شباب يطلقون مبادرة لتوفير الكتب الدراسية لغير القادرين بالمجان: "حبينا نسعدهم"

الخميس، 03 أغسطس 2023 12:01 م

مبادرة شبابية لتوفير الكتب الدراسية لغير القادرين

كتبت – مرام محمد

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى هذا التوقيت من كل عام، ومع اقتراب موسم بدء العام الدراسى، تبدأ مروة الدالى وعدد من المتطوعين من شباب مدينتها البدرشين في توفير الكتب المدرسية والخارجية والملخصات الدراسية للطلاب غير القادرين من مختلف المراحل التعليمية دون أي مقابل لتخفيف عبء المصروفات الدراسية على أولياء الأمور وحث أبنائهم على مواصلة التعليم دون أن تقف المصروفات عائقا أمامهم إلى جانب نشر ثقافة التطوع وفعل الخير.

"كتاب الخير"، مبادرة خيرية أطلقها مجموعة من الشباب منذ حوالى 5 سنوات في مركز ومدينة البدرشين بمحافظة الجيزة، استهدفوا من خلالها تجميع الكتب الدراسية التي انتهى أصحابها من استخدامها، والتي في الأغلب يتم إهدارها والتخلص منها أو تركها على الأرفف أو بيعها لتجار الخردة، وإتاحتها في مكان مجهز لغير القادرين مجاناً، لتكون فرصة لمن منعتهم ظروفهم المادية من اقتناء ما يحتاجونه من كتب ومستلزمات دراسية وتوسيع نطاق الاستفادة منها.

وعن أهمية المبادرة ودورها فى تخفيف العبء عن كاهل أولياء الأمور، قالت مروة الدالي الحاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية جامعة حلوان وأخصائية في تعديل السلوك، إنها أطلقت مبادرة "كتاب الخير" فى مدينة البدرشين منذ 5 سنوات لمساعدة الأهالى غير القادرين ودعمهم مع بداية كل عام دراسى، خاصة الأسر التى تمتلك أكثر من طفل فى مراحل تعليمية مختلفة، وذلك بتشجيع الأسر على التبرع بما لديهم من كتب دراسية لم تعد تُستخدم وإتاحتها للطلاب غير القادرين دون أى مقابل.

وتابعت مروة الدالى صاحبة الـ37 عاما، في حديثها لـ"اليوم السابع" أنها انطلقت بفكرتها من أسرتها وذلك بتشجيع أبنائها وأشقائها وأصدقائها على التبرع بما لديهم من كتب، ومع مرور الوقت اتسع نطاق عمل المبادرة وبدأ الكثيرون من محبي الخير على المشاركة والتبرع بما لديهم من كتب لمختلف المراحل التعليمية بداية من الروضة وصولا للجامعة، قائلة: "الفكرة بدأت بسيطة وتوسعت خلال السنوات الماضية وأفادنا من خلالها مئات الطلاب في أكثر من 20 قرية".

وأضافت "مروة": "بعد أن اتسع نطاق عمل المبادرة، قمنا بتجهيز مقر ثابت يفتح أبوابه سنويا قبل بدء العام الدراسي لاستقبال جميع الطلبة من مختلف المراحل التعليمية"، مشيرة إلى أن المكان يجمع كم كبير من الكتب المدرسية وملازم لأكبر المدرسين وأساتذة الجامعة لمختلف المراحل التعليمية (الروضة، الابتدائي، الإعدادي، الثانوي العام، جميع مراحل التعليم الأزهري، جميع مراحل اللغات، جميع مراحل التجريبي، وكتب الجامعات).

تضم المبادرة عدد كبير من الشباب والبنات المتطوعين من مختلف المراحل العمرية، والذين يبدأون عملهم سنويا بعد نهاية العام الدراسي ويستمرون في تقديم خدماتهم للأهالي من مدينتهم والمحافظات الأخرى طوال فترة الدراسة، تقول "مروة": "فريقنا متكامل ويعمل بحب وحماس لإسعاد الطلاب والتخفيف عنهم، الكل يشارك بكامل طاقته ويعرف دوره، منا من يقوم بتجميع الكتب من المتبرعين في مختلف المناطق، ومنا من يقوم بتصنيف الكتب داخل المقر حسب كل مرحلة تعليمية ومساعدة الطلاب وأولياء الأمور على استلام ما يحتاجونه من كتب وملازم، مضيفة: "أعمار الشباب المتطوع مختلفة، منهم جامعيين ومنهم خريجين ومنهم بالثانوية العامة والمرحلة الإعدادية.. دايما بيشاركوني في المبادرات الخيرية اللي بنخدم ونسعد بيها أهالينا في البدرشين".

وأكدت مروة الدالي أن المبادرة نجحت فى تحقيق صدى واسع وساهمت فى تشجيع الكثيرين على العمل التطوعي، قائلة: "المبادرة نجحت في تغيير الكثير من العادات السلبية للطلاب، فبعد أن كانوا يسيئون التعامل مع الكتب بالكتابة على صفحاتها أو تمزيقها أصبحوا يحافظون عليها حتى يقوموا بإهدائها لغيرهم من الطلاب فى نهاية العام الدراسى، كما أقبل الكثيرون على المشاركة فى أعمال المبادرة لدعم ومساندة أكبر عدد ممكن من الأسر غير القادرة".

وعبرت "مروة" عن سعادتها بما حققوه من أثر إيجابي بأقل جهد وأقل تكاليف نجحوا من خلاله في تخفيف العبء عن الكثيرين، قائلة: "بحب أشجع الشباب والبنات المتطوعين للعمل الجماعى، بحس إنى بغرس فيهم حب الخير وحبهم لبلدهم.. الحمدلله ربنا جعلنا سبب في إسعاد ناس كتير والتخفيف عنهم".

مبادرة كتاب الخير