شريف عارف

أجندة المستقبل.. ما بعد الانتخابات

الخميس، 21 ديسمبر 2023 04:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وضعت الانتخابات الرئاسية، التى أجريت على مدى الأسابيع القليلة الماضية أسسا لمعادلة المستقبل، التى يجب أن يشارك كل المصريين فى صياغتها وجنى ثمارها.

على مدى أسابيع شهدت مصر تجربة فريدة فى تاريخها الحديث، قدمت فيه الدولة المصرية النموذج فى الإدارة الشفافة والحاسمة لإجراء الانتخابات، وفق معايير دولية، يمتع فيها المصريون بالتعبير عن آرائهم الحرة - دون قيد أو تدخل - واختيار الرجل القادر على صياغة معادلة المستقبل، وفى مقدمة عناصرها مواجهة التحديات التى فرضتها الظروف العالمية ومحاوله تغيير جغرافية المنطقة، بشكل جبرى بما يتعارض مع التاريخ الطويل للقضية الفلسطينية وثوابتها ومقتضيات الأمن القومى المصرى، وضمان الحماية الكاملة للأرض وأمنها المائى.

قد يتفق المصريون أو يختلفون على سياسات بعينها، لكن أحدا من أبناء هذا الوطن لا يستطيع أن ينكر أن مصر مرت بتجربة، أشاد بها العالم، وقدم المصريون فيها المثل والقدوة للدولة المستقرة، القادرة على اجتياز العقبات، ومواجهة كل التحديات بثبات وقدرة على التغيير.

لأول مرة فى تاريخ مصر تبلغ نسبة المشاركة 66.8% وهى نسبة مشاركة لم تشهدها مصر على مدى تاريخها السياسى بحضور أكثر من 44 مليون ناخب.

أهم ما يحسب للدولة المصرية فى هذه الانتخابات، هو جاهزيتها فى الإعداد لها وفقا لأفضل المعايير القانونية المتبعة عالميا، كذلك قدرة المؤسسات المصرية، على تيسير العملية الانتخابية، منذ البداية، وحتى إعلان النتائج.

ويحسب لدولة 30 يونيو، قدرتها على أن تتمتع هذه الانتخابات الرئاسية - على وجه التحديد - بحجم تعددية وتنافسية، لم تشهدها أى من الانتخابات الرئاسية منذ إعلان الجمهورية الأولى فى يونيو عام 1953.

ماذا يعنى كل ذلك؟ يعنى ببساطة إن المواطن المصرى يدرك تماما حجم الأخطار التى تمر بها البلاد ويعى التحديات، التى تواجهها فى ظل عالم متغير، يموج بالصراعات ومنطقة ساخنة، وقضايا مصيرية، تتعلق بالأمن القومى المصرى، لعل آخرها هو الموقف المصرى من المسارات التفاوضية فى قضية سد النهضة، والتى أعلنت فيها مصر انتهاء المفاوضات.

غالبية هذه القضايا المصيرية، تطرقت إليها كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، عقب الإعلان بفوزه فى الانتخابات لفترة رئاسية قادمة.

وللحقيقة وللتاريخ فإننا يجب أن نتوقف أمام نقاط مهمة فى هذه الكلمة، التى جاءت بمثابة "أجندة عمل" للمستقبل.. لعل من بينها مواجهة الدولة المصرية، لحزمة من التحديات على كل المستويات، ومنها الحرب الدائرة على حدودنا الشرقية، وما تشكله من تهديد للأمن القومى المصرى وللقضية الفلسطينية، كذلك تحمل المواطن المصرى لسنوات لأعباء كثيرة، منها مواجهة الإرهاب وعنفه، والإصلاح الاقتصادى، وآثاره ومواجهة كل هذه الأزمات بثبات ووعى وحكمه.

إن التحديات كبيرة والآمال عظيمة، ولكن الرهان الحقيقى دائما على هذا الشعب وقدرته، التى تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة