روايات القرن الجديد.. بابا سارتر للكاتب العراقى على بدر.. السخرية من الواقع

الأربعاء، 08 فبراير 2023 08:00 ص
روايات القرن الجديد.. بابا سارتر للكاتب العراقى على بدر.. السخرية من الواقع بابا سارتر
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نلقى الضوء على عدد من الكتابات المهمة التى ظهرت فى القرن الواحد والعشرين، واليوم ستكون رواية "بابا سارتر" للكاتب العراقى على بدر، وأتذكر كيف استولت على هذه الرواية تماما ودفعتنى للتفكير فى أشياء كثيرة، وكشفت لى العديد من أخطائنا فى التفكير دون أن يتنازل عن الفن فى الرواية.

يمكن القول إنها رواية ساخرة حيث يبدأ الراوى برسم التفاصيل الدقيقة لحياة عبد الرحمن، فيلسوف مدينة الصدرية "العراقية"، الذى كان يعيش حياة الفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر إلى حد التطابق، فهو يشبهه فى كل شيء، تسريحة شعره، نظارته، ملابسه، وكان يتمنى لو كان الوجود عادلاً ومتساوياً وأخلاقياً، حتى يكون أعور ليتشابه مع عور سارتر، وهذا النقص كان يترك لديه شعوراً قاسياً حين كان يعيش فى باريس عاصمة الوجودية، يُحضر لدراسة الدكتوراه فى الفلسفة الوجودية فى جامعة السوربون أواخر الخمسينات. ولئن فشل فى دراسته وترك العلم لأهله فقد عاد بزوجة شقراء فرنسية على عادة العراقيين (فإن لم يكن بالعلم فبمصاهرة أهل العلم على الأقل)، كما قال نورى السعيد يوماً.

عاد عبد الرحمن من باريس إلى بغداد، أوائل الستينات، عودة أبدية، مع زوجته الفرنسية، معللاً النفس بحياة فلسفية دون شهادة فى الفلسفة، فاستقبله المثقفون بعاصفة من التصفيق والتشجيع، فأطلق عبارته الشهيرة (ما معنى الشهادة فى عالم لا معنى له).

ابتداء من هذه اللحظة يتابع الكاتب رصد حياة الشارع الثقافى فى بغداد وبيروت ودمشق وانتشار الوجودية بين المثقفين العرب. رواية ساخرة عن المثاقفة مع الغرب، رجال ونساء غريبو الأطوار، عاهرات مثقفات، برجوازيون ثوار، سياسيون دجالون، مغامرون وعسكر يصنعون الحياة فى بغداد حيث الحانات والمقاهى والأقبية والأوتيلات. رواية من روايات ما بعد الحداثة، خليط من الأتوفكشن والسرد الموضوعى واللغة المنفلتة.

وعلى بدر كاتب عراقى صدر له العديد من الأعمال منها (بابا سارتر شتاء العائلة، الطريق إلى تل المطران،  الوليمة العارية، صخب ونساء وكاتب مغمور، مصابيح أورشليم، الركض وراء الذئاب، حارس التبغ، ملوك الرمال، الجريمة، الفن، وقاموس بغداد، أساتذة الوهم، الكافرة، عازف الغيوم، الكذابون يحصلون على كل شيء، حفلة القتلة.

بابا سارتر
بابا سارتر

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة