ومن هو أول مصرى شاهد السينما؟..

حكايات زينب..الأولة فى الفن.. أدوار النساء للآنسة حسن والسيدة عبد العليم فى أول فرقة مسرحية عربية.. منيرة المهدية أول مصرية تقف على المسرح وتجلس بالمقهى..الست توحيدة أول فنانة كوميدية.. وكيف ظهر متعهد الحفلات؟

السبت، 26 أغسطس 2023 01:30 م
حكايات زينب..الأولة فى الفن.. أدوار النساء للآنسة حسن والسيدة عبد العليم فى أول فرقة مسرحية عربية.. منيرة المهدية أول مصرية تقف على المسرح وتجلس بالمقهى..الست توحيدة أول فنانة كوميدية.. وكيف ظهر متعهد الحفلات؟
ترويها زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قديما ومع بداية ظهور فن التمثيل فى مصر كان هناك العديد من المصاعب والعقبات التى واجهت رواد الفن الأوائل، الذين واجهوا عادات وتقاليد المجتمع وقتها، والتى كانت تنظر للفن وللممثل نظرة متدنية ولا تقبل العائلات أن يعمل أبناؤها بالفن والتمثيل ويعتبرون هذا عارا كبيرا، وكما واجه رواد الفن العديد من العقبات لتقديم أعمالهم الفنية وتحايلوا على هذه العقبات بحيل مختلفة سواء فى كانت عقبات بشرية أو تقنية قبل أن يصل الفن وصناعته إلى ما وصلنا إليه من تقدم وتكنولوجيا سهلت الكثير من العقبات التى واجهها الرواد الأوائل.

 
فى هذا الملف نلقى نظرة على البدايات الفنية فى مصر والعقبات التى واجهت رواد الفن الأوائل والحيل التى اتبعوها لمواجهة التقاليد السائدة والعقبات الفنية فى الخطوات «الأولة فى الفن» والتى رغم صعوبتها فإننا حين ننظر إليها الآن نجدها لا تخل من الطرائف.

بداية المسارح فى مصر

 
فى منتصف القرن التاسع عشر عرفت مصر مسارح التمثيل لأول مرة، وكان أول من أدخل هذا الفن إلى مصر سليم خليل النقاش من أهل الشام والذى جاء إلى القاهرة فى أوائل عام 1875، وشاهد أحد العروض باللغة الإيطالية فى الأوبرا الخديوية، وكان عرض أوبرا عايدة، ولاحظ اهتمام الخديو بها، وعندما عاد إلى بيروت فكر فى إدخال هذا الفن إلى مصر باللغة العربية، وعلى الفور قام بتعريب عايدة.
وبعدها عاد خليل إلى مصر وأنشأ أول فرقة تمثيلية وقدم عروضه على المسرح الكوميدى الذى أنشأه الخديوى اسماعيل بالقرب من دار الأوبرا، وكان صاحب أول فرقة عربية تزور مصر، وتدخل فيها الفن المسرحى باللغة العربية، وذلك فى أواخر عام 1876.
وفى هذا الوقت كانت العائلات فى مصر تنظر للتمثيل وللممثل نظرة متدنية ولا تقبل أن يعمل أبنائها بالفن ويعتبرون هذا عارا كبيرا، فما بالنا بعمل النساء بالتمثيل وقتها وكيف كان ذلك معضلة كبيرة ومواجهة قاسية مع تقاليد المجتمع.
 

أدوار النساء للآنسة حسن والسيدة عبدالعليم

 
واجهت فرقة خليل النقاش فى البداية مشكلة انعدام وجود العنصر النسائى ، حيث لم تكن النساء فى هذا الوقت المبكر يشاركن فى العديد من المجالات وبالأحرى فى مجال التمثيل الذى كان حديث عهد فى مصر. 
 
لذلك لجأ خليل النقاش لخدعة من الخدع المسرحية لحل هذه المشكلة، حيث كان يختار من فرقته الشباب ذوى الوسامة ويعهد إليهم بتمثيل الأدوار النسائية ، فكان من المألوف حين يسأل أحد عن اسم الممثلة التى قامت بدور ما فى إحدى المسرحيات أن تكون الإجابة بأن من قام بالدور هو الآنسة حسن أو السيدة عبدالعليم. 
 
وظلت التقاليد عائقا أمام اشتراك النساء فى التمثيل حتى قرر رائد المسرح أبوخليل القبانى وهو من أعلام سوريا أن يدخل العنصر النسائى فى الأعمال المسرحية، ولما رأى استحالة الاستعانة بفتاة من أسرة مصرية تتحدى التقاليد لتظهر على المسرح، سافر إلى سوريا واستعان بفتاة جميلة اسمها «لبيبة مانيللى» التى بدأ ظهورها على المسرح بتقديم بعض الأغانى الشامية بين الفصول ثم شاركت بالتمثيل، وأحدث ظهورها على المسرح ضجة كبيرة وبدأ أصحاب الفرق الاستعانة بالعنصر النسائى، وكان أغلبهن فى بداية الأمر من السوريات، ومنهن ممثلة سورية جميلة اسمها «ميليا ديان» تميزت بصوتها الجميل وإجادتها للهجة المصرية، ولفتت انتباه الشيخ سلامة حجازى فضمها لفرقته وبعدها شاركت نجيب الريحانى حين كان يجسد شخصية كشكش بيه، وافتتن كثير من الشباب بهذه الفنانة الجميلة لدرجة أن بعضهم التحق للعمل بالفرق المسرحية حتى يكون قريبا منها، وتحول هؤلاء الشباب بعد ذلك إلى فنانين ورواد للتمثيل.
 

الست توحيدة أول فنانة كوميدية 

وعندما تعددت الفرق المسرحية فى مصر أنشأ أحد السوريين واسمه «كامل الأصلى» مسرحا للتمثيل الفكاهى وأطلق عليه «مسرح الابتهاج»، وكانت رواياته عبارة عن فصول هزلية قصيرة، وخلال هذه الفترة جاءت من سوريا عام 1900 مطربة جميلة الصوت إسمها لطيفة إلياس فخر، وعرفت بعد ذلك باسم «الست توحيدة» ، والتحقت بفرقة كامل الأصلى.
 
وبدأت توحيدة عملها بإلقاء بعض المقطوعات الغنائية بين الفصول الفكاهية، ثم اشتركت بالتمثيل فى المسرحيات التى يقدمها مسرح الابتهاج لفترة، ثم تركت مسرح الابتهاج وانتقلت إلى مسرح ألف ليلة وليلة حيث تعرفت على الملحن محمد القصبجى، وقدم لها لحن «الحب له أحكام» عام 1917 فحققت شهرة ونجاحا كبيرا، ثم أنشأت صالة خاصة بها، وتزوجت من مانولى صاحب صالة (ألف ليلة وليلة) وبعد وفاته افتتحت صالتها (البيجو بالاس) فى شارع عماد الدين وتوفيت توحيدة سنة 1933، ولذلك يمكن اعتبارها أول فنانة كوميدية فى مصر.
 

أول مصرية على المسرح

بدأت منيرة المهدية المولودة بالإسكندرية عام 1888 مشوارها الفنى كمغنية وحققت شهرة واسعة وعندما أصيب الشيخ سلامة حجازى بالمرض ألح الكثيرون عليها أن تقف على المسرح لتسد الفراغ الذى تركه الشيخ سلامة، حتى أقنعها عزيز عيد بأن تغنى فى لياليه التمثيلية بمسرح برنتانيا، وفى يوم ٢٥ أغسطس ١٩١٥ أعلنت جريدة «الأخبار» هذا الحدث الفنى تحت عنوان «أول ممثلة مصرية»، حيث وقفت المهدية لتغنى على المسرح، كما مثلت دور وليم فى الفصل الثالث من رواية صلاح الدين الأيوبى، وكما كانت المهدية أول مصرية تقف على المسرح كانت أيضا أول سيدة مصرية تجلس على المقهى، حيث كان عزيز عيد يستعد لتقديمها كأول امرأة مصرية تقف على خشبة المسرح، وهو ما أحدث ضجة واسعة فى الصحافة والأوساط الفنية.
 
 وفى إحدى السهرات اصطحب عزيز عيد منيرة المهدية إلى حى الحسين، حيث كان يظهر معها فى كل الأوساط كنوع من الدعاية، ولكن لم يكن أحد يتوقع أن يذهب بها إلى حى الحسين وأن يجلس معها على أحد مقاهيه، ليفاجأ رواد المقهى بوجود امرأة بينهم، فكثرت الهمهمات والجدل وتعجب الناس، ووقف أحد الجالسين ليخطب فى الناس منددا بأهل الإلحاد والزندقة الذين استهانوا بالتقاليد واصطحبوا النساء إلى أماكن محرمة عليهم، واشتدت الحماسة بين الحاضرين حتى كادوا يعتدوا على عزيز عيد، فنصحه أحد الأصدقاء بمغادرة المكان قبل أن يتفاقم الأمر ويتم الاعتداء عليهما، ولم يمر هذا الحدث مرور الكرام وتناولته الصحف وثار حوله الجدل وانشغل به الناس، وهو ما أراده الفنان الكبير كدعاية تسبق ظهور منيرة المهدية كأول امرأة تقف على المسرح، وهكذا كانت المهدية أول امرأة مصرية تجلس على مقهى وتقف على المسرح.
 

كيف ظهر متعهد الحفلات؟

فى أوائل القرن الماضى كان هناك دور كبير لمتعهدى الحفلات فى شهرة أى فنان ونجوميته وتقديمه للجمهور، أو فى تجاهله ونسيانه وإهماله.
وفى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى ظهرت سطوة ودور متعهدى الحفلات الذين يقومون بتنظيم الحفلات وتأجير الفرق والمطربين وتوزيع التذاكر، ولكن كيف بدأت فكرة ومهنة متعهد الحفلات فى مصر؟
 
تؤكد العديد من المصادر أن فكرة ومهنة متعهد الحفلات بدأت فى عهد فرقة سلامة حجازى، ففى عام 1911 كانت الفرقة تعمل على مسرح دار التمثيل العربى، وكان حجازى يعهد إلى حوالى 10 أفراد بمهمة الدعاية، حيث كانوا يوزعون إعلانات الفرقة ومسرحياتها فى الشوارع والطرقات والبيوت.
 
وذات يوم مرض أحد هؤلاء الأشخاص، وكان الشيخ سلامة حجازى عطوفا على كل من يعملون معه وأراد مساعدة هذا الرجل، لذلك قرر إحياء حفلة وتخصيص كل ريعها لعلاجه، ولكن إيرادات هذه الحفلة لم تف بالغرض، فتقدم أحد أصدقاء المريض وأبدى استعداه لتأجير الفرقة ثلاث ليال يخصص دخلها بعد خصم النفقات لعلاج زميلهم المريض، ونجحت هذه الحفلات نجاحا كبيرا، وكان سر نجاحها هو براعة مستأجر الحفلة فى توزيع التذاكر، وأغرى هذا النجاح رجلا من المشرفين على شؤون الفرقة اسمه على يوسف بأن يستأجر الفرقة اسبوعا لحسابه واستعان ببعض موزعى الإعلانات فى توزيع التذاكر، فنجحت الفكرة نجاحا باهرا، وحقق على يوسف أرباحا كبيرة من تعهد الحفلات، وفعل ذلك مع أكثر من فرقة ، ومن هنا نشأت فكرة متعهد الحفلات، وظهرت أسماء أخرى إلى جانب على يوسف ومنهم محمد المقرطم، وإبراهيم أبودراع وآخرين، وكان معظمهم يتميز بالقوة البدينة وأحيانا يستعين بالفتوات، وبعد ذلك بسنوات ظهر أبرز متعهد حفلات فى مصر وقتها، وهو المعلم صديق أحمد الذى كان له دور كبير فى اكتشاف أم كلثوم وعبدالوهاب وعد من عمالقة الفن والطرب.
 

أول شخص شاهد السينما فى مصر

 
كانت مصر من أوائل الدول التى عرفت السينما بعد باريس التى شهدت أول عرض سينمائى تجارى عام 1895، وشهد عام 1907 بداية أول إنتاج سينمائى مصرى وكانت أفلام تسجيلية لبعض المناطق والمناظر المصرية، وكان أول إنتاج لأفلام روائية مصرية عام 1917.
 

ولكن هل فكرت من هو أول شخص شاهد السينما فى مصر؟ وهل تعرف أنه أديب كبير؟

فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1953 أجرت المجلة حوارا صحفيا مع الأديب الكبير عباس محمود العقاد عن السينما والفن فى مصر، تحت عنوان جاء على لسان الأديب الكبير يقول فيه: «السينما فى مصر رقص وغنا وخناق».
وخلال الحوار سأل محرر الكواكب الأديب الكبير عن أول مرة شاهد فيها السينما، فكانت المفاجأة فى إجابة العقاد، حيث قال: «أنا أول من رأى السينما فى القطر المصرى كله».
 
وعندما اندهش المحرر قال الأديب الكبير: «كان ذلك عام 1902، وكنت مازلت طفلا فى مسقط رأسى أسوان التى كانت مشتى عالميا تزوره أعظم شخصيات أوروبا، وبها عدد من الفنادق على أعلى مستوى تهتم بعمل حفلات ترفيهية للسياح، وكانت الفنادق تنظم رحلات للسياح فى مناطق المدينة ومنها المدارس وتدعو الطلبة المتفوقين لحضورالحفلات التى تقام فيها».
 
وتابع العقاد: «وقع على الاختيار لحضور إحدى الحفلات مع بعض الطلبة المتفوقين، وكانت السينما ظهرت فى أوربا، وعرضوا خلال الحفل بعض المشاهد التى تم تصويرها، وهكذا كنت أول من شاهد السينما فى مصر، حيث لم يشاهدها جموع الناس فى مصر إلا بعد حوالى 14 عاما من هذا التاريخ».
 
p.8
 
المعلم-صديق-احمد
المعلم صديق احمد
new
 

 

عباس-العقاد
عباس العقاد

 

منيره-المهديه
منيره المهديه

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة