مربية الأجيال تحملت مسئولية أبنائها بعد وفاة زوجها وعلمت أبناء قريتها

الأربعاء، 22 مارس 2023 04:00 ص
مربية الأجيال تحملت مسئولية أبنائها بعد وفاة زوجها وعلمت أبناء قريتها واحدة من عظيمات مصر
الدقهلية محمد الحبشى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مع شهر المرأة "مارس" التقت عدسات موقع وتليفزيون "اليوم السابع" إحدى السيدات العظيمات فى محافظة الدقهلية، والتى يطلق عليها مربية الأجيال، لنرصد قصة كفاح عظيمة لسيدة رغبت فى ترك حياة المدينة والانتقال لحياة الريف منذ بداية حياتها، وجمعت بين مهام الأم والأب فى آن واحد، وذلك بعد وفاة زوجها منذ ما يقرب من 25 عامًا، وتخطت بقدرتها وعزيمتها وإصرارها كل الصعاب بمفردها، فجمعت بين مربية الأجيال، والأم والأب، والاكتفاء الذاتى من الزراعات وتربية الدواجن وحياة الفلاح المصرى البسيط والتى تمنت أن تعيشها يوما من الأيام.

 

بداية مربية الأجيال والانتقال لمرحلة الزواج

فتاة من مدينة المنصورة، التابعة لمحافظة الدقهلية، جاءها تكليف وظيفى تابع لوزارة التربية والتعليم فى منطقة الحميدية شمال محافظة الدقهلية، وذلك بعد حصولها على دبلوم معلمات عام 1969.

جاءها صاحب النصيب بعد مرور عام واحد فقط مع بداية انتقالها للعمل فى منطقه الشمال، وهو أحد الشباب من قرية "الجنينة"، الريفية التابعة لمركز ومدينة منية النصر بمحافطة الدقهلية، لتدخل حياة الزوجية وتحمل المسئولية منذ عام 1970، وتستقر حياتها داخل هذه القريه الريفيه التى دائما ما حلمت بالزواج والعيش فى الريف وخير الطبيعة.

هيام على أبو بكر - صاحبة الـ79 عاما - والتى يطلق عليها مربية الأجيال، كونها أخرجت وعلمت أجيال متتالية، ويشهد لها الجميع داخل قريتها التى أقامت فيها منذ بداية حياتها الزوجيو بالكفاءة والجد والاجتهاد.

جمعتها الحياة مع زوجها 28 عاما، حيث توفى زوجها عام 1998، وخلال هذه الأعوام كانت خير زوجة له، رغم كونها أتت من المدينة إلى الريف، ولا تعرف عادات وتقاليد وحياة الريف جيدا، لكنها سرعان ما أثبتت للجميع عكس ما يقال، وتأقلمت مع الوضع داخل الحياة الريفيه، وأكدت أن بنت المدينة قادرة على العيش فى أى مكان كان.

 

"هيام" تتفوق على نفسها وتطبق عادات وتقاليد الأرياف

تفوقت الزوجة "هيام" والتى أتت من المدينة لتسكن فى القرية وتطبق حياة الريف على نفسها، حيث عاشرت أهل القرية وشاهدت حياة الريف، وبدأت فى متابعة جيرانها، ومعرفة العادات والتقاليد الخاصة بهم، وبدأت فى تنفيذ ما تراه على نفسها وأسرتها داخل منزل الزوجية.

 

الوظيفة والأسرة وتحمل المسئولية وتربية الأجيال

استطاعت الزوجة التأقلم سريعا على الحياة الريفية، وجمعت بين وظيفتها كمعلمة بإحدى المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، والعودة للمنزل للقيام بواجباتها الأسرية.

وتمسكت "هيام" بالحياة الريفية والعمل فى آن واحد، حتى وصلت أن يطلق عليها داخل قريتها "مربية الأجيال" كونها كانت سببا فى تعليم الكثير من أبناء القرية، وتحمل المسئولية رفقه زوجها والذى كان يعمل موظفا حكوميا تابعا لوزارة الرى المصرية.

تقف الزوجة مع زوجها يدا بيد مع فى الحياة وتتحمل المسئولية رفقته، وتعيش سنوات عمرها داخل منزل الزوجية الريفى المتسم بالبساطة والرضى والقناعة بما قسمه الله عزوجل.

وقالت "هيام" دائما ما كنت أحلم أن أعيش حياة الريف وبالفعل أراد المولى عزوجل تحقيق ما تمنيت، وعندها تمسكت بالفرصة وتبادلت خبرة التعليم فى القرية مقابل أننى اكتسبت خبرة ال حياة الريف الخاصه والتى تتسم بالبساطه والرضا والعمل فى توفير إحتياجاتك الأسريه بيدك.

 

ترزق بـ 3 أبناء وتزداد تحديا وإرادة

مع مرور الوقت رزقت الزوجة "هيام" بـ3 من الأبناء، أكبرهم سامح، وأوسطهم سامى وأصغرهم سامر، لتزداد المسئولية والتحدى، وتكون مطالبة بموازنة أمورها والاهتمام بالعمل الوظيفى والقيام بمتطلبات المنزل وتربية الأبناء رفقة زوجها.


 

فرن بلدى وطيور وخضار وفاكهه

تعودت على الحياة وسط الطبيعية وذلك لحبها وعشقها الحياة الريفية، مع الاجتهاد والسعى على مدار سنوات عمرها، وتتاقلم أكثر مع الحياة الريفية.

واستكملت الزوجة "هيام"، تجهيز حديقة المنزل بما تحتاجه وقامت ببناء "فرن بلدى"، فلاحى والذى يبنى من الطين اللبن ويوقد بقش الأرز، وذلك لقضاء حاجة المنزل من الخبز وتسويه بعض الآكلات بداخله.

وتجد داخل الحديقه الخاصه بها كل ما لذ وطاب من خيرات الله، حيث تقوم بزراعة خضراوات متنوعة كالفجل والجرجير والفول الأخصر، إضافه لوجود أشجار الليمون والمانجو والتوت والجوافة التى تزين حديقه منزلها الريفى البسيط.

 

وفاه الزوج ووصول الأبناء لبر الأمان

بعد مرور 28 عاما من الزواج فارق الزوج الحياة، لتبقى السيدة "هيام" رفقة أبنائها الـ3 داخل بيتهم المتواضع

وتبدأ مهمتها الجديدة فى استكمال مسيرتها، وتربية أبنائها الـ3 والوصول بهم إلى بر الأمان، وبالفعل كما بدأت حياتها بالتحدى وتخطت الصعاب، استكملت مهمتها فى تربية أبنائها.

وأصبح الابن الأكبر سامح مدرسا فى مدرسة لذوى الهمم بإحدى القرى فى الدقهلية، والابن الأوسط أصبح موجه لغة عربية، والثالث حصل على شهادة فوق المتوسط وتفرغ للزراعة ومعاونة والدته فى المعيشة.

 

الحاجه "هيام" وسن المعاش وحب أهل القريه

أتمت الحاجه" هيام" مهمتها فى الحياة ووصلت لسن المعاش فى عام 2007، وأصبحت المهمة لدى الأبناء لاستكمال مسيرة الحياة، وتفرغت السيدة للمنزل فقط والاستمتاع بهوايتها فى تربية الطيور ومتابعة الزراعات المختلفة داخل حديقتها.

ووصلت السيده إلى 79عاما من عمرها، ومازالت تعافر وتقضى متطلبات منزلها وتهتم بزراعتها وحياة الريف التى أحبتها منذ قدومها من مدينة المنصورة عام 1970 إلى وقتنا هذا، لتضرب مثلا للجميع بأن الحب والإخلاص والتفانى هو أساسا لكل شىء.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة