حقيقة انقطاع الإنترنت عن العالم بسبب العاصفة الشمسية.. البحوث الفلكية: الأجهزة الإلكترونية في خطر والخسائر كبيرة.. وعميد كلية تكنولوجيا الفضاء: نشهد هذا العام نشاطا شديدا للشمس وعواصف.. والعالم يتحرك لتجنبها

الأحد، 07 يناير 2024 08:00 م
حقيقة انقطاع الإنترنت عن العالم بسبب العاصفة الشمسية.. البحوث الفلكية: الأجهزة الإلكترونية في خطر والخسائر كبيرة.. وعميد كلية تكنولوجيا الفضاء: نشهد هذا العام نشاطا شديدا للشمس وعواصف.. والعالم يتحرك لتجنبها عاصفة شمسية - أرشيفية
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تثير العواصف الشمسية المخاوف في نفوس الكثير خاصة العلماء، الذين يسعون بكل جهودهم للوصول إلى تكنولوجيا تمنع آثارها من الوصول للأرض أو إلحاق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء والاتصالات وشبكات الإنترنت، وتعد التوهجات الشمسية التي تشهدها الأرض هي انفجارات قوية من الطاقة التي تنشأ من الشمس، وتنتشر في جميع الاتجاهات، بما في ذلك الأرض؛ وتصطدم بغلافه المغناطيسي، ما يثير نشاطًا مغناطيسيًا أرضيًا.

وفى هذا الصدد كشف الدكتور أسامة شلبية، عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء جامعة بنى سويف، أول كلية مصرية متخصصة فى علوم الفضاء، عن أن العالم سيشهد في أوائل 2024 نشاطا شديدا للشمس وعواصف كبيرة وفقًا للدراسات الأخيرة، حيث إن الدورة الشمسية فى طريقها للذروة في عام 2025  ثم نعود مرة أخرى للهدوء.

وأضاف شلبية، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الدورة الشمسية تحدث كل 11 سنة، ونحن الآن في الدورة 25 منذ أول تسجيل للدورات الشمسية، وتتغير مراحل الدورة الشمسية ما بين هدوء في النشاط الشمسي إلى الوصول إلى الذروة، كما يحدث الآن.

أسامة شلباية
أسامة شلباية

وأكد شلبية، أن العواصف الشمسية هي ظاهرة فلكية لها تاريخها ويهتم بها العلماء حيث ترتبط بالتأثيرات الشمس أرضية، خاصة مع بداية عصر الفضاء وتوجه الانتباه للطقس الفضائى، وهو يختلف تماما عن السطح والمناخ على سطح الأرض.

هكذا تحدث العواصف الشمسية

فيما كشف الدكتور محمد الصادق الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن العواصف الشمسية في الأصل ما هي إلا نشاط مستمر للشمس ولكنه يصل لكونه عاصفة عندما يزيد عن حده للدرجة التي يصل فيها للأرض متفاعلا مع الغلاف الجوى والمجال المغناطيسى، مضيفا "عندما تزيد دورة النشاط الشمسي، تؤثر على الاتصالات بسبب التذبذات الكبيرة، وكذلك تداخل مع الأجهزة الالكترونية مثل الهواتف والملاحة البحرية والرادارات".

وأوضح الصادق، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، "تتكون هذه الطاقة من جسيمات مشحونة، مثل البروتونات والإلكترونات، والتي تنتقل عبر الفضاء بسرعات عالية للغاية، وعندما تصل هذه الجسيمات إلى الأرض، فإنها تتفاعل مع المجال المغناطيسي والغلاف الجوي، مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من التأثيرات".

حقيقة انقطاع الإنترنت عن العالم بسبب العاصفة الشمسية
حقيقة انقطاع الإنترنت عن العالم بسبب العاصفة الشمسية

حقيقة تأثير العواصف الشمسية على الاتصالات

أما عن تأثيرات العواصف الشمسية، أشار الصادق إلى أنه يمكن رؤية هذه التأثيرات في شكل ظواهر طبيعية مثل الشفق القطبي، أو أضرار كارثية مثل انقطاع التيار الكهربائي، وتعطيل الأقمار الصناعية، مؤكدا، أن الأزمة عادة تكون في الخسائر الاقتصادية التي تسببها وليس أضرار صحية على البشر، إلا بالنسبة للحرارة التي قد تؤدى إلى الإجهاد.

ومن جانبه قال شلبية، إن العواصف الشمسية لها تأثير كبير على اتصالات الأقمار الصناعية وشبكات الانترنت، في الوقت الذى يتجه فيه العالم كله بالملاحة الفضائية مثل الـGPS، مضيفا أن القمر الصناعى يكون معرض للإصابة بعطل بسبب النشاط الشمسى مما ينتج انهيار لأنظمة الاتصالات حتى إن هذا التأثير قد يصل أيضا لأبراج الكهرباء.

وأوضح "بالنسبة للعواقب صعب جدا أننا نصل لمدى التنبؤ الدقيق لها، ولكن نبحث في ذلك، وهنا تأتى أهمية العلم لاستغلال الفضاء من أجل الأرض".

وفى ذات السياق، كشف تقرير بصحيفة تليجراف البريطانية، إن تأثيرات العواصف الشمسية تشمل على التوقف الجماعي للطائرات إلى انقطاع التيار الكهربائى، وقد تتسبب عاصفة شمسية كبرى فى حدوث فوضى فى جميع أنحاء العالم.

يعتمد العالم على أنظمة الطاقة الكهربائية وشبكات الانترنت بشكل كبير ولكنها ضعيفة أمام ضربة مباشرة من العواصف الشمسية، حيث قدر تقرير رئيسي صادر عن مجلس البحوث الوطني الأمريكي عن تأثيرات عاصفة شمسية كبرى، التداعيات الناجمة عن مثل هذا الحدث بـ "تريليونات الدولارات" وقدر وقت التعافي بما يتراوح بين "4 إلى 10 سنوات".

وأضاف التقرير: "إن تعرض البلاد لتأثيرات الطقس الفضائي هو قضية تثير قلقا متزايدا"، موضحا "إن الآثار الضارة على التكنولوجيا الحديثة تشمل انقطاع شبكة الكهرباء، وانقطاع الاتصالات عالية التردد، والتداخل مع إشارات الملاحة لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والشذوذ في المركبات الفضائية".

لكن الأمر الأكثر تهديدا هو ما صرح به البروفيسور ريتشارد هورن، رئيس مجموعة خبراء تأثيرات البيئة الفضائية في المملكة المتحدة: "لا يمكننا أن نقول لا تقلقوا بشأن آثار العواصف الشمسية الكبرى"، مضيفا "يمكن أن تحدث في أي وقت."

أحدث عاصفة شمسية تهدد الأرض

كشف مركز التنبؤ بالطقس الفضائي(SWPC)  مؤخرا عن عاصفة شمسية انطلقت تجاه الأرض تعد من أقوى انفجارات الطاقة الشمسية منذ 6 سنوات ماضية، وأعلن أيضًا أن بعض تكنولوجيا الأرض شعرت بأجزاء من العاصفة، حيث ضعفت ترددات الراديو التي تستخدمها أجهزة الراديو البحرية، وبعض أقمار الانترنت Starlinks وعمليات البث التلفزيونى خلال يومى الأربعاء والخميس الماضيين.

ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، يمكن للانبعاث الإكليلي أن يقذف مليارات الأطنان من مادة الإكليل من سطح الشمس، حتى تؤثر الجزيئات النشطة على كوكبنا، وتؤثر العواصف الإشعاعية على المناطق القطبية بشكل مكثف بسبب حقيقة أن الدرع المغناطيسي للأرض "مفتوح" أمام جزيئات العواصف الإشعاعية عند القطبين.

 وصنفت وكالة ناسا، هذا الثوران باعتباره أقوى انفجار للطاقة من الشمس منذ عام 2017، والتي التقطت الحدث باستخدام مرصدها الديناميكي الشمسي، وهو مسبار يستكشف الشمس منذ إطلاقه في عام 2010.

وتوقعت الوكالة أن تتعرض الأرض لعاصفة مغناطيسية أرضية بسيطة، وهو اضطراب مؤقت في الغلاف المغناطيسي للأرض ناجم عن موجة صدمة الرياح الشمسية، ينتج عنه انقطاع الراديو عند مستوى معين، والذي غالبًا ما يؤثر على استقبال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، ولكن ليس دائمًا.

حقيقة انقطاع الإنترنت عن العالم بسبب العاصفة الشمسية (2)
 العاصفة الشمسية 

وأشار الفيزيائيون أيضًا إلى أن نفس الانفجار تسبب في تدهور أنظمة البث التلفزيوني التي تستخدم الراديو عالي التردد (UHF) للإرسال عبر الهواء، وربما تكون إشارات Starlink الخاصة بـ SpaceX قد تعطلت أيضًا "لفترة قصيرة".

أكبر عواصف شمسية ضربت الأرض

يعد "حدث كارينجتون"، الذى سمى على اسم عالم الفلك البريطانى ريتشارد كارينجتون، أكبر عاصفة شمسية ضربت الأرض فى عام 1859.

 كان الانفجار الذى حدث على سطح الشمس، يوازى ما يعادل انفجار 17 مليار قنبلة نووية بقوة 1 ميجا طن في وقت واحد، ووصلت طاقة من هذا الانفجار إلى الأرض.

وعطلت أنظمة الاتصالات على الكوكب، مما تسبب في اشتعال أبراج وصدمات كهربائية لمشغلي البرقيات.

ولم يكن الحدث الضخم الوحيد، فحديثا كان عام 2012، شاهدا على أزمة جديدة من العواصف الشمسية، حيث كان 80 ألف شخص يجلسون في مقاعدهم في الاستاد الأولمبي وكان الملايين من جميع أنحاء العالم يتابعون حفل الافتتاح، ولم يكونوا على علم بما كان يحدث في السماء فوقهم.

اندلع انفجار شمسي آخر يطابق حدث كارينجتون من حيث الحجم والشدة، مما أدى إلى قذف مادة شديدة السخونة من الغلاف الجوي الخارجي للشمس.

جهود العالم من أجل تجنب آثار العواصف لشمسية

تتكاتف الجهود من أجل التعامل مع أزمة العواصف الشمسية والآثار الناجمة منها، حيث يعمل  فريق في ناسا على تطبيق نماذج الذكاء الاصطناعي على بيانات العاصفة الشمسية لتطوير نظام إنذار مبكر يمكن أن يعطي الكوكب إشعارا قبل أن تضرب عاصفة شمسية مدمرة منطقة معينة.

وترصد الكثير من الأقمار الصناعية الشمس، لتحديد هذه الانفجارات الشمسية، وتشمل بعض هذه الأقمار الصناعية ACE وWind وIMP-8 وGeotail.

اعتادت وكالة ناسا ومركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الاعتماد في الغالب على قمر صناعي واحد لتحذيرات العواصف الشمسية: مستكشف التركيب المتقدم، أو ACE.

ومع ذلك، بعد الحد الأقصى للطاقة الشمسية المعتدلة في عام 2014، بدأ عمر القمر الصناعي ACE يصبح مصدر قلق، حيث كان عمره التشغيلي قد تجاوز أكثر من 10 سنوات في تلك المرحلة.

 كما تم منحه نسخة احتياطية على شكل القمر الصناعي الجديد DSCOVR Deep Space Climate Observatory في عام 2015 والذي يتولى الآن الجزء الأكبر من واجبات التنبؤ هذه، على الرغم من أن ACE لا يزال يستخدم في أنشطة الدعم.

تراقب أقمار ACE وDSCOVER معًا الهالة الشمسية ويمكنهما تقديم تحذيرات من اقتراب العواصف الشمسية لمدة تصل إلى ساعة قبل أن تضرب الأرض. هذا ليس وقتًا طويلاً، ولكن إذا كان مقدمو البنية التحتية الحيوية جاهزين للتحذيرات، فقد يكون ذلك وقتًا كافيًا على الأقل لإيقاف تشغيل بعض الشبكات.

في حين لا يوجد حتى الآن أي دفاع فعلي ضد العواصف الشمسية والانبعاثات الجماعية الإكليلية مثل تلك التي ابتليت بها شبكة التلغراف في عام 1859، فإن الشبكة الجديدة من الأقمار الصناعية المدعومة بنظام التنبؤ بالطقس الفضائي AI تمنح على الأقل القليل من المعرفة من أجل تحذير قبل حدوث عاصفة جديدة.

ومع ذلك، حتى لو أدى الحد الأقصى الشمسي المتوقع في 2024 أو 2025 إلى حدوث عاصفة شمسية مدمرة، فإن الحدث سيكون على الأقل قابلاً للنجاة ويمكن التخفيف منه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة