سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 12 فبراير 1970.. غارة إسرائيلية وحشية بالفانتوم الأمريكية على مصنع أبوزعبل للحديد والصلب تسفر عن 88 شهيدا و150 مصابا

الإثنين، 12 فبراير 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 12 فبراير 1970.. غارة إسرائيلية وحشية بالفانتوم الأمريكية على مصنع أبوزعبل للحديد والصلب تسفر عن 88 شهيدا و150 مصابا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الثانية صباح يوم 12 فبراير، مثل هذا اليوم، عام 1970، حين قامت إسرائيل بشن غارات وحشية بطائرات الفانتوم على مصنع أبوزعبل، فسقط من عماله 88 شهيدا و150 جريحا، حسبما أعلن الرئيس جمال عبدالناصر فى خطابه يوم 1 مايو 1970 أمام العمال فى منطقة شبرا الخيمة، حيث شارك الرئيس العمال احتفالاتهم بعيدهم فى هذه المنطقة القريبة من «أبوزعبل».
 
قبل هذا العدوان الإسرائيلى الإجرامى الذى وقع ضد مدنيين، كان الجيش المصرى يواصل عملياته البطولية فى حرب الاستنزاف ضد الجيش الإسرائيلى، وكان يوم 11 فبراير 1970 على موعد مع عملية «الشلوفة»، وهى عملية بطولية نفذتها سرية مشاة مصرية، وحسبما جاء فى البيان العسكرى بالصحف المصرية عنها، فإنها أسفرت عن تدمير 3 مدرعات بمن فيها، والخسائر لا تقل عن 20 قتيلا وجريحا، وعادت القوة المصرية إلى مواقعها ومعها أسيران من الجنود الإسرائيليين.
 
كانت عملية «الشلوفة» التى لم تخسر فيها قواتنا أى جندى، ووفقا لقائدها الضابط «مجدى ناجية» فى حواره لجريدة «وطنى - 8 أكتوبر 2014»: «كانت العملية فضيحة مدوية أفقدت توازن القيادة الإسرائيلية»، وبعد ساعات وفى الساعة الثانية صباح يوم 12 فبراير 1970 شنت إسرائيل غارتها الإجرامية على مصنع أبوزعبل، أى خارج خطوط القتال.
 
وفى 15 فبراير قال عبدالناصر فى حديث صحفى لجريدة نيويورك تايمز الأمريكية، وأجراه رئيس تحريرها جيمس رستون، ونشرته جريدة الأهرام: «نحن ندرس الغارة على مصنع أبوزعبل، وإذا أصبحت المسألة ضرب مصانع، فلن تكون مصانعنا وحدها معرضة للضرب، وما حدث فى أبوزعبل يجسد الصراع بيننا وبين العدو، ويجسد حقائق الصراع، ومعانى الصراع، وأهداف الصراع»، واتهم أمريكا قائلا:  «أمريكا تعطى الفانتوم لإسرائيل لكى تمكنها من ضرب تجمعاتنا العسكرية ومراكزنا الصناعية ومناطق تجمع مواطنينا».
 
كما كان الحدث هو محور خطاب عبدالناصر فى احتفالات عيد العمال بشبرا الخيمة يوم 1 مايو 1970، وقال فيه: «لقد قصدت أن أحضر عيد العمال معكم هنا فى شبرا الخيمة، فى المنطقة الصناعية الكبرى التى تمثل «أبوزعبل» قطعة منها، وامتدادا عضويا لها، أردت ذلك لأنه ما من شىء يشرح الحقيقة فيما نمثله، وفيما ندافع عنه وفيما نقاتل من أجله، كذلك المثل الأعلى الذى نستطيع أن نستلهمه من هنا، ونتحقق من صحته وصدقه على الطبيعة، فى هذه البقعة المكافحة من أرض مصر الخالدة».         
 
وأضاف: «بجوارنا فى أبوزعبل تقام الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، تكلف هذا المصنع نحو 5 ملايين جنيه، دفعها الشعب المصرى الذى عاش طول عمره يبنى للسلام وللحضارة وللحرية، يعمل فى هذا المصنع 2000 عامل، أجورهم فى السنة حوالى مليون جنيه، يرعون أو يعولون 2000 أسرة طيبة عاملة مكافحة، مصنع ناجح يتصل العمل فيه ثلاث ورديات، تستغرق كل الـ24 ساعة فى اليوم، ينتج هذا المصنع 75 ألف طن حديد تسليح الذى يستخدم فى البناء، وبالتالى فإن المصنع كله يكاد أن يكون رمزا حيا لأمل التشييد والبناء والتعمير، هذا هو المصنع الذى بنيناه، وعملنا فيه، ووجهنا طاقته إلى خدمة الحياة، نحن نبنى طاقة الحياة والأمل والحرية، والعدو يفجر القوى المدمرة للقتل والحريق والخراب».
 
انتقل «عبدالناصر» فى خطابه إلى سرد قصة الغارة الإجرامية على المصنع وخسائرها، قائلا: «صباح يوم 12 فبراير الماضى، فجأة وعلى ارتفاع منخفض، تسللت طائرات الفانتوم التى أرسلتها أمريكا لإسرائيل سنة 1969، تسللت وتوجهت للمصنع بنيرانها، بالصواريخ وقنابل النابلم، والقنابل الموقوتة زمنيا، وبعد دقائق كان أحد العنابر الرئيسية فى هذا المصنع صورة للدمار والموت، والخسارة تقدر بـ350 ألف جنيه، و88 شهيدا و150 عاملا جريحا، والآلات التى كانت فى هذا العنبر تحطمت، ومزقتها الانفجارات».
 
جاء هذا الاعتداء الغاشم فى سياق يتحدث عنه الكاتب الصحفى محمود عوض فى كتابه «اليوم السابع.. الحرب المستحيلة حرب الاستنزاف»، أنه بمجرد أن بدأت تقارير المخابرات الإسرائيلية تتحدث عن دلالات شحن السلاح السوفيتى الجديد إلى مصر، الذى جاء فى أعقاب زيارة سرية قام بها جمال عبدالناصر إلى موسكو، بدأت إسرائيل تتصاعد بغاراتها ضد المدنيين فى العمق المصرى، لتتخذ طابعا هستيريا ومحموما، وفى سباق إسرائيل مع القوت لمنع الصواريخ الجديدة من اتخاذ مواقعها للخطة المصرية «بناء حائط صد الصواريخ»، ويذكر «عوض» أن موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى خرج ليقول فى تبريره لهذه العمليات: «نحافظ على معنويات الشعب الإسرائيلى وتقويض الزعامة السياسية والعسكرية فى مصر»، غير أنه أمام الإدانات الدولية لجريمة «أبوزعبل» اضطرت إسرائيل إلى الزعم بأن الغارات وقعت بطريق الخطأ.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة