إبراهيم الحسينى: المسرح الكنسى داخل مصر لم يُلقَ عليه الضوء بشكل كافٍ

الجمعة، 05 يناير 2024 04:00 م
إبراهيم الحسينى: المسرح الكنسى داخل مصر لم يُلقَ عليه الضوء بشكل كافٍ الكاتب والناقد ابراهيم الحسيني
كتب : جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يرى الكاتب والناقد المسرحى إبراهيم الحسينى أن المسرح الكنسى داخل مصر لم يُلقَ عليه الضوء بشكل كافٍ من خلال الإعلام المسرحي أو الدراسات النقدية المعمقة، فقط توجد بعض الكتابات المتناثرة عنه التي لا يمكن من خلالها تكوين فكرة سليمة عن هذا النوع من المسرح؛ لذا فهناك فجوة كبيرة بين معرفتنا وتخيلنا وتحيزاتنا المسبقة عن المسرح الكنسي، وبين واقع هذا المسرح في حقيقة أمره، فمعظم ما يعرفه عامة المشتغلين عن هذا المسرح هو وجود بعض المسرحيات القليلة والنادرة التي تندرج تحت هذا الإطار، لكن ما كشفت عنه هذه الدراسة يختلف تماما بل ويتضاد مع الفكرة الشائعة عن المسرح الكنسي؛ لذا فهي تستبدل معرفتنا القديمة بمعرفة جديدة مثيرة للدهشة.

وأشار أيضا: يعتبر المسرح الكنسى بالنسبة للعاملين به هو "خدمة"؛ أى نوع من النشاط الخدمى فى المقام الأول، وهو فن فى المقام الثانى، وبالتالى ستجد فنانى العرض، مخرجه، ممثليه، مصمم الديكور، هم خدام في مجال المسرح، كما أن هناك آخرين خدام فى مجالات أخرى داخل الكنيسة، وعملية "الخدمة" داخل الكنيسة ليست وظيفة ولا توجد لها رُتب كهنوتية، لكنها عمل تطوّعى يتقرّب به الخدام فى الكنيسة للرب، لذا فليس غريبا على المسرح الكنسي أن يميز نفسه عن المسرح غير الكنسي خارج الكنيسة بأن أفكار مسرحياته تمتلئ بالوعظ والإرشاد والتوعية الدينية واستلهام حواديت وسير القديسين والشهداء وتصوير آلام المسيح وأجزاء من سيرته و... و... لذا نجد أن أول شروط اختيار المسرحيات الكنسية ينص على أن "يوضع في الاعتبار أن يقدم العرض قيمة مسيحية أخلاقية، فكرية، مستمدة من روح كنيستنا، أو قيمة اجتماعية مع عدم التعرض لفكر وعقائد الآخر.

وأوضح الحسيني : المسرح الكنسي ينتشر في معظم كنائس مصر وفي كل محافظاتها حتى تجاوزت عروضه مائتي عرضا مسرحيا سنويا، وهي العروض المصعدة فقط للتسابق الختامي داخل مهرجان الكرازة المرقسية السنوي ، وهو تقريبا نفس العدد الذي يشارك في المهرجان سنويا، وهذا يعني أنه تم إنتاج ضعف هذا العدد، وربما أكثر، فإن الحظ لم يحالف هذه العروض في التصعيد للمشاركة داخل المسابقة الختامية (مهرجان الكرازة المرقسية)، والتصفيات التصعيدية للعروض تتم على مستوى الإيبراشيات (الأحياء)، ثم على مستوى المنطقة (المحافظة)، ثم على مستوى الجمهورية، والتسابق داخل مهرجان الكرازة بدأ في عام 2005 وما زال مستمرا حتى الآن، ولا يشمل فنون المسرح فقط، بل يتجاوز ذلك لكل الأنشطة الذهنية الإبداعية والعلمية الأخرى، وهو ما يعني أن الكنيسة هي كيان روحي عام يعمل جاهدا على كافة متطلبات واحتياجات الشخص المسيحي في حياته الدينية والدنيوية والفكرية.

وأشار أيضا الكاتب والناقد إبراهيم الحسيني أن المسرح الكنسي أحد أهم خصائصه أنه مسرح - من الممكن أن يطلق عليه - مسرح عائلي، وذلك لتوجهه في المقام الأول للمسيحيين وبعض الزائرين والمدعوين من المسلمين؛ لذا فالجمهور المسرحي الكنسي هو في غالب الأمر من شعب الكنيسة؛ أي من القاطنين داخل نطاق الكنيسة الجغرافي، ومن أسر وعائلات صناع العروض، وهم يعتبرون العرض المسرحي وعظا وترفيها في آنٍ؛ لذا فمن الجائز جدا أن تحضر أحد العروض المسرحية داخل الكنيسة فتفاجأ قبل بداية العرض مثلا بوقوف أحد الآباء الكهنة ليصلي، ويقف الفريق ومعه الجمهور بأكمله بمن فيهم القلة من المسلمين لأداء الصلاة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة