المصريون يفوضون الرئيس السيسي مجددا.. اتساع دوائر التمكين دفعت الملايين للمشاركة من مختلف فئات المجتمع.. وأحداث غزة وضعت المزيد من المسؤولية على كاهلهم.. والمشاركة الواسعة ثمرة جهود الدولة لـ"بناء الإنسان"

الإثنين، 18 ديسمبر 2023 07:00 م
المصريون يفوضون الرئيس السيسي مجددا.. اتساع دوائر التمكين دفعت الملايين للمشاركة من مختلف فئات المجتمع.. وأحداث غزة وضعت المزيد من المسؤولية على كاهلهم.. والمشاركة الواسعة ثمرة جهود الدولة لـ"بناء الإنسان" الرئيس عبد الفتاح السيسي
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حالة استثنائية تبدو واضحة فى الانتخابات الرئاسية التى شهدتها مصر، فى الأيام الماضية، تختلف تماما عن كافة المناسبات المشابهة فى الماضى، وهو ما يبدو فى العديد من المسارات، أبرزها الزخم الكبير جراء مشاركة أربعة مرشحين، من بينهم ثلاثة يمثلون أحزاب سياسية، بينما تبقى المشاركة الكبيرة من قبل المصريين والتى اقتربت من 67%، تمثل فى ذاتها طفرة إيجابية، إذا ما قورنت بنظيراتها فى المناسبات السابقة، فى حين تبقى تعددية الفئات المشاركة، بعدا ثالثا، فى ظل وجود قوى للمرأة المصرية، والشباب وذوى الهمم، والشيوخ والمسنين، وغيرهم، وهو ما يعكس تكاتف مجتمعى لإنجاح الحدث، كما يبقى التزامن بين الانتخابات الرئاسية والأحداث المحيطة، وفى القلب منها فى قطاع غزة، تمثل مسارا رابعا مهما، أضفى المزيد من الزخم للحدث.

وبين المشاركة الكبيرة من جانب، وتعددية الفئات المشاركة من جانب آخر، وتوقيت الانتخابات من جانب ثالث، ثمة علاقة وثيقة انعكست عن النتيجة التى آلت إليها الانتخابات الرئاسية، والتى تجسد فى انتصار الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى حمل على عاتقة منذ توليه المسؤولية منذ ما يقرب من 10 أعوام، مهمة توسيع "دوائر التمكين" عبر تعظيم دور الفئات المهمشة، بدءً من المرأة المصرية، مرورا بالشباب وذوى الهمم، وحتى المصريين بالخارج، وهو ما انعكس بصورة كبيرة على خروج الجميع للمشاركة بإيجابية، وهو ما يمثل إحساسا بمسؤولية الدور فى مواصلة مسيرة البناء، والتى بدأت منذ ميلاد "الجمهورية الجديدة".

والمتابع لعملية الإقبال على المشاركة، فيجد أن الطفرة الكبيرة فى هذا الإطار لم تقتصر على العاصمة، أو حتى المناطق الحضرية، وإنما امتدت إلى العديد من المدن والقرى فى مختلف محافظات الجمهورية من الإسكندرية إلى أسوان، وهو ما يمثل انعكاسا للاهتمام الكبير من قبل الدولة للخروج من تلك المناطق المهمشة مما كانت تعانى منه من "عزلة تنموية"، عبر اقتحامها بأدوات البناء، لتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما بدا فى المشروعات العملاقة التى شهدتها العديد من المحافظات، سواء فى صعيد مصر، والدلتا، وحتى سيناء، لتكون تلك المشروعات سببا رئيسيا فى احتفاظها بقوتها البشرية، وكذلك لتوسيع دائرة التنمية.

بينما يبقى توقيت الانتخابات الرئاسية وتزامنها مع الأحداث الإقليمية المحيطة، وفى القلب منها غزة، بمثابة جزء لا يتجزأ من المسؤولية، التى حملها المصريون على عاتقهم، عبر المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية، والتصويت للرئيس عبد الفتاح السيسى، وهو ما أشار إليه الرئيس فى خطابه بعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن فوزه فى الانتخابات الرئاسية، فى ضوء المخاطر التى تمثلها المستجدات الأخيرة، وخاصة العدوان الإسرائيلى الوحشى على القطاع، من تهديد صريح ومباشر على أمن الدولة المصرية، فى ظل ما تبناه الاحتلال من دعوات مشبوهة، على رأسها تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى دول الجوار، وعلى رأسها سيناء، وما يمثله ذلك من محاولة صريحة لإعادة تدوير الفوضى فى المنطقة بعد حالة من الاستقرار النسبى، التى شهدتها خلال السنوات الماضية بفضل الجهود المصرية التى حرصت على تحويل العلاقة بين القوى المتنافسة إقليميا من الصراع إلى الشراكة.

والحديث عن المخاطر القادمة من الخارج، والتى جسدت أطماعا قديمة لدى الاحتلال فى أرض سيناء، وغيرها من الأراضى العربية، يعكس طبيعة المشاركة التى أقدم عليها ملايين المصريين، لتتجاوز مجرد الانتخاب التقليدى، إلى "تفويض" قدموه للقيادة السياسية، فى ظل نجاحات كبيرة تحققت خلال أسابيع معدودة منذ بدء الصراع، تجلت فى تغيير بوصلة العالم إلى حد كبير من الانحياز الصارخ للاحتلال الإسرائيلى نحو قدر من الموضوعية، وذلك منذ الدعوة التى أطلقها الرئيس السيسى لعقد قمة القاهرة للسلام، وهو ما بدا فى العديد من المشاهد، أبرزها التوافق حول تمرير المساعدات الإنسانية، ودعوات التهدئة، والتى تحولت بعد ذلك نحو الهدنة، ومنها إلى الدعوة إلى وقف دائم وفورى لإطلاق النار، وهو ما يمثل تغييرا جذريا فى المواقف التى تبناها الغرب، المعروف بدعمه لإسرائيل، والتى تذرعت فى بداية العدوان بـ"حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها".

وفى الواقع يبدو تصويت المصريين فى الانتخابات الرئاسية مؤشرا مهما على تغيير ضخم فى عقلية المواطن العادى، والذى طالما تقاعس عن أداء دوره فى المشاركة فى مثل هذه الأحداث، وهو ما يعكس بعدا آخر للجهود التى بذلتها الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، فى "بناء الإنسان"، والذى لم يقتصر على مجرد توفير الحماية الاجتماعية له، وإنما امتد إلى بناء أفكاره عبر حملات توعوية كانت حجر الأساس فى مجابهة مختلف التحديات.

فلو نظرنا إلى النهج الذى تبنته الدولة المصرية فى مكافحة الإرهاب كنموذج للتحديات الكبيرة التى واجهتها فى بداية عهد "الجمهورية الجديدة"، نجد أن ثمة ذراعا توعويا فكريا كان بمثابة ركنا أساسيا من أركان المعركة التى خاضتها الدولة المصرية، ضد الميليشيات المسلحة، جنبا إلى جنب مع الذراع الأمنى، وهو ما يعكس حقيقة مفادها أن منهج البناء ليس مجرد مشروعات عملاقة وإنما امتد إلى بناء فكر الإنسان عبر حملات كبيرة من التوعية بأهمية الدور الذى يمكن أن يقوم به كل مواطن فى بناء وطنه.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة