حكاية صور شهيد حادث الروضة "أمير مجدى".. بسببها أسرته تتحول لمتخصصين فى الرسم.. شقيقه يكرر رسمه حتى أصبح مبدعا يدرس الفنون.. ووالده دفعه الحنين لتعلم الرسم ونقل ملامحه على الورق.. والمنزل يتحول لمعرض فنى

الأربعاء، 11 مايو 2022 12:11 ص
حكاية صور شهيد حادث الروضة "أمير مجدى".. بسببها أسرته تتحول لمتخصصين فى الرسم.. شقيقه يكرر رسمه حتى أصبح مبدعا يدرس الفنون.. ووالده دفعه الحنين لتعلم الرسم ونقل ملامحه على الورق.. والمنزل يتحول لمعرض فنى حكاية صور شهيد حادث الروضة "أمير مجدى"
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صورة من بين أكثر من 300 صورة لشهداء حادث مسجد الروضة بشمال سيناء، تحولت لخطوط مرسومة على أوراق ولوحات بمقاسات مختلفة، يتجدد رسمها كل يوم فى منزل أسرته بمنزله فى قرية الروضة، بعد أن أصبح شاغلهم بين الحين والآخر إحضار صورة فقيدهم ورسمها.

وحادث مسجد الروضة وقع يوم 24 نوفمبر 2017، وخلاله هاجم إرهابيون مسلحون، المصلين بمسجد قرية الروضة بشمال سيناء أثناء أداء صلاة الجمعة، واقتحموا محراب المسجد وأطلقوا النار على من فيه، وسجلت عدد الوفيات المصلين الذين استشهدوا فى الحال واستشهدوا فى وقت لاحق متأثرين بإصابتهم أكثر من 305 شهداء، وأكثر من 109 مصابين.

والد الشهيد "أمير"، وهو "مجدى رزق"، معلم رياضيات بمدرسة الروضة، قال لـ"اليوم السابع" انه والد الشهيد "أمير"، وهو يشير لمتعلقات نجله الشهيد ويحتفظ بها، وهى كراسة رسم تحمل رسوماته ولاب توب خاص به ومتعلقات شخصية منوعه، لافتا إلى أنه حضر لقرية الروضة، قبل 30 عاما قادما من محافظة البحيرة،  وفى "الروضة"، استقر وأنجب ابنائه الثلاثة "أمير" و "محمود" و "أحمد"، بينما زوجته "أم أمير"، تعمل رئيس التمريض بالوحدة الصحية للقرية.

أضاف انه يوم الحادث خرج للصلاة وبرفقته ابنائه الأكبر "أمير"، وكان وقتها تخرج من المعهد الفنى الصحى، و يستعد لاستلام عمله، والأصغر "أحمد"، وكان وقتها فى الصف الثالث الإبتدائى، بينما الابن الأوسط "محمود" تأخر قليلا عن اللحاق بهم.

وتابع والد الشهيد، أنهم كبقية المصلين، وقعوا ضحية للهجوم على المسجد عندما اقتحمه الإرهابيين وأطلقوا النار على من فيه، مشيرا إلى انه وقع مصابا، وعندما حاول النهوض لم يستطع بسبب إصابته فى قدمه، والتفت حوله ليجد ابنه "أمير" شهيدا، والأصغر "أحمد"، لاوجود له ليتبين بعدها انه أطلق عليه النار وهو يحاول الفرار ويصاب وهو الطفل الصغير.

وتابع والد الشهيد "أمير" قائلا : أنهم تماثلوا للشفاء من إصابتهم ولا ينسون فقيدهم "أمير"، وكانت صدف أن ابنه "محمود"  وهو فى الثانوية العامة من شدة لهفته على شقيقه يقوم برسم صورة شقيقه الفقيد، وأجاد فن الرسم حتى انبهر به معلموه وشجعوه، وشاء القدر أن يكون تنسيقه بعد الثانوية كلية تربية فنية، ويصبح متخصصا فى الرسم وهو هذا العام فى السنة النهائية، ويحترف رسم الوجوه والمناظر الطبيعية بعد أن كانت بدايته رسم صورة شقيقه.

وتابع قائلا، إن من غرائب الصدف الأخرى انه بدوره وخلال فترة جائحة كورونا ،والتزام المنازل حاول شغل نفسه برسم صور ابنه الشهيد، ليكتشف وهو فى هذا السن انه يجيد الرسم، بل وأصبح يستعين بنجله الطالب فى كلية التربية الفنية ليعلمه الجانب التخصصي، حتى أصبح يتفنن فى رسم البورتريه ويجيده، وهو ما كان أيضا مع ابنه الطفل "أحمد"، الذى أصبح الآن فى الصف الأول الإعدادى.

وقال إن ابنه "محمود" أجاد الفن بل وأصبح يعلمه لمن يهواه، بينما هو استطاع أن يرسم 150 بورتريه حتى الآن خلال عام، ويشارك برسوماته فى معارض تجوب محافظة شمال سيناء، وهى بورتريهات تحمل صور وجوه الشهداء، وأخذ على نفسه عهد أن يرسم صورة كل شهيد لتبقى خالده، لافتا إلى انه من بين شهداء الروضة رسم 15 بورتريه، ولازال يواصل رسمهم ليحتفل برسم وجوه ال310 شهيد.

وقال : إن من بين الرسومات التى يعتز بها للوجوه لوحة الإمام الأكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر، والذى كان من بين من زاروه فى المستشفى، ولاينسى يوم وضع الإمام يده على جبهته ودعا له بالشفاء، وتابع قائلا :"أمنية عمرى أن أهديه هذه اللوحة التى رسمتها بورتريه له تعبير بسيط من أهالى شهداء الروضة عن تقديرهم له".

وبدوره قال الفنان الصغير فى هذا المنزل "أحمد" انه طالب فى الصف الأول الإعدادى بمدرسة الروضة، وهو تعرض للإصابة أثناء أدائه الصلاة فى مسجد الروضة ،وأطلق عليه النار إرهابى من بين من اقتحموا المسجد، رغم صراخه هو والأطفال الذين كانوا يجلسون على الباب نظرا لإزدحامه، واستطاع الجرى سريعا والفرار وسط إطلاق النار الكثيف، ليفاجأ باستشهاد شقيقه .

وقال انه متأثر بشقيقه الأكبر الشهيد أمير الذى كان صديقا له أيضا، وشاهد فى بيته كم التعلق به ورسم صوره فى كل مكان، ومن هنا بدوره رسم صورته لأكثر من مرة، حتى أصبح يجيد رسم كثير من الوجوه، ولايزال يسير على درب هذا الفن وهو سعيد بهذا.

وأكدت والدة الشهيد "أمير" أن بيتها أشبه بمعرض صغير لكل الرسومات، وأغلاها رسومات تحمل صور ابنها الشهيد، مشيرة إلى أنها تعمل ممرضة فى الوحدة الصحية بالقرية، وهى الوحيدة فى البيت التى لم تجيد الرسم ولكنها تسعد كلما تجد هذا النجاح الذى تحققه أسرتها، فأبنها "محمود" له بصمته ومهارته فى الرسوم  للمناظر والطبيعة، وهو متخصص ويدرس المجال بل ويعلمه لمن يحتاجه، بينما والدهم الذى أصبح يطلق عليه لقب فنان وهو معلم رياضيات، ويشارك إلى جانب فنانين كبار بمعارض متعددة ويشاهد لوحاته الكثير من المهتمين، بل ويتواصل معه كل من يعرفه لطلب رسم لوحه تحمل شخصيته بتوقيعه.

اصبح-فنان-يرسم-الوجوه
اصبح-فنان-يرسم-الوجوه

 

الاب-مع-صورة-ابنه-الشهيد-التى-رسمها
الاب-مع-صورة-ابنه-الشهيد-التى-رسمها

 

الابن-الشهيد
الابن-الشهيد

 

الاب-وابنه-الاصغر
الاب-وابنه-الاصغر

 

الشهيد-مجدى-رزق
الشهيد-مجدى-رزق

 

اول-صوره-رسموها
اول-صوره-رسموها

 

دفتر-رسم-للشهيد
دفتر-رسم-للشهيد

 

رسموا-اطفال-شهداء-بقرية-الروضه
رسموا-اطفال-شهداء-بقرية-الروضه

 

شقيقه-الاصغر-احمد
شقيقه-الاصغر-احمد

 

فى-منزلهم
فى-منزلهم

 

مجدى-رزق
مجدى-رزق

 

مسجد-الروضة
مسجد-الروضة

 

مسجد-الروضة-الذى-شهد-الحادث
مسجد-الروضة-الذى-شهد-الحادث

 

مع-اطفال-القرية
مع-اطفال-القرية

 

مع-لوحاته_1
مع-لوحاته_1

 

يفتخر-انه-رسم-صورة-شيخ-الازهر-ويتمنى-تقديمها-له
يفتخر-انه-رسم-صورة-شيخ-الازهر-ويتمنى-تقديمها-له
من-اعمال-ولده
من-اعمال-ولده

 

من-الرسومات
من-الرسومات

 

منرسوماته-للشهداء









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة