فاينانشيال تايمز: تقاعد "شيه" و"كيرى" بداية جديدة لمفاوضات المناخ بين أمريكا والصين

الأحد، 21 يناير 2024 12:00 ص
فاينانشيال تايمز: تقاعد "شيه" و"كيرى" بداية جديدة لمفاوضات المناخ بين أمريكا والصين جون كيرى
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن تقاعد مبعوث الصين للمناخ شيه تشن هوا، واعتزام جون كيرى، المبعوث الأمريكى لشئون المناخ، التنحى عن منصبه لدعم الرئيس جو بايدن فى حملته الانتخابية؛ يمثل بداية فترة جديدة فى مفاوضات المناخ بين الولايات المتحدة والصين، وينهى ثلاث سنوات كانت تتسم بالاضطراب فى كثير من الأحيان بين أكبر دولتين مسببتان للتلوث فى العالم.

وذكرت الصحيفة - فى سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكترونى اليوم - أنه على الرغم من العلاقة الطيبة بين شيه وكيرى إلا أنهما مُنعا كثيرًا من الاجتماع بسبب العلاقات المتوترة بين بلديهما، مشيرة إلى حقيقة أن شيه (74 عامًا) تقاعد من منصبه فى نهاية العام الماضى بعد أن تعافى من سكتة دماغية، بينما أخبر كيرى موظفيه - نهاية الأسبوع الماضى - أنه سيتنحى عن منصبه كمبعوث أمريكى للمناخ لدعم الرئيس بايدن فى الحملة الرئاسية الأمريكية، وقال إنه تحدث - مرة أخرى الأسبوع الماضى - مع صديقه الصينى فى مجموعة عمل مشتركة حول تقييم الإنجاز الرئيسى لتعاونهما؛ حيث اتفقا على اتخاذ إجراءات صارمة ضد انبعاثات غاز الميثان، الذى يؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم الناجم عن استمرار استخراج وحرق الفحم والنفط والغاز.

وأوضحت الصحيفة أنه كثيرا ما يعزو المحللون السياسيون الصداقة بين شيه وكيرى إلى التقدم الذى أحرزته بكين وواشنطن بشأن سياسة تغير المناخ الخاصة بكل منهما، حتى مع تصاعد التوتر بشأن النشاط العسكرى الصينى حول تايوان واكتشاف "بالون التجسس" الصينى فوق الولايات المتحدة.

وقال جيك شميدت، أحد كبار مديرى برنامج المناخ الدولى فى مركز أبحاث الدفاع عن الموارد الطبيعية (NRDC): "إذا لم يكن كيرى وشيه فى منصبيهما، فبالنظر إلى كل المشاحنات الجيوسياسية الأخيرة، لم تكن هناك طريقة لنكون قريبين مما نحن فيه الآن". 

وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الأيام التى سبقت قمة الأمم المتحدة للمناخ كوب-28 التى انعقدت مؤخرًا فى دبي، توصلت الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق رئيسي، أطلق عليه اسم بيان "صنى لاندز" نسبة إلى مكان انعقاد اجتماع المؤتمر فى ولاية كاليفورنيا، حيث تعهدتا "بتسريع استبدال" الوقود الأحفورى بالطاقة الخضراء


واعتبر خبراء المناخ الوعد بزيادة المستوى العالمى لاستخدام مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 وإدراج المزيد من الغازات الدفيئة مثل الميثان فى حسابات تغير المناخ علامة جيدة على التقدم.


لكنهم أشاروا، مع ذلك، إلى أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذى يتعين القيام به إذا كان أكبر مصدرين للتلوث فى العالم سيقودان العالم إلى هدف اتفاق باريس المتمثل فى الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين والحفاظ على مستوى 1.5 درجة مئوية بشكل مثالي.


وقالت إيلاريا مازوكو، خبيرة المناخ الأمريكية فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن - فى تصريح للصحيفة - "إذا قرأت اتفاق "صنى لاندز"، فهو أمر رائع بالنظر إلى نقطة البداية أو خط الأساس.. لكن الأمر يتعلق بالتنسيق وليس التعاون الفعلي".

وكانت التوترات بين الولايات المتحدة والصين سبباً فى كثير من الأحيان فى عرقلة التقدم فى مجال المناخ خلال فترة ولاية كيرى الأخيرة فى منصبه، على الرغم من إصراره على ضرورة عزل التعامل بين الولايات المتحدة والصين بشأن تغير المناخ عن العلاقة الجيوسياسية الأوسع.. حسب قول الصحيفة.

ومُنع الدبلوماسيون من كلا البلدين من الاجتماع لمدة عام تقريبًا عندما قطعت بكين محادثات المناخ ردًا على رحلة رئيسة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكى السابقة نانسى بيلوسى إلى جزيرة تايوان فى أغسطس من عام 2022. وكان كيرى ثالث مسئول أمريكى يزور الصين الصيف الماضى فى محاولة لاستئناف المحادثات، بينما سعت واشنطن لتحقيق الاستقرار فى العلاقة الأوسع التى باتت تتدهور بسرعة.

وفى كل قمة من قمم المناخ التى عقدتها الأمم المتحدة على مدى السنوات الثلاث الماضية، بما فى ذلك قمة المناخ قبل الماضية التى استضافتها مصر، كان كيرى وشيه يمضيان ساعات طويلة معًا للتحدث والتشاور مع استمرار المفاوضات فى الساعات الأولى من الصباح، واستمرت الجهود العالمية فى هذا الملف تمضى قدمًا رغم كل التحديات حتى توصل مؤتمر دبى أخيراً إلى اتفاق بين ما يقرب من 200 دولة بشأن "الانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري"، فى قرار أشاد به كيرى ووصفه بالـ "تاريخي".

وفى حديثه فى المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس هذا الأسبوع، أشار كيرى إلى أن مؤتمر دبى كان أول مؤتمر أطراف يخصص له يوم كامل من المفاوضات لمعالجة مشكلة غاز الميثان، وقال كيرى لصحيفة "فاينانشيال تايمز" فى دافوس إنه وشيه "يبذلان كل ما فى وسعهما للبقاء على اتصال وثيق للغاية؛ وأنهما سيواصلان العمل فى المؤسسات المعنية لإقامة تعاون أخضر"!.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة