قرأت لك.. المجتمع العربي فى العصور الوسطى.. كيف كان حالنا فى زمن ألف ليلة وليلة؟

السبت، 12 أغسطس 2023 07:00 ص
قرأت لك.. المجتمع العربي فى العصور الوسطى.. كيف كان حالنا فى زمن ألف ليلة وليلة؟ غلاف الكتاب
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نلقى الضوء من خلال سلسلة قرأت لك على كتاب "المجتمع العربي فى العصور الوسطى.. داسات من ألف ليلة وليلة، تأليف إدوارد وليام لين، جمع وتحرير ستانلى لبن بول، ترجمة وتقديم وتعليق ماجد محمد فتحى، والصادر عن مكتبة الآداب.

يقول ماجد محمد فتحي فى مقدمة الكتاب:

لم يكتف "لين" فى ترجمته لـ ألف ليلة وليلة بترجمة النص العربي فقط، وإنما كان يرى أن العادات والتقاليد والصور الواردة بها تستلزم شرحا وتعليقا يساعد القارئ الأوروبي على كشف غموضها، فوضع فى ذيل كل فصل من ترجمته مجموعة من الحواشي، يفسر الكثير منها أهم خصائص الحياة اليومية للمسلمين فى مصر والعراق والشام، وأحيانا شبه الجزيرة العربية.

وقد أدرك المستشرقون أن تلك الشروح والحواشي تقدم صورة تامة للمجتمع العربي وعاداته منذ ظهور الإسلام وحتى حكم المماليك والعثمانيين، إلا أن وجودها متناثرة فى ثلاثة أجزاء كبيرة، وحسب ترتيب القصص وليس حسب موضوعاتها، جعل الرجوع إليها صعبا، وقراءتها على نحو متتابع مستحيلا.

فعمد "ستانلى لين بول" - حفيد لين - إلى جمع هذه التعليقات الواردة فى الترجمة، وأضاف إليها وأعاد صياغتها، فى شكل ملائم، وتسلسل مريح وموضوعي، فى فصول مترابطة، تجعل من السهل على القارئ الإنجليزي الرجوع إليها بلا تشتت فى البحث فى ترجمة "لين" لألف ليلة وليلة.

وقد لقي هذا الجمع والتحرير ترحيبا عاما فى دوائر الاستشراق وبين القراء الأوروبيين ، وصار أكثر من مجرد جمع حواش على ألف ليلة وليلة، بل صار عملا مستقلا استشراقيا قيما. وقد رأى المستشرقون – وفى الدوائر الأكاديمية الغربية – أن هذا الكتاب أهم من ترجمة وليم لين نفسها لألف ليلة وليلة.

جمعت هذه التعليقات فى أحد عشر فصلا، وعنونه "ستانلى لين بول" باسم المجتمع العربي فى العصور الوسطى.. دراسات من ألف ليلة وليلة" وذيله بقائمة المصادر العربية التي اعتمد عليها "لين" فى كتابة هذه التعليقات ومعظم هذه المصادر كان مخطوطا، ولم يطبع حتى وافاة "لين".

إن القارئ لهذا الكتاب سيلحظ مدى سهولته وطرافته وسيشهد مدى تبحر "لين" فى المصادر العربية، وتملكه لناصية تلك اللغة، وكذلك سلاسة أسلوب ترجمته لها وعرضه للمعلومة بأسلوب لا ينفر منه قارئ غير المتخصص، ولا يشكل عليه.

لقد ذكر "ستانلى لين بول" فى أكثر من موضع، وفى مقدمته لهذا الكتاب، أن "وليام لين" عندما أضاف ما اقتبسه من الكتاب العرب القدامى إلى ثمرة تجاربه ومشاهداته، لم تعترضه أي مفارقة تاريخية، لأن المجتمع العربي الذي عاش فيه صلاح الدين والظاهر بيبرس، وقايتباي والذي سجله المؤرخون المسلمون كاملا وحيا، وعلى رأسهم المقريزي، قد ظل ثابتا تقريبا فى ظواهره الاجتماعية، حتى عصر محمد علي الذي عاشه "لين" حينما قدم وأقام فى القاهرة.

واتضح لوليام لين ولمن جاء بعده فى ميدان الدراسات الاستشراقية، أن المجتمع الذي عايشه لا تختلف روحه عن مجتمع هارون الرشيد، وجعفر البرمكي وأبى نواس، وبقيت تقاليده متصلة فعلا منذ بدء الخلافة العباسية حتى القرن التاسع عشر فى العواصم الإسلامية مثل القاهرة وبغداد ودمشق.

ولعل قيمة هذا الكتاب الذي وضع أساسه "وليام لين" ومعه وحرره "ستانلى لين بول" هو أنه من المستحيل فى الوقت الحاضر أن يجمع المرء بيانا دقيقا عن المجتمع الإسلامي الشرقي الخالص على النحو الذي رآه لين ولمسه فى الربع الأول من القرن التاسع عشر ، وواتاه الحظ فى تسجيله بهذا الشكل الدقيق، وكان له الفضل فى صيانته مكتوبا وموروثا لأجيال القراء والباحثين.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة