حريحور توج ملكًا على مصر.. نزميت ولدته أم زوجته فهل حسم التاريخ الأمر؟

السبت، 10 فبراير 2024 09:00 م
حريحور توج ملكًا على مصر.. نزميت ولدته أم زوجته فهل حسم التاريخ الأمر؟ حريحور
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حريحور.. كان ضابطًا في الجيش في مصر القديمة، وكبير كهنة آمون في طيبة في عهد الفرعون رمسيس الحادي عشر "1080 ق.م - 1074 ق.م"، ثم توج ملكًا على مصر العليا خلال النصف الأول من القرن الحادى عشر ق.م.

ويقول الدكتور سليم حسن عبر موسوعته مصر القديمة: لقد ظل الاعتقاد سائدًا بأن "حريحور"، الذي تولى رئاسة كهانة معبد "آمون" بالكرنك، كان ينسب إلى أسرة "رعمسيس نخت" التي تولى أفرادها هذه الوظيفة بالتوارث مدة طويلة، واستولوا في خلالها على زمام الأمور في البلاد من الناحية الدينية والإِدارية معًا بدرجة عظيمة، على أن الوثائق التاريخية لا تمدنا بأية معلومات تثبت هذا الاعتقاد.

وأوضح الدكتور سليم حسن، بعد اختفاء "أمنحتب" بن "رعمسيس نخت" من رئاسة معبد "آمون" ظهر بعده على هذا الكرسي "حريحور"، ولكنا لا نعرف نسبته له كما لا نعرف اسم والده ولا اسم أمه إذ لم يرد قط على الآثار الخاصة بهذا العهد ما يشير إلى هذا، ولذلك يتساءل الإنسان لماذا تحدث "مسبرو" في تاريخه الذي وضعه عن مصر وأمم الشرق، عن والد "حريحور"، وعن جده مشيرًا بذلك إلى الكاهن الأكبر "أمنحتب" ووالده "رعمسيس نخت"، وليس لدينا ما يثبت أنه كان ابن الكاهن الأكبر "أمنحتب"، هذا بالإضافة إلى أنه ليس لدينا ما يبرهن على أن "أمنحتب" قد تزوَّج من الأمير الملكية "إزيس"، وأنه رزق منها "حريحور" وبذلك يكون الأخير من نسل "رعمسيس السادس".

وأشارت موسوعة مصر القديمة  على أن هذا الزعم يعد خاطئًا من أساسه، وكذلك أراد بعض المؤرخين أن يزعموا أن والدته تدعى "نزميت"، ولكن نعرف أن لقب "الزوجة الملكية" الذي كانت تحمله هذه الأميرة في أحد نقوش معبد "خنسو" يبرهن من سياق الكلام دون التباس، على أنها زوجة "حريحور"، الذي أصبح فيما بعد ملكًا لا والدته، وإذا كانت تسمى في وثائق جاءت فيما بعد الأم الملكية، فإنما جاء ذلك بوصفها والدة الأطفال الذين أنجبتهم منه.

وقد أراد الأثري "فرشنسكي" أن يميز بين امرأتين باسم "نزميت"، إحداهما تكون أم "حريحور" والثانية زوجه، غير أنه ليس لدينا وثائق توضح هذا الزعم، والواقع أن "نزميت" هذه ليس لها أية علاقة بأسرة ملوك الرعامسة وكل علاقتها تنحصر مع زوجها، وذلك لأننا لا نجدها في أي نقش أو بردية تلقب بالبنت الملكية، وقد كانت تشغل وظيفة رئيسة حظيات الإله "آمون"، مثلها في ذلك كمثل كثيرات من زوجات الكهنة الأول لملوك الأسرتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة، ومن كل ذلك يظهر لنا أن "حريحور" لم يكن له حق في عرش البلاد، لا بنسبه وحسبه، ولا بزواجه من أميرة ملكية تخول له هذا الحق، بل إن ذلك يرجع إلى مطامحه الشخصية والأحداث الخارجة عن حد المألوف، التي حدثت في البلاد في تلك الفترة من تاريخ أرض الكنانة، وإن رياسة الكهانة لم تكن إلا شيئًا عارضًا مكملًا لمطامحه، بل فى الواقع إن اعتلاءه العرش كان يعدُّ هزيمة لرجال الدين في معبد الكرنك، وبخاصة أسرة "رعمسيس نخت" كما سنبين ذلك فيما بعد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة