أكرم القصاص يكتب: مأزق نتنياهو وبايدن وأوراق القاهرة والطريق إلى وقف العدوان

السبت، 11 نوفمبر 2023 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: مأزق نتنياهو وبايدن وأوراق القاهرة والطريق إلى وقف العدوان أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، يواجه كل يوم موقفا أكثر صعوبة مما قبله، ففى ظل غياب أى أفق للعدوان، أو تحقيق نتائج أو أهداف مما أعلنها فى أعقاب عملية 7 أكتوبر، كل يوم يمر تتضاعف أعداد المدنيين الذين يسقطون جراء القصف، بينما يعجز نتنياهو عن إعلان أى نتائج لهذا القصف، وعلى الجانب الآخر تتضاعف مأساة سكان غزة، الذين يتعرضون لحرب إبادة، واضحة.
 
ورغم أن جو بايدن انحاز للعدوان منذ البداية ويواصل دعمه، فإن هذه الدعم الذى يمثل رهانا انتخابيا، لا يبدو أنه يتيح لبايدن - أو الديموقراطيين - أى فوائد فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث تتزايد يوميا أعباء هذا العدوان فى صورة غضب يجتاح العالم، والكثير من المواقف التى تُغير من سياقات الأحداث، وهو ما يضع بايدن والديموقراطيين فى مأزق آخر.
 
بالرغم من أن الولايات المتحدة لم تكن تهتم بصورتها، لكن كانت دائما هناك آفاق لدعم عدوان كهذا، وهذه المرة تتصاعد صورة أمريكا العدوانية، وتتناقص الثقة فى الولايات المتحدة كقطب فاعل فى النظام الدولى، مع دعمها الصارخ للعدوان ولإسرائيل، وتظل لدى هذه الإدارات أوراق ومساحات للمناورة والضغط، يمكن من خلالها وقف العدوان عند نقطة محددة، وهو ما عجزت عنه إدارة بايدن حتى الآن، بما ضاعف من أعداد المدنيين وحرب الإبادة التى تضاعف تلطيخ سمعة أمريكا وتكرس لعجزها دوليا. 
 
وتصب المواقف السابقة فى خانة إخفاقات بايدن فى السياسة الخارجية، بداية من الانسحاب الفوضوى من أفغانستان، وتوريط الدول الأوروبية فى حرب أوكرانيا، من دون أفق، بسبب خطوات غير محسوبة، جرت أوروبا إلى حرب ذات تأثير سلبى على اقتصادات الدول الغربية، ثم يأتى الدعم الفج للاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه على قطاع غزة، ما خلق حالة من الغضب داخل المجتمع الأمريكى نفسه، وفى أوساط النخبة الأمريكية، الأمر الذى قد ينعكس على موقف الديموقراطيين فى الانتخابات الرئاسية القادمة فى العام المقبل. 
 
وحسب تقرير الزميلة ريم عبدالحميد فى «اليوم السابع» فإن مجلة «بولتيكو» الأمريكية نشرت تقريرا قالت فيه إن اتجاهات الأمريكيين تتحول بشكل سريع، ويزداد الحزب الديموقراطى انقساما مع استمرار عدوان إسرائيل على غزة، كما أن نتائج استطلاعات الرأى تثير القلق بشكل أكبر بين الديمقراطيين بشأن التداعيات السياسية لتعامل بايدن مع الصراع، حيث أظهرت الاستطلاعات أن بايدن متخلف عن منافسه المتوقع دونالد ترامب، فى خمس من ست ولايات رئيسية بين الناخبين المسجلين.
 
وبالتالى فإن إسرائيل وأمريكا أصبحتا فى مأزق، يدفع نحو ضرورة وقف هذا العدوان، حتى لو بدا فى الصورة أن رئيس الوزراء الإسرائيلى يرفض التوقف، فهو فى الواقع سيكون مجبرا على التوقف، مع استمرار الضغط العسكرى، وغياب أى أفق لهذا العدوان على مستوى التوغل البرى الذى يواجه صعوبة، بالرغم من أن القصف كان بهدف فتح طرق مكشوفة للتوغل البرى، فإن حجم الخسائر يضطر العدوان للتراجع، أو يكبده خسائر ضخمة كل يوم. 
 
وبالتالى فإن هذه التداعيات ربما تكون هى التى دفعت إدارة بايدن لتغيير خطابها، نحو مزيد من الحديث عن حماية المدنيين وحل الدولتين، خاصة مع وقوف مصر فى مواجهة الحلول والمناورات التى سعت فيها الولايات المتحدة لتمرير حلول تتعلق بإدارة غزة، أو تختصر القضية فى غزة، بينما تصر مصر على التعامل بحسم مع كل الأوراق، وتدفع نحو الحل النهائى والدولة الفلسطينية. 
 
ومنذ البداية، تحذر مصر من اتساع الصراع بما يشكل تهديدا للأمن الإقليمى والدولى، ويفرض تحديات إقليمية، قد تدفع بالمنطقة إلى اتجاهات خطيرة وغير محسوبة.
 
 فى الشق العاجل، فإن مصر تدفع نحو حماية المدنيين فى غزة، واستدامة إنفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات التى تلبى احتياجات سكان غزة، وفى المتوسط، وقف نزيف الدم، وصولا لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار، مع تأكيد رفض أية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطينى، أو دول المنطقة، ورفض محاولات التهجير القسرى.
 
هذه هى السياسة التى تمسكت بها مصر، ولا تزال، حيث تمتلك اتصالات مع كل الأطراف الإقليمية والدولية، فيما يتعلق بوقف إطلاق نار وإنجاز عملية إطلاق المحتجزين وتبادل الأسرى، وهى ملفات مطروحة فى جلسات قادة حماس بالقاهرة، أو مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسى مع أمير قطر، والاتصالات واللقاءات المستمرة التى تتخذ القاهرة مركزا لها، حيث تتحول القاهرة إلى مجال للتواصل بما تملكه من مفاتيح للأزمة مع أطراف متعددة.
اليوم السابع

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة