هيثم الحاج على

وادي المغارة.. منبع التاريخ والفيروز

الجمعة، 02 فبراير 2024 07:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في طريقك البري إلى شرم الشيخ، وبعد أن تتجاوز مدينة أبو زنيمة بأكثر قليل من عشرين كيلو متر يمكنك ملاحظة طريق إلى اليسار يذهب بك إلى داخل سيناء، وعلى بعد حوالي تسعة عشر كيلومترا في هذا الطريق يمكنك الوصول إلى جبل المغارة، الذي يجاوره وادي مغارة أو وادي المغارة كما يطلق عليه أحيانا.

تعد هذه المنطقة من أهم المعالم السياحية في جنوب سيناء، وهي تحتوي على مجموعة من الآثار الدالة على اهتمام المصريين القدماء بسيناء عموما واستكشافهم لكل شبر فيها بل واستغلالهم لكل مواردها الطبيعية المعروفة لهم وقتها.

تشير الدراسات الأثرية إلى أن المصريين القدماء قد اهتموا بالتعدين في سيناء ولذلك فقد تعددت أماكن المناجم خاصة النحاس، وأن وادي المغارة كان واحدا من أهم هذه الأماكن، ويضاف إليه كذلك أنه واحد من أهم أماكن استخراج الفيروز السيناوي الذي كانت جودته ووفرته سببا في تسمية سيناء بأرض الفيروز، وربما يكون هذا هو السبب في تسمية المكان بوادي المغارة حيث إن المناجم التي أقامها المصريون في ذلك الجبل كانت عبارة عن مغارات متعددة للتنقيب.

ويعد وادي المغارة من أقدم الأماكن التي ترك فيها المصريون القدماء نقوشهم، فقد كانت كل بعثة تصطحب معها بطبية الحال حفارو مناجم ونحاتين للتعامل مع المكون الصخري، وكانت تترك نقوشها عند كل اكتشاف لتشير إلى العصر الذي تم فيه.

ومع دخولك وادي المغارة، تجد على الناحية الشرقية منه منحدرات الجبال، التي توجد عليها بقايا المساكن القديمة التي كان يعيش فيه عمال المحاجر. وعلى الناحية الغربية توجد مداخل المناجم القديمة. وهناك توجد النقوش الهيروغليفية وألواح ولوحات أقامها فراعنة مصر المختلفين، حيث لوحة منقوشة للملك خوفو يضرب عليها الأعداء، ويعود اهتمام فراعنة مصر بتلك المنطقة إلى عصر الأسرتين المصريتين الأولى والثانية، وبالإضافة إلى بعض نقوش تعود إلى عهد أمنمحات الثالث، وأمنمحات الرابع، وهما من ملوك تلك الأسرة الثانية عشرة، كما لا تزال لوحة الفرعون زوسر من الأسرة الثالثة توجد في وادي المغارة، وكانت تنتسب في الماضي إلى الفرعون سمر خت من الأسرة الأولى.

بالإضافة إلى ذلك يوجد في الوادي لوحات ونقوش هيروغليفية ورسومات تعبر عن مختلف الفراعنة المصريين منذ عهد الدولة القديمة ومن عهد الدولة الوسطى وكذلك من الدولة الحديثة، وقد اهتم كل فراعنة تلك العصور بإرسال بعثات التنقيب واستخراج المعادن من هناك ومن ضمنها النحاس والفيروز.

كانت سيناء إذن ولا تزال جزءا مهما من تاريخنا ويمكنها أن تشكل عنصرا أساسيا في حاضرنا ومستقبلنا بشرط أن نعرف ونحسن استغلال عناصرها الكثيرة المتنوعة على المستوى الأثري والتعديني والثقافي، والأهم على مستوى تشكيلها جزءا مهما من الهوية المصرية عبر التاريخ.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة