صار القصف ونحن في البيت رغم أني ظللت نازحة 120 يوما في المدرسة".

هدايا أولاد شيماء الغول لها في عيد الأم العام الماضي
هدايا أولاد شيماء الغول لها في عيد الأم العام الماضي

 

وأرسلت لنا "شيماء الغول" صورا للهدايا التى أحضرها لها أبنائها الشهداء خلال عيد الأم في العام الماضي، متابعة :" لم يعد هناك تهنئة بعيد الأم هذا العام بعد أن استشهد أبنائى ولم يظل سوى ابنتى مريم.

 

مسئول أممي:180 امرأة يعانين الجوع والجفاف يلدن يوميا في القطاع

وفي 15 مارس، عقد مسؤول الأراضي الفلسطينية في صندوق الأمم المتحدة للسكان، دومينيك ألن، مؤتمرا صحفيا ليكشف فيه حجم معاناة المرأة الفلسطينية بسبب جرائم الاحتلال، حيث أكد أن الأطباء ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي في غزة، وهناك 180 امرأة يعانين الجوع والجفاف يلدن يوميا في القطاع.

وتحدث مسؤول الأراضي الفلسطينية في صندوق الأمم المتحدة للسكان، عن تجربته الشخصية في غزة عندما قال :"غادرت غزة هذا الأسبوع وقد انتابني الخوف على مليون امرأة وفتاة في غزة، على 650 ألفا من الإناث في سن الإنجاب، وخصوصا على 180 امرأة يلدن كل يوم، حيث تمكن من زيارة مستشفيات لا تزال تقدم خدمات لرعاية الأمهات في شمال قطاع غزة، ويروي الأطباء أنهم ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي، على العكس، وفي شكل مأساوي، فإنهم يرون عددا أكبر من المواليد الذي يقضون بعيد ولادتهم، ونساء حوامل أرهقهن الخوف والتنقل مرارا والجوع والجفاف".

وأوضح أنه حري بتلك الأمهات أن يحضن أطفالهن بين أذرعهن، وليس في أكياس الجثث، لافتا إلى الافتقار لوسائل التخدير التي تحتاج إليها الحوامل ممن يخضعن لولادة قيصرية، منددا برفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح بمرور شحنات مساعدة تابعة لبرنامج الأمم المتحدة للسكان، واصفا بأنها أزمة للإنسانية، والواقع أسوأ مما استطيع وصفه، ومما تظهره الصور، ومما يمكنكم تصوره.

وفي 26 فبراير الماضي، وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان شهادات جديدة عن تعرض معتقلات فلسطينيات من قطاع غزة للعنف الجنسي والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية، من خلال التعرية والتحرش الجنسي والتهديد بالاغتصاب، خلال احتجازهن لمدد متفاوتة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي، حيث تضمنت شهادات المعتقلات اللواتي أفرج عنهن مؤخرًا بعد أن أمضين مددًا مختلفة من الاعتقال تعرضهن لممارسات قاسية تصل حد التعذيب، بما يشمل ضربهن بشكل وحشي، وتهديدهن بالاغتصاب حال عدم الانصياع لأوامر الضباط والإجبار على التجرد الكامل من ملابسهم والتفتيش العاري أمام جنود ذكور، وتوجيه ألفاظ نابية بحقهن، وتقييدهن وتعصيب أعينهن لفترات طويلة، واحتجازهن في أقفاص مفتوحة وسط أجواء شديدة البرودة، وحرمانهن من الطعام والأدوية والعلاج اللازم والمستلزمات النسائية، وتهديدهن بشكل متواصل بحرمانهن من رؤية أطفالهن، عدا عن قيام الجيش الإسرائيلي بنهب أموالهن وممتلكهاتهن التي كانت بحوزتهن عند الاعتقال.

 

بيان المرصد الأورومتوسطى بشأن نساء غزة
بيان المرصد الأورومتوسطى بشأن نساء غزة



وأجرى فريق المرصد الأورومتوسطي مقابلات شخصية ميدانية مع عشرات النساء اللاتي، نشرها عبر موقعه الرسمي، حيث أكدن بأنهن تعرضن للتحرش الجنسي واللفظي، فيما يقدّر الأورومتوسطي أن عددا أكبر من المعتقلات تعرضن لتلك الانتهاكات وفضّلن عدم الكشف أو الحديث عنها بسبب الأعراف الاجتماعية أو نتيجة تعرضهن للصدمة أو خوفًا من الانتقام أو الملاحقة أو القتل من الجيش الإسرائيلي. ويبيّن الأورومتوسطي أن الوصول للعدد الدقيق أو الحجم الفعلي لمدى ممارسة تلك الانتهاكات ضد النساء والفتيات الفلسطينيات من المرجح –إن تحقق- أن يأخذ وقتًا أطول.

 

رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة: عيد الأم هذا العام الأصعب على سيدات غزة

من جانبها تؤكد آمال الأغا، رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، أن عيد الأم هذا العام هو أصعب عيد أم يمر على المرأة الفلسطينية، خاصة بعد هذا الحجم لكبير من الشهداء من النساء والأطفال في قطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر الماضي، بجانب حملات الاعتقال التي يشنها الاحتلال ضد النساء في غزة والقدس والضفة الغربية، وفقدان الأم الفلسطينية لأطفالها وبعض الأمهات فقدت أطفالها بالكامل خلال قصف الاحتلال.

وتضيف رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الحرب التي تشنها إسرائيل تستهدف النساء والأطفال بشكل رئيسي لأن المرأة هي من تولد الفدائيين الذين يدافعون عن الأرض، والأطفال هم من يكملون مسيرة أبائهم، متابعة :" لا مجال للاحتفال بعيد الأم لدى الأم الفلسطينية هذا العام وقد فقدت الأم الأبناء الذين كانوا يحتفلون معها بهذه المناسبة".

"كل القوانين الدولية لم تعد يلتزم بها الاحتلال، والمجتمع الدولى يقف عاجزا أمام آلة القتل الإسرائيلية ضد النساء الفلسطينيات بكل وحشية ووقاحة"، هكذا تصف آمال الأغا، وضع المرأة الفلسطينية التي يمر عليها هذا العام عيد الأم، موضحة أنه عندما يطالب رئيس وزراء حكومة الاحتلال بطرد الفلسطينيين من غزة فهو أمر لا يقبله عقل، متابعة :"عن أي وقاحة نتحدث بشأن هذه التصريحات التي تحرض دائما ضد المرأة الفلسطينية من قبل الاحتلال وقياداته".

وأشارت رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية بالقاهرة، إلى أن العالم المتحضر يسمح بجرائم الاحتلال ضد النساء الفلسطينيات اللاتى أصبحن شهداء وجوعى وثكالى وفقدن الأب والزوج والأبناء، والآلاف منهن تحت الأنقاض، متابعة أن على أي امرأة تتولى منصبا دوليا أن تدافع عن المرأة الفلسطينية ولا تقبل بحدوث تلك الجرائم التي يمارسها الاحتلال ضد النساء الفلسطينيات، خاصة أن إسرائيل أصبحت فوق أي مسائلة الدولية.

وتقول آمال الأغا :"المرأة الفلسطينية ليست خارقة ولكنها صابرة لأن هذا هو قدرها أن تكون في بلد المسيح، وفي بلها المسجد الأقصى، والله سبحانه وتعالى يختبر صبرها وقوة صلابتها، وصبر المرأة الفلسطينية يأتي إيمانا بحقها وتمسكها بأرضها وكذلك تمسكها بالحياة وهذا ما يسبب عقدة للإسرائيليين بسبب صمود المرأة الفلسطينية وصبرها منذ نكبة 1948، ولدينا نساء متمسكن بأرضهن ويعلمن أن الأرض ثمنها غاليا لأن المرأة هي الأرض ولها جذور".

 

تقرير للأمم المتحدة: الاحتلال يمارس العنف ضد المرأة الفلسطينية

وفي 21 فبراير الماضي أيضا، نشر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، تقريرا لخبراء أمميون مستقلون أكدوا أنه يتعين على إسرائيل أن تنفذ فورا وقفا لإطلاق النار، وأن تتخذ تدابير إنسانية ملموسة تعطي الأولوية لاحتياجات النساء والفتيات الفلسطينيات، وفقا لحكم محكمة العدل الدولية الصادر في 26 يناير 2024.
تقرير خبراء الأمم المتحدة، والذي ضم شخصيات بارزة على رأسها دوروثي إسترادا تانك (رئيسة)، وكلاوديا فلوريس، وإيفانا كرسيتش، وهاينا لو، ولورا نيرينكيندي من الفريق العامل المعني بالتمييز ضد النساء والبنات؛ فرانشيسكا ألبانيز، مقررة الأمم المتحدة الخاصة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة؛ تلالنغ موفوكنغ، المقررة الخاصة المعنية بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية؛ أشويني كاي. بي.، المقررة الخاصة المعنية بالأشكال المعاصرة للعنصرية والتمييز العنصري، أكد أنه في هذه المرحلة من الصراع، هناك حاجة ملحة ومتزايدة لمعالجة الانقطاع شبه الكامل للتعليم، والتدمير الهائل للمساكن، وعدم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية الجنسية والإنجابية ولوازمها، وزيادة خطر الاحتجاز التعسفي والعنف بما في ذلك العنف القائم على النوع الاجتماعي الذي تواجهه النساء والفتيات في غزة والضفة الغربية.

 

بيان خبراء الأمم المتحدة بشأن نساء غزة
بيان خبراء الأمم المتحدة بشأن نساء غزة


وأعرب الخبراء عن انزعاجهم إزاء محدودية فرص الحصول على العلاج الطبي والإمدادات الأساسية في المستشفيات، والتقارير التي تفيد بأن الأمهات الحوامل يخضعن لعمليات قيصرية، والأطفال المصابين يخضعون لعمليات بتر أطرافهم دون تخدير، موضحين أنه نظرا للوضع الإنساني الحرج، فإن جميع الهجمات والغارات التي تشنها القوات الإسرائيلية على مستشفيات غزة، والتي يعمل أقل من ثلثها جزئيا، يجب أن تتوقف فورا.

مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي: الأمهات في قطاع غزة تعرضن لدفن حوالي 14,000 طفل

في سياق متصل تؤكد نهاية عودة، مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أن الأمهات في قطاع غزة تعرضن لدفن حوالي 14,000 طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على المنطقة ، بينما في الضفة الغربية، قامت الأمهات بدفن حوالي 116 طفل، بينما يواجه حوالي 60,000 أماً في الضفة الغربية عدم اليقين بإمكانية ولادة أطفالهن بأمان خلال الشهر المقبل.

وتضيف مدير دائرة إحصاءات النوع الاجتماعي في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه خلال العام 2023  هدمت سلطات الاحتلال 71,028 منشأة تعود لفلسطينيين على الأقل، كان من بينها 70,375  منزلاً و 453  منشأة أخرى غير سكنية، ونتيجة لذلك تم تشريد ما لا يقل عن 2,003,185  فلسطينياً وفلسطينية من بيوتهم، كان من بينهم 779,371  أطفال و 356,139 نساء.

 

طبيبة فلسطينية: المرأة الفلسطينية تعيش كابوسا ولا تتمتع بأي حقوق ومعرضة للقتل في أية لحظة

وتؤكد الدكتورة أميرة العسولى، طبيب النساء والتوليد في مجمع ناصر الطبي بقطاع غزة، أن السيدات في قطاع غزة يعشن كوابيس وأيام في غاية الصعوبة، فلا يتمتعن بأي حقوق، ويقتل منهن الآلاف منذ بداية العدوان، كما فقدت آلاف النساء أطفالهن بسبب تلك الجرائم المستمرة على قطاع غزة.
 
وتضيف طبيب النساء والتوليد في مجمع ناصر الطبي بقطاع غزة، في تصريحات لـ"اليوم السابع :" حتى أقل الحقوق لا تتمتع بها الأم الفلسطينية في قطاع غزة، كأنها تعيش في غابة وتعامل مثل الحيوانات، حيث معرضة للقتل في أية لحظة، وصوت الطائرات لا يفارق أذنها، وتعيش نازحة في الخيام بلا طعام أو شراب".
 
وتشير أميرة العسولى إلى أنها كانت تشاهد جثث للسيدات في شوارع غزة ولا تستطيع أن تحملها بسبب تواصل القصف الإسرائيلي، واستهداف كل من يتحرك داخل القطاع، لافتة إلى أن جنود الاحتلال يستهدفون النساء والأطفال بشكل مستمر وهو ما جعل معظم حصيلة الشهداء من النساء والأطفال.
 
وتتابع :" الأم الفلسطينية لا تعانى فقط بل لا تستطيع العيش على الإطلاق، فلا حقوق إنسان أو حقوق حيوان يحترمها الاحتلال مع السيدات الفلسطينيات في القطاع، وهو ما يجعل الأم الفلسطينية لا تشعر على الإطلاق بعيد الأم هذا العام، حتى النساء الحوامل لم يعدن قادرات على تلقى الخدمة العلاجية بسبب استهداف المستشفيات في القطاع.
 
 

إعلامية فلسطينية: الأم أصبحت وحيدة بدون أبنائها وتتذكر دخول أطفالها الشهداء بعيد الأم ومعهم الهدايا

الإعلامية الفلسطينية فاطمة ابو نادي، تكشف أيضا شعور المرأة الفلسطينية في عيد الأم، وهى التي تعيش داخل قطاع غزة وتشاهد يوميا حجم القتل والتشريد للنساء الفلسطينيات، قائلة :"كلنا نعاني في هذا الوقت خاصة في حرب الإبادة الجماعية التي تمارسها قوات الاحتلال في غزة، والنساء الفلسطينيات يعيشن ظروف استثنائية خاصة في تلك الحرب بعد فقدان أكثر من 9 آلاف امرأة فلسطينية منذ 7 أكتوبر حتى هذه اللحظة"، موضحة أن المرأة الفلسطينية بشكل عام تعانى من ويلات مسبقا حتى قبل 7 أكتوبر، وتتعرض لانتهاكات بشكل دائم ومستمرة ولكن في هذه الحرب تضررت بشكل كبير.
فاطمة أبو نادى
فاطمة أبو نادى
 
وتضيف الإعلامية الفلسطينية في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن هناك أمهات فلسطينيات أصبحن شهيدات، حيث فقدت الأسرة الأم ولم يعد هناك أم يحتفل بها أبنائها مثل كل عام، كما أن هناك أمهات ما زلن على قيد الحياة ولكنها فقدن جميع أفراد أسرتهن وكل أبنائهن وعائلاتهن، فلا يجدن من يطبطب عليهن ويقول لهن "كل عام وأنت بخير يا أمي"، متابعة :"في هذه الحرب جميع النساء يفقدن السلام والأمن وجو العائلة خاصة أننا نعيش في أجواء رمضانية وهناك الكثير من المناسبات التي مرت علينا نحن النساء الفلسطينيات خاصة الأمهات سواء في 8 مارس حيث يوم المرأة العالمي ومناسبة عيد الأم، والمناسبة الدينية شهر رمضان بينما كثير من النساء يفتقدن لجو العائلة الدافئ ويعز اللسان شرح الكثير من التفاصيل ".
 
"قد لا تفقد بعض الأمهات أبنائهن ولكن أمهات لديها أبناء لا تعرف مصيرهن بسبب اعتقالهم من قوات الاحتلال"، هكذا تصف فاطمة أبو نادى حال كثير من الأمهات التي يعشن في غزة، مضيفة :" السيدات الفلسطينيات أصبحن ثكلى لا يعلمن مصير ابنائهن ما إذا كانوا أحياء أم شهداء أم أسرى أم جثث على الطرقات تأكلها الكلاب والقطط، وهناك أكثر من 6 آلاف طفل فقدوا في تلك الحرب لديهم أمهات كن يعتدن على الهدايا من أطفالهن وابنائهن الشباب ولكن في هذه الحرب كل شيء استثنائي ومختلف وأصبحت الأم وحيدة بدون أبنائها وتتذكر اللحظات السعيدة في هذا اليوم عندما كان يطرق عليها أبنائها الباب بالهدايا خاصة نحن الفلسطينيات نكرم امهاتنا بالمال لتشترى ما تريد ولكن هذه الحرب جعلت الأم تفقد هذه اللحظات السعيدة".
 
وتتابع الإعلامية الفلسطينية :"الحرب صعبة للغاية على النساء الفلسطينيات، حيث تصف العدوان الإسرائيلي على غزة بحرب الفرقان والإبادة الجماعة والتفريق والفقد "، قائلة :"حتى هناك مشاعر للأمهات لا تترجم على الواقع وكلنا في حالة صدمة ولم نتجرم مشارعنا في عيد الأم وفي رمضان وفي اليوم العالمى للمرأة 8 مارس، وهناك فوانيس لم تعلقها النساء لأنها فقدت أبنائها".
 
وتؤكد فاطمة أبو نادى، أن المادة الرابعة في اتفاقية جنيف تحرم اعتقال النساء المدنيات أو قتلهم أو التعرض لهن، مستدركة :"لكن إسرائيل لم تلتزم بالقانون الدولى واعتقلت النساء الفلسطينيات وقتلت الكثير من النساء أمام ابنائهن، حيث إن كثير من النساء الحوامل تم قتلهن أمام أطفالهن بشكل مباشر".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة