هنا ولد الشيخ الشحات شاهين نقيب القراء بالشرقية.. اعتلى دكة التلاوة وعمره 12 عاما.. أثنى عليه عبد الباسط عبد الصمد.. أسلم على يده عدد من الأجانب.. وبشره الرسول فى المنام بالدفن جوار سعد بن معاذ.. صور

الإثنين، 11 مارس 2024 08:00 م
هنا ولد الشيخ الشحات شاهين نقيب القراء بالشرقية.. اعتلى دكة التلاوة وعمره 12 عاما.. أثنى عليه عبد الباسط عبد الصمد.. أسلم على يده عدد من الأجانب.. وبشره الرسول فى المنام بالدفن جوار سعد بن معاذ.. صور الشيخ الشحات شاهين نقيب قراء الشرقية
الشرقية - فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى اليوم السابع من شهر مارس من عام 1955 م كانت قرية الصفا التابعة لمحافظة الشرقية، على موعد مع ميلاد أحد أعلام القرآن الكريم فى مصر والوطن العربى، فضيلة الشيخ الراحل الشحات شاهين، نقيب القراء بمحافظة الشرقية، ومفتش المقارئ بالإدارة العامة لشئون القرآن بالأوقاف والمحكم بالمسابقات المحلية والعالمية وعضو مجلس الإدارة العامة لنقابة القراء بجمهورية مصر العربية.

"اليوم السابع" التقى بأسرته فى مسقط رأسه بقرية الصفا التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وسردت أسرته مواقف عديدة من حياة الشيخ رحمه الله.

قال الشيخ "محمد شاهين" خطيب وإمام بالأوقاف نجل الشيخ "الشحات شاهين" إن والده نشأ أسرة قرآنية، وحفظ القرآن على يد والده وكان رجلا ضريرا حافظا للقرآن الكريم وإماما لمسجد بالقرية، فعكف على تحفيظ  والدى "الشحات" القرآن الكريم فى العاشرة من عمره، والتحق  بكتاب القرية ورحلته بدأت عندما أرسله والده لتعليم الأحكام والتجويد على يد الشيخ "حسينى منصور حفناوى" بقرية أم الزين وتعلم القراءات السبع.

وأضاف: كان أول من تعلم القراءات السبع بمنطقته، وعندما بلغ 12 عاما أخذه والده معه إلى المأتم  وكان يطلب من القراء  أن يقرأ بجوارهم، وفي الرابعة عشر من عمره اعتلى دكة التلاوة، وكان أول عزاء قرأ فيه عزاء جدة زوجته، وبعدها ذاع صيته بالقرى المجاورة لقريتنا وكان يتقاضى راتب زهيد 4 جنيهات فى ذلك الوقت، وبعدها عمل بفصول محو الأمية بقرية النخاس وهنا تعرف على رفيق عمره الشيخ "محمد الليثى"وعملا سويا فى تعليم أبناء المنطقة فى فصول محو الأمية أصول القراءة والكتابة.

وتابع: كان الكتاب هو الأصل فى تعليم الكتابة والقراءة إلى جوار حفظ القرآن، وبعدها عمل أبى معلما للقرآن الكريم بمدرسة الأشراف، حيث كان القرآن الكريم مادة تدرس فى المدارس فى السبعينيات، وظل مع رفيق حياته الشيخ الليثى، حتى أعلنت الأوقاف عن مسابقة للأئمة، والتحق بمساجد القاهرة بداية من مسجد عز الرجال بوكالة البلح.

واستطرد نجل الشيخ، أن والده ذاع صيته كقارئ فى السادسة والعشرين من عمره، عندما طلب للقراءة فى عزاء الحاج "محمدين زهران" أكبر "مانى فاتورة" بالسبتية في القاهرة، وكانت أسرته اتفقت مع الشيخ "عبد الباسط عبد الصمد" واتفق أحد أقاربه مع والدى للقراءة أيضا بحكم كونه فى ذلك الوقت قارئ مسجد المنطقة، وبعد انتهاء الشيخ عبد الباسط، طلبوا منه عدم ترك السرادق، حتى  يتم الانتهاء من وقت العزاء ليلا، وكان الشيخ قد قرأ مدته كاملة، وسمع والدى  وقال لهم هذا الشيخ كله بركة لو مش متأكد  منه لن أترك له السرادق وأثنى عليه، ودعمه وداعب والدي قائلا له "ده قرآن أقاليم"، قاصدا لهجة أبناء الأقاليم، وأثنى على أحكامه وتلاوته الصحية، وحصل والدى على أجر 300 جنيه فى ذلك العزاء، فيما حصل الشيخ عبد الباسط على 3000 جنيه، وكان ذلك فى عام 1981 وكان ذلك أعلى أجر حصل عليه فى تلك الفترة، حيث كان راتبه من الأوقاف 12 جنيها فى الشهر فى ذلك الوقت، وكانت شهادة الشيخ عبد الباسط فى حقه سبب ذيع صيته فى مصر والوطن العربى.

التقطت فاطمة شاهين أستاذة بجامعة الأزهر الشريف، أطراف الحديث من شقيقها قائلة: حدث موقف عظيم غير حياة والدي تماما فى تلك الفترة عندما أعلنت وزارة الأوقاف عن مسابقة شارك فيها 100 متسابق لاختيار قارئ يشارك فى مسابقة دولية لقراءة القرآن بدولة ماليزيا، وكان من ضمن أعضاء لجنة التحكيم الشيخ "رزق خليل حبة" ووقع اختيار لجنة التحكيم علي والدى، وسافر إلى دولة ماليزيا سنة 1995 للمشاركة فى المسابقة، وبفضل الله حصل على المركز الأول، وذلك بعد 35 عاما لم يحصل مصرى على المركز الأول فى هذه المسابقة، وكرمه وزير الأوقاف حينها وكان الدكتور محمود زقزوق، ومن هنا ذاع صيته كقارئ مصري.

وأضافت: بعد رحلة ماليزيا، أكرمه الله من وسع بفضل بركة القرآن الكريم، وشارك من خلال وزارة الأوقاف فى بعثاتها القرآنية إلى دول العالم المختلفة لإحياء ليالى شهر رمضان والاحتفالات الدينية، فى المركز الإسلامى فى لندن، وألمانيا والسويد، وليبيا والسعودية والشيشان، وأوكرانيا وإسطنبول، وفنزويلا والعديد من الدول العربية والأوروبية، وأسلم على يده عدد من الشيشان كانوا طلاب حفظهم  جزء عم كاملا، وهم لا ينطقون العربية.

وتابعت ابنة الشيخ: بدأ صيت والدى عالميا بقراءة القرآن فى قبلة المسجد المركز الإسلامي بلندن، بدون القراءة من المصحف، حيث كانت القبلة بمثابة "عفريت" لكل قارئ، وربنا قدره واجتاز هذا الموقف الصعب وغلب "عفريت القبلة"، مضيفة: كان أصعب موقف فى حياة والدى  عام 1995 عندما  سافر إلى المركز الإسلامي بلندن، للمرة الأولى  فى حياته للقراءة هناك، وكان هناك نقيب قراء الشرقية الأسبق، الشيخ أحمد عامر، الذى كان يختبر كل من يذهب إلى لندن بأن يطلب منه صلاة التراويح بدون مصحف فى قبلة المسجد، كاختبار للقارئ كان ذلك محل خوف المشايخ وكانوا يطلقون على قبلة المسجد بأنها "عفريت" القراء لأن الذى لا يوفق فى الاختبار يعود إلى مصر مباشرة، وطلب منه الشيخ "عامر" دخول القبلة وأن يصلي بالناس الركعات الثمانى بدءا من ربع "فما لكم فى المنافقين فئتين".

ورغم إجادته للقرآن حفظا، فوجد فى نفسه رهبة وخوف، خاصة أن المسجد مكون من أربعة طوابق، ويصلى به أكثر من 50 ألف مصلى، فاستعاذ بالله من الشيطان ودخل القبلة، وبدأ فى القراءة وأكرمه الله، وبعد القراءة أثنى علىّ الشيخ عامر والمصلون، وكان هذا ببركة القرآن، وأصبح ضيفا دائما بدعوة من القائمين على المركز فى لندن على مدار 20 عاما متتالية فى شهر رمضان، وقرأ بجوار كبار قراء مصر والوطن العربى، وتقابل مع كثير من الملوك مثل ملك ماليزيا ورئيس وزرائها، وأمير مكة وقبله فى رأسه، وسفراء مصر بلندن وجميع الدول التى زرتها أمثل مصر فيها قارئ للقرآن الكريم.

وعن اللحظات الأخيرة فى حياة الشيخ قال نجله "محمد": والدى بعد عودته من رحلة أمريكا عام 2016 داهمه الفشل الكلوى وظل فى مرحلة العلاج والمتابعة، ومع ذلك يؤدى رسالته فى تعليم أحكام القرآن للطلاب، وقبل وفاته دخل المستشفى وأجرى عملية  جراحية، وسمح الأطباء له بمغادرة المستشفى، وقبل نصف ساعة من مغادرته المستشفى كنت مرافقا له نظرت إليه وجدت وجهه مثل البدر كأنه لم يمرض أبدا، وقال لى نصا "يا محمد أنا هانتقل خلاص لقد شاهدت رسول الله فى المنام ورفقته سيدنا أبوبكر الصديق وسيدنا عمر أبو الخطاب، ووصفهم وقالى إنهم بشروه بأنه سوف يدفن بجوار سعد ابن معاذ، وأوصى بعدم إقامة عزاء له ثم نطق الشهادة ثم صعدت روحه إلى بارئها فى السابع والعشرين من أغسطس من عام 2023.

وتابع: بحكم علاقته الطيبة مع كافة القراء حضروا جميعا وأصروا إقامة عزاء له، وقالوا لى هو ليس والدك وحدك وقرأوا جميعا فى عزائه الذى ظل ممتدا فترة طويلة نستقبل محبيه من كافة الدول العربية.

وبدموع غزيرة قالت صباح شاهين، شقيقة الشيخ الشحات، إن زوجها توفى وهى في الثانية والعشرين من عمرها تاركا لها طفلان فقام شقيقها برعايتهما ومعاملتهما معاملة حسنة أكثر من أبنائه، ولم يبخل عليهما بشيء حتى وصلا للتعليم الجامعى، وكان عطوفا معها لم يحرمها من شيء طوال حياته حتى الطعام لم يتناوله بدونها ،وأنها يوميا تذهب إلى المقابر لقراءة القرآن على روحه الطاهرة.

فيما قال "طه عزب حسين" موجه أول علوم شرعية بمنطقة الشرقية الأزهرية بالمعاش، إن الشيخ رحمه الله كان من أولياء الله الصالحين وله كرامات عديدة، مضيفا: " لازمته معظم فترات حياتى منذ كنت طالبا بالإعداية وحتى وفاة الشيخ لم أتركه يوما، وحضرت معه عدة مواقف وحفلات ومناسبات كثيرة فى تلاة القرآن فى المناسبات والعزائم وكان رحمه الله ذو خلق عظيم وكريم فى معاملاته مع أصدقائه ويعاملنى مثل ابنه، ومن ضمن هذة المواقف، كان مدعو للتحكيم فى مسابقة فى الصعيد وكان برفقته الدكتور فرج الله الشاذلى وآخرين، وتعرضا لحادث وانقلبت السيارة بهما عدة مرات، ولكن الله كتب لهم النجاة مع المرافقين لهما وقد أجريت له عملية خطيرة  لتغيير 3 فقرات فى الظهر وكان ذلك عام 2010".

وأضاف: تعرض الشيخ لابتلاء من الله يختبر فيه صبره، حيث حبس صوته لفترة من الزمان وكان يبكى لقطع صوته، وذات ليلة صعد للطابق العلوي للمنزل الذى يسكن فيه وظل يتضرع لله ويناجيه لكى يكشف عنه البلاء ويقرأ القرآن، ورد إليه الله صوته مرة ثانية فور انتهاءه من التلاوة، وما أن فرغ من الدعاء رد الله صوته فى الحال، وعندما سمع أهل منزله صوته مرة ثانية صعدوا جميعا وظلوا يهللون ويكبرون وهذا يذكرنا بالموقف الذى حصل لسيدنا أيوب عندما أصابه البلاء وصبر فاستجاب الله له، هذه البركة والكرامة التى أيد الله به أوليائه.

من جانب آخر، قال سيد عبد المجيد أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة الزقازيق، إنه عندما تقابل مع الشيخ الشحات، وكان هذا في معهد الطاروطي لإعداد القراء والمبتهلين، وطالع وجهه النير أدركك معني أهل الله، فالله اختص خلقا من خلقه بمزايا يفوق بعضها بعضا يكفي أن جعلهم أهلا له، مستشهدا بحديث شريف عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله وعليه وسلم قال إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ، فعلمت لماذا بدد نور القرآن آثار المرض التي لا أخطأها وكيف أزالت بشاشة الوجه تجاعيد الهرم فرأيت وجها مضيئا لشاب فتي في ثياب شيخ وقور وأيقنت أن إكرامه فرض فهو من إجلال الله .

احمد حفيد الشيخ
احمد حفيد الشيخ
 
الراحل الشيخ الشحات شاهين
الراحل الشيخ الشحات شاهين
 
الشيخ الشحات شاهين نقيب قراء الشرقية
الشيخ الشحات شاهين نقيب قراء الشرقية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة