سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 21 مارس 1953.. ليلى مراد تكشف في خطابها إلى اللواء محمد نجيب عن إغراءات ضخمة قدمتها إسرائيل إليها للسفر والعيش فيها

الخميس، 21 مارس 2024 02:18 م
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 21 مارس 1953.. ليلى مراد تكشف في خطابها إلى اللواء محمد نجيب عن إغراءات ضخمة قدمتها إسرائيل إليها للسفر والعيش فيها ليلى مراد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عادت الفنانة ليلي مراد من اليونان، وتوجهت مباشرة إلي الموسيقار محمد عبدالوهاب، لتروي له ما حدث معها أثناء زيارتها، وبعد ان أفرغت من حديثها أكد خطورته، واتصل بمجلس قيادة الثورة لتحديد موعد، وهو ما كان وفي اليوم التالي، حسبما يذكر الكاتب والناقد الفني أشرف غريب في كتابه "ليلي مراد – الوثائق الخاصة"، مؤكدا أن ليلي كتبت خطابا يوم 21 مارس، مثل هذا اليوم، 1953 وأرسلته إلي اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952، تشرح فيه ماجري معها.

تكشف ليلي في خطابها، أنها أثناء زيارتها لليونان دعاها السفير السويدي لزيارة أحد الاستديوهات والتعرف علي أحدث ما يوجد عندهم، وهناك قابلت مدير هذا الاستديو، وعندما عرفت أنه من أصل يهودي التزمت الصمت، ولم تتحدث معه في أي شئ فإذا به يوجه كلامه إليها مباشرة ويقول: لماذا هذا الحرص، نحن أبناء ديانة واحدة ووطن واحد؟.

تضيف ليلي :"كان ردي سريعا جدا، وقلت له إن ديني هو الإسلام، ووطني هو مصر أعظم بلاد الدنيا، ولو كنت أعلم أنه سوف يحدث ما حدث لكنت رفضت هذه الزيارة، فقال لي إن كنت حريصة علي الرجوع إلي مصر من أجل الشهرة والأموال والأملاك الخاصة بك، فإننا سوف نعوضك عنها أضعافا مضاعفة، وأما من ناحية الفن فنحن علي علاقة بأكبر المخرجين والمنتجين في العالم وفي هيوليود، قلت له إني علي استعداد أن أعيش في بلدي مصر دون طعام أوشراب حتي الموت ولا أترك تراب بلدي مصر أبدا، وتركت المكان علي الفور".

تذكر ليلي :"كان موعد رجوعي إلي مصر في الصباح الباكر، وعند وصولي مباشرة اتصلت بالسيد محمد عبدالوهاب وقابلته، وحكيت له ماحدث، فقال لي، هذا الموضوع خطير وقام بالاتصال بمجلس قيادة الثورة الذي حدد موعدا صباح اليوم التالي، فذهبت أنا ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزي، وقابلنا عبد اللطيف البغدادي وصلاح سالم".

تضيف: "عندما بدأت كلامي قلت: أقسم بالله أن أقول الحق، فضحك الجميع، وقالوا يا ست أنت ليه مكبرة الموضوع أكثر من اللازم، احنا عرفين كويس مين هي ليلي مراد، ومش موضوع تافه زي كده ممكن يخلينا نشك فيكي، وشكرا علي صراحتك، وتناولنا الشاي وغادرنا المكان وأنا في غاية السعادة وشعرت أنه كابوس وذهب."

تذكر:" بعد مرور شهر تم استدعائي في ساعة متأخرة من الليل، وكنت أعاني من بعض الصداع، فقلت للضابط سأذهب غدا إن شاء الله، فقال لي: سيدتي لابد من الذهاب فورا، فقلت له طيب ممكن أكلم بعض الأصدقاء ؟، قال: دول خمس دقائق فقط لاغير، فشعرت بالخوف وتوجهت إلي مجلس قيادة الثورة، وجلست في غرفة لوحدي دون أن يكلمني أحد حتي مرت ساعة، ثم دخل بعض الضباط، وقالوا: ازيك ياست ليلي، إحنا عايزين نعرف إيه الحكاية من أول وجديد لأن الموضوع زاد عما ذكرتيه.

قلت له، سيدي أنا حكيت كل ماحدث، فقال إنه تم القبض علي أشخاص أعداء للوطن، وهم يشكلون جماعة تتعاون مع اليهود، وأحد هذه الجماعة واسمها "بولاند ليفس"، قالت أنها التقت بي وإني أعطيتها بعض الأموال، وتكرر هذا الموضوع الكاذب حتي تقابلنا أكثر من خمس مرات علي حد زعمها، وأشهد الله أني بريئة من هذا الكلام، وقلت ما أعرفه ولكن السيد محمد/ التابعي والسيد/ عبدالمحسن أبو النور كانت لهم نظرات محيرة وسمحوا لي بالانصراف، وتم استدعائي إلي مجلس قيادة الثورة بالجزيرة عدة مرات، في أوقات مختلفة، وساءت حالتي النفسية جدا، وأنا لا أغادر منزلي، فكتبت لك ياسيدي رسالتي هذه، فإن كنت مذنبة في أي شئ أو أني فعلا تبرعت بأي أموال إلي هذه الجماعة فأنا علي استعداد للمحاكمة أوحتي الإعدام محبة في تراب مصر" 

يضع "غريب" هذا الخطاب في سياق "الملف الشائك في حياة ليلي مراد، والذي تفجر علي أثر شائعة راجت في سبتمبر 1952 تزعم سفرها إلي إسرائيل وتبرعها بخمسين ألف جنيه، وبعد نحو شهر ونصف من تحقيقات الأجهزة المعنية وجهود غرفة صناعة السينما تبين أنها بريئة تماما."
يرجح "غريب" أن إسرائيل وقفت وراء شائعة تبرعها وسفرها إليها للإلحاح عليها بالهجرة بوسائل الترغيب والترهيب، ومؤكدا أن إسرائيل "كانت تتبع ليلي مراد أينما ذهبت مثلما حدث أثناء رحلتها إلي اليونان، فهذه الرحلة كانت لاحقة لرحلتها إلي فرنسا في أكتوبر 1952 التي فجرت قصة التبرع لإسرائيل، واتبعت إسرائيل في الرحلتين معها نفس أساليبها نحو العناصر التي تريد استقطابها ودفعها للهجرة إليها، وذلك بتكدير حياتهم، حتي يضيقوا ذرعا بالعيش في بلادهم مفضلين الرحيل، أو تقوم السلطات نفسها بترحيلهم خارج دولهم، ويصبح بعد ذلك من السهل اجتذابهم إلي دولتهم الناشئة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة