دار الإفتاء المصرية توصى الأزواج خيرا: على الرجل ألا يخجل من أيِّ عمل يُحسِّنُ به دخله ما دام حلالًا.. ومصروفات البيت واجبة على الزوج بحكم مسؤوليته.. وتحذر: إياك والبخل على زوجتك وأولادك بما أنعم الله عليك

الخميس، 06 أبريل 2023 07:00 م
دار الإفتاء المصرية توصى الأزواج خيرا: على الرجل ألا يخجل من أيِّ عمل يُحسِّنُ به دخله ما دام حلالًا.. ومصروفات البيت واجبة على الزوج بحكم مسؤوليته.. وتحذر: إياك والبخل على زوجتك وأولادك بما أنعم الله عليك دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أصدرت دار الإفتاء المصرية كتاب "دليل الأسرة من أجل حياة مستقرة" بالتعاون مع وزارة العدل، وغطَّى كافَّة الموضوعات التى تهمُّ الأسرة المصرية.

وتعتزم دار الإفتاء توزيع الدليل على المأذونين الشرعيين على مستوى الجمهورية لإهدائه إلى الأزواج عند عَقْدِ القران، كما تعتزم تحويل محتوى الدليل إلى برامج تدريبية وتأهيلية للمُقبلين على الزواج، بالإضافة إلى إطلاقها حملات إعلامية لنشر أهداف الدليل، فضلًا عن نشر محتوى الكتاب على هيئة "بوستات" عبر منشورات على منصَّات التواصل الاجتماعي.

وفى صدر الكتاب قدمت نصائح وإرشادات فى العلاقة بين الزوجين، حيث راعـت الشريـعة الإسلاميـة، نظام العلاقة بين الرجل والمرأة وفــق الاستـعداد الفطـرى والتكويـن الجسـدى لكل منـهما، وذلـك لإعمـار الأرض وتحقيـق معنى السكن والمودة والرحمة، مـع غرس روح التـعاون والمشـاركة لصالح الطرفيـن ولصالح المجتـمع كله، فتتسق بذلك دواعى الطبع مع دواعى الشرع، وذلك على النحو الآتى:

 

1. على الزوج الاجتهاد فى تحصيل أسباب الرزق، والسعى على كسب عياله، ويجتهد فى طلب مصادر أخرى للدخل؛ فإن ذلك من عبادة الله تعالى، ولا يبرر الركون إلى قلة دخله بأن الرزق قضاء وقدر.

العبادة ليست شيئًا محصورًا فى أداء الصلوات والزكوات والصيام ونحو ذلك فقط، بل هى أوسع من ذلك بكثير ويدخل فيها كل عمل ينفع الإنسان فى دينه ودنياه، وكما قال صلى الله عليه وسلم: «من أمسى كالًّا من عمل يديه أمسى مغفورا له».

وكون رزق الإنسان مقدرًا لا يمنع أبدًا من وجوب السعى فى الأرض بحثا عنه امتثالًا لأمر الله تعالى: ﴿هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ ذَلُولٗا فَٱمۡشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزۡقِهِۦۖ وَإِلَيۡهِ ٱلنُّشُورُ﴾ [الملك: 15]، فعلى الإنسان أن يعمل على استثمار أوقاته فيما يعود بالنفع عليه وعلى أسرته ووطنه، ويحول أوقات فراغه لطاقة عمل، ويستثمر شبابه لوقت شيخوخته.

 

2. الاهتمام بالتحصيل العلمى، وتطوير المهارات وتنمية الملكات أمر لا بد منه لتحسين الدخل وإيجاد الفرص الأفضل.

فعلى الزوجين الاهتمام بالعلم والمعرفة، وخصوصًا فى مجال العمل، لأنهما يعملان على توسيع الأفق والمدارك وتطوير المهارات وخلق العديد من الفرص الجديدة والمتميزة.

فمن كان يعمل فى حرفة أو مهنة فعمل على تطوير مهاراته فيها ووصل للاحتراف ثم الابتكار، لا شك أن هذا سوف يضع أمامه العديد من الفرص الفضلى التى لم تكن متاحة إلا بعد أن قام بتطوير مهاراته وصقل خبراته، وكذلك الحال فى الوظائف والفنون، والمؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.

 

3. على الرجل ألا يخجل من أى عمل يُحسِّنُ به دخله ما دام حلالًا، وأن يبحث عن أفضل الفرص.

ما دام العمل شريفًا ومن حلال، فلا مجال أبدًا للخجل منه أو التوارى عنه، وقد سئل سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم عن أطيب الكسب، فقال: «عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور»، وذلك مع مراعاة ما يناسب حالهما وأعرافهما، وأن يسعى فى الالتحاق بأفضل الفرص، وأن لا يخدعه الأمل أو التسويف فيسرق وقته وعمره، وكذلك عليه أن يصدق مع نفسه وألا يأخذه الكبر والغطرسة، وأن يعرف قدراته وإمكاناته والفرص المطروحة، وأن يتحلى بالإيجابية والفاعلية.

 

4. استثمر الأموال المدَّخرة فى مجال آمن، وابتعد عن المخاطرة، حفاظًا على مال الأسرة.

وابتعد عن اكتناز المال، ووضعه “تحت البلاطة” كما يقولون، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَاعَ دَارًا، وَلَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِى مِثْلِهَا، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا»، فالمال غير المستثمر نزعت منه البركة.

واستثمر مالك فيما تحسن من المشاريع الاقتصادية، فإذا لم يتيسر لك ذلك فاستعن بالمؤسسات المتخصصة، وعلى رأسها البنوك؛ حتى لا تدفع ثمرة المخاطرة بوضع مالك عند غير الأمناء فيضيع عليك بسبب لصوص الأموال الذين يحترفون سرقتها بطرق عديدة تحت مسمى توظيف الأموال، واحذر بشدة مما يسمى “المستريح”، فكم أفسد من حياة الناس، وقضى على ثرواتهم، وضيع أموالهم.

واحرص على الاستثمار فى مجال آمن، ويحسن الاشتراك والمساهمة الفعالة فى المشاريع الاستثمارية القومية التى تعمل على رفع شأن الوطن وتطويره، فإن ذلك يعود عليك وعلى أهلك وبلدك بأطيب الثمار وأفضل النتائج بعون الله تعالى.

 

5. إدارة الدخل تقتضى الموازنة بين دخل الأسرة والمصروفات المطلوبة بما يوافق الواقع.

إدارة الدخل لا تتوقف على مقدار الدخل؛ بل على طريقة إنفاقه، وترتيب الأولويات، والبعد عن ثقافة الاستهلاك المفرطة، اتساقًا مع قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]. فلا بد من التوعية المستمرة لأفراد الأسرة من خطورة الاستهلاك الضار، مما يقلل الإنفاق العام للأسرة، ويحقق فائضًا لديها، وعلى الزوجة أن ترتب أولويات أسرتها، وتكون أول من يهتم بحسن إدارة موارد البيت المتاحة، والتوفيق بينها وبين رغبات الأسرة واحتياجاتها.

 

6. يجب الاتفاق على خطة سنوية لتوفير احتياجات الأسرة فى المواسم المختلفة كالأعياد والدراسة حتى لا تحدث أزمات موسمية. 

يُستحسن للزوجين اتباع خطط ترشيد النفقات وعدم الانجرار وراء العادات التى تهتم بالشكليات المرهقة للأسرة، وعدم اقتناء الأشياء غير الضرورية أو المهمة، والاقتصاد فى شراء الأثاث وأنواع الطعام، واحذرا من الانخداع بالإعلانات الوهمية؛ لأنها توهم متابعيها وتغذِّى فيهم نمط الاستهلاك، الذى يلتهم معظم الدخل مما يفسد خطط الإنفاق.

 

7. مصروفات البيت هي: ما يحتاج إليه البيت من طعام وكسوة ومسكن وعلاج، وكل ما يلزم له من فرش وغطاء وأدوات منزلية حسب ما يقتضيه العرف، دون إسراف أو تقتير.

مصروفات البيت واجبة على الزوج بحكم مسؤوليته، قال النبى صلى الله عليه وسلم: «والرجل راع على أهل بيته ومسؤول عنهم». وإن أعظم أبواب النفقة أجرًا هو الإنفاق على الأهل بالمعروف وعلى قدر حاجتهم، قال النبى صلى الله عليه وسلم: «أفضل دينار ينفقه الرجل دينار أنفقه على عياله». وقال: «إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نفقَةً يحتَسبُها فَهِى لَهُ صدقَةٌ».

 

8. احذرا الإسراف والتبذير؛ فالله تعالى لا يحب المسرفين.

يقول الله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، وقال: ﴿وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومٗا مَّحۡسُورًا﴾ [الإسراء: 29]، فهذا منهج واضح للشرع الشريف فى كيفية إدارة المصروفات والنفقات المنزلية وغيرها، وعلى الأسرة أن تراعى حدود دخلها فترتب أولوياتها بحسبه، أما الإسراف فيما لا فائدة منه فإنه يوقع فى الحسرة والندم بعد ذلك.

 

9. إياك والبخل على زوجتك وأولادك بما أنعم الله عليك.

لقد حذرنا الله من البخل بصورة عامة فقال: ﴿وَمَن يَبۡخَلۡ فَإِنَّمَا يَبۡخَلُ عَن نَّفۡسِهِ﴾ [محمد: 38]، فما بالنا بمن يبخل عن أقرب الناس إليه زوجه وأولاده، لا شك أن مذمته أكبر؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم: «كفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أن يُضيع من يعول»، فالبخل مذموم خاصة إذا كان على عيالك وزوجتك لأنهم أولى الناس بالنفقة، فلا تحرمهم من نعم الله التى أكرمك سبحانه بها ولا تنس أنه وسّع عليك بسبب وجودهم فى حياتك.

 

10. يجب على الزوج أن يسكن زوجته فى بيت آمن على حسب الاستطاعة.

ينفق الزوج على زوجته بما تعارف عليه الناس حسب قدرته المالية، فيجب على الزوج أن ينفق على زوجته من الأمور الضرورية فى حدود دخله، ومن ذلك السكنى، فعليه أن يجتهد ويبذل وسعه وطاقته فى توفير المسكن الملائم لها، والذى يضمن لها الأمن والصيانة، وذلك بما يتناسب مع حالته المادية والمجتمعية، فلا يظلمها أو يعمل على تشريدها، بل عليه أن ينفق من سعته، قال الله تعالى: ﴿لِيُنفِقۡ ذُو سَعَةٖ مِّن سَعَتِهِۦۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيۡهِ رِزۡقُهُۥ فَلۡيُنفِقۡ مِمَّآ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ﴾ [الطلاق: 7].

أما غير ذلك، فلا يقع تحت مظلة النفقة الواجبة، قال الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [النساء: 19] ومعناها: عاملوهن بالمعروف، أي: بما حض عليه الشرع وارتضاه العقل من الأفعال الحميدة، والأقوال الحسنة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة