سعيد الشحات يكتب:ذات يوم.. 22سبتمبر 1910فرنسا تلغى مؤتمرا برئاسة محمد فريد لعرض القضية المصرية قبل موعده بأيام والزعيم الوطنى ورجاله ينقلونه إلى بروكسل

الخميس، 22 سبتمبر 2022 10:00 ص
 سعيد الشحات يكتب:ذات يوم.. 22سبتمبر 1910فرنسا تلغى مؤتمرا برئاسة محمد فريد لعرض القضية المصرية قبل موعده بأيام والزعيم الوطنى ورجاله ينقلونه إلى بروكسل محمد فريد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الخامسة مساء الخميس 22 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1910، حين بدأت أعمال مؤتمر «القضية المصرية» فى العاصمة البلجيكية «بروكسل»، وكان رئيسه محمد فريد زعيم الحزب الوطنى، حسبما يذكر عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «محمد فريد رمز الإخلاص والتضحية».
 
كان المؤتمر ضمن أعمال محمد فريد التى لم تقتصر على الدفاع عن القضية المصرية فى الداخل، وإنما نشطت فى الخارج بمقالاته وأحاديثه الصحفية، وخطبه فى المحافل الدولية، وسافر إلى أوروبا لهذا الغرض، وفقا للرافعى، مضيفا: «سافر الفقيد إلى أوروبا فى أوائل مايو سنة 1910 ليتابع دفاعه عن القضية المصرية، وقام من هذه الناحية بأعمال جليلة، فأظهر للملأ حقيقة الحالة فى مصر، وشرح المسألة المصرية، ومطالب المصريين فى خطبه بباريس، وليون، ولندن، واستكهولم، وفى مقالاته وأحاديثه بالصحف الأوروبية، واشتراكه فى المؤتمرات الدولية، حتى صارت المسألة المصرية، موضع العناية والمناقشة فى الصحف والدوائر الأوربية».
 
فى مسلسل نضاله الخارجى اعتزم «فريد» عقد مؤتمر وطنى بباريس، ويذكر «الرافعى»، أنه دعا إليه أكبر عدد من رجال السياسة والأدب والاقتصاد فى أوروبا، «لكى يسمعهم صوت مصر، ويطلع العالم الأوروبى على أحوالها وحقائقها، ولكى يقف الملأ على ماعمله الاحتلال فيها، ويتحقق كذب المفتريات التى تذاع عن مصر وعن الحركة الوطنية، واختمرت الفكرة فى ذهنه أوائل تلك السنة، وعمل على إخراجها إلى حيز التنفيذ، فتألفت فى أغسطس 1910 لجنة من رجال الحزب الوطنى البارزين لتنظيم أعمال المؤتمر والدعوة إليه، وأعضاؤها، يوسف بك حافظ أمين الصندوق، وعلى بك المنزلاوى، ومحمود بك الشيشينى، وعلى بك فهمى كامل، والدكتور منصور رفعت، وحسن بك عمار، وحامد بك العلايلى، وفؤاد بك حسيب، وتحدد لانعقاد المؤتمر يوم الخميس 22 سبتمبر 1910، واتخذت لجنة التنظيم مكتبا لها بباريس فى شارع «جليله» رقم 63، واستأجرت القاعة العلمية الكبرى رقم 28 بشارع سربون لعقد جلسات المؤتمر.
يؤكد «الرافعى»، أن «فريد» وأنصاره بذلوا جهدا كبيرا فى تنظيم المؤتمر وإعداد موضوعاته ودعوة أقطاب السياسة فى مختلف البلدان إلى الاشتراك فيه، وقبل الدعوة صفوة من رجال السياسة والأدب فى فرنسا وانجلترا وإيرلندا وألمانيا والمجر وإيطاليا والنرويج وبلجيكا ورومانيا والسويد وتركيا، وعشرات من الهنود والهنديات، وقبل رئاسة الشرف للمؤتمر، كل من المستر بلنت، والمستر كيرهاردى، والمسيو أوجانيور، النائب عن مدينة ليون الفرنسية، والسنيور دجو برناتى العضو فى مجلس شيوخ إيطاليا.
 
وبينما كان يقترب موعد المؤتمر، قررت الحكومة الفرنسية برئاسة «بريان» منعه، ويذكر «الرافعى» أنها فعلت ذلك مجاملة للحكومة البريطانية، وإرضاء لها، وأن مدير مكتب رئيس الحكومة أبلغ محمد فريد هذا القرار بقوله: «إن مؤتمركم له صبغة سياسية، فهو يرمى إلى المطالبة باستقلال مصر بإجلاء الإنجليز عنها، فى حين أن الحكومة الفرنسية متعهدة فى الاتفاق الودى سنة 1904، أن لا تطالب إنجلترا بشىء من هذا القبيل، فالسماح بعقد مؤتمركم يمكن أن يعتبر منافيا لروح الاتفاق الودى».
 
كان قرار إلغاء المؤتمر صادما، واعترض محمد فريد عليه، لكن الحكومة الفرنسية أصرت على موقفها، وكاد اليأس من انعقاده يستحوذ على النفوس، لضيق الوقت وكثرة ما ذهب من النفقات فى سبيل إعداد معداته بباريس.. يذكر «الرافعى» أن اللجنة تداركت الأمر بحزم فعقدت اجتماعا وقررت إقامته فى مدينة بروكسل فى الموعد الذى كان محددا له بباريس، رغم أن الوقت لم يكن يتسع لذلك، لأن قرار المنع تم إبلاغه لمحمد فريد قبل الموعد المحدد للانعقاد بأسبوع، وهم أعضاء لجنة المؤتمر بكل ما لديهم من عزم  لعقده فى الموعد نفسه فى بروكسل.
 
يذكر «الرافعى» أن محمد فريد أقام قبل مغادرته باريس حفلة بفندق «الإليزيه بالاس» يوم 21 سبتمبر 1910 ليتعارف فيها أعضاء المؤتمر وضيوفه، وكانت هذه الحفلة ضمن برنامج المؤتمر لكن لم يشملها قرار المنع، وحضرها كثير من مندوبى الأمم ونواب البرلمانات الأوروبية، ومن الهنود والشرقيين.
 
نظم شاعر القطرين خليل مطران قصيدة ناجى فيها أولئك الذين اغتربوا عن مصر لحضور المؤتمر الذى استمرت أعماله إلى 24 سبتمبر، قال فيها : «نجباء مصر الواترين لعزها/ وجلالها من ذلة وصغار/ خوضوا غمار الضيم دون رجائكم/ لافوز إلا بعد خوض غمار».. يذكر الرافعى، أنه فى 22 سبتمبر 1910 بدأت أعمال المؤتمر بخطبة لمحمد فريد باللغة الفرنسية، شرح فيها المسألة المصرية، وتكلم عن برنامج الحركة الوطنية فقال: برنامجنا يتلخص فى كلمتين: الجلاء والدستور، وجلاء كل احتلال أجنبى وتحرير وادى النيل العزيز حق طبيعى لنا»..أضاف: «المسألة التى نضعها فى الصف الأول من اهتمامنا بعد الجلاء هى الدستور الذى يضع فى يدنا سلطة التشريع، ويجعل لنا الرقابة الفعالة على شؤوننا المالية التى تدار الآن بغير مراعاة لمصالح البلاد». 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة