تعرف على قصة نجاح رائد الأعمال "فيروتشيو لامبورجين" إمبراطور السيارات الرياضية

الجمعة، 22 أبريل 2022 01:00 ص
تعرف على قصة نجاح رائد الأعمال "فيروتشيو لامبورجين" إمبراطور السيارات الرياضية فيروتشيو لامبورجين
كتبت أسماء أمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتفض على عمل العائلة؛ حيث كانت الآلات وكيفية تطويرها هو أقصى طموحه، ولم يستسلم حتى بلغ القمة؛ ليصبح اسم فيروتشيو لامبورجيني وسيارته الشهيرة، واحدًا من أهم أساطير السيارات الرياضية فى العالم، حتى بعد رحيله.حسب ما ذكرته صفحة رواد 2030 .

شغفه بالميكانيكا

ولد فيروتشيو لامبورجيني في 28 إبريل عام 1916 بمقاطعة فيرارا، بمنطقة إميليا رومانيا في شمال إيطاليا، لعائلة اتخذت من الزراعة مهنة لها منذ فترة طويلة، وتوارثتها الأجيال فيما بينها.

امتاز فيروتشيو لامبورجيني منذ الصغر بذكاء خارق، مع حب الاستكشاف؛ ما دفعه إلى الانخراط في الحياة العملية منذ نعومة أظافره، واتبع نهج عائلته؛ حيث عمل مزارعًا لحصد الثمار؛ ليحصل على قوت يومه.

انجذب لامبورجيني إلى الآلات التي استخدمها لحصد الثمار، وبدلًا من أن ينمي شغفه تجاه الزراعة، كانت صناعة تلك الآلات هي كل ما يشغل باله، فعرف أهمية الاعتماد على النفس، وتعلم أن الطموح يختلف من فرد لآخر، وأن الإلمام بالتفاصيل قد يغير مصير حياتك للأبد؛ لذا قرر الخروج من عباءة العائلة، ويغير مسيرته بالكامل، فقرر كتابة مجده الخاص في المجال الذي لفت انتباهه؛ وهو الآلات الميكانيكية.

الحرب العالمية

درس فيروتشيو لامبورجيني في معهد فراتيلي تاديا التقني بالقرب من بولونيا الإيطالية، ثم التحق بسلاح الجو الملكي الإيطالي عام 1940؛ حيث عمل ميكانيكيًا في الحامية الإيطالية بجزيرة رودس، ثم أصبح مشرفًا على وحدة صيانة المركبات.

عندما سقطت الجزيرة في يد البريطانيين في نهاية الحرب العالمية عام 1945، وقع لامبورجيني في الأسر، ولم يتمكن من العودة إلى دياره حتى العام الذي يليه.

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، افتتح فيروتشيو مرآبًا للسيارات، وفي وقت فراغه، قام بتعديل سيارته الأولى “فيات توبولينو” القديمة التي كان قد اشتراها منذ سنوات، ثم صنع الجرارات Carioca التي تعتمد على محركات البنزين سداسية الأسطوانات لشاحنات موريس.

تطوير المحركات

استفاد من قدراته الميكانيكية لتحويل سيارة المدينة المنزلية إلى سيارة مكشوفة بمقعدين 750 سم مكعب، وأقدم على توسيع نشاط عمله ليشمل صناعة بعض اللوازم الزراعية الأخرى وأجهزة التهوية.

عمل لامبورجيني على تزويد محركات موريس برذاذ وقود من صنعه؛ ما سمح بتشغيل الجرارات بالبنزين، ثم التحول إلى وقود الديزل الأرخص؛ وذلك في خطوة سعى من خلالها لحل أزمة ارتفاع أسعار البنزين في إيطاليا.

في 7 يونيو 1968، طور لامبورجيني القارب الأول والوحيد المزود بمحركين، كما زوده بدرابزين جانبي خاص للتشبث به أثناء التزلج على الماء، وعدّل حجرة المحرك لتلائم المحركات، وقام ببناء عادم مفتوح لتلبية متطلبات صاحب الشركة.

زادت ثروة فيروتشيو لامبورجيني؛ ما أتاح له شراء سيارات أغلى وأسرع من سيارات فيات الصغيرة، فكان لديه في وقت من الأوقات ما يكفي من السيارات لاستخدام سيارة مختلفة كل يوم من أيام الأسبوع.

إساءة “فيرارى”

امتلك لامبورجينى العديد من السيارات، منها “مرسيدس”، "جاجوار"، و"مازاراتى"؛ التي قال عنها إنها ثقيلة رغم احترامه لمصنعها، كما امتلك سيارة فيراري فلاحظ وجود خلل بها على مستوى القابض، بفضل خبرته في مجال الميكانيكا، فضلًا عن صوت المحرك الصاخب.

قرر لامبورجينى إطلاع إنزو فيرارى؛ مؤسس شركة فيراري، على ملاحظاته حول عيوب سياراته وتقديم بعض النصائح لتجاوزها، لكن الأخير منعه كبرياؤه من الاستماع إلى النصيحة، مؤكدًا أن المشكلة في السائق.

جاءت كلمات فيراري كالصاعقة على لامبورجيني الذي قرر وقتها أن يحوّل صناعة الجرارات إلى السيارات، ويحوّل عشقه إلى عمل رسمي.

كان لامبورجيني ذكيًا للغاية؛ إذ أدرك أن السيارة السياحية الكبيرة يجب أن تتمتع بسمات كانت تفتقر إليها عروض فيراري؛ وهي الأداء العالي دون المساس بإمكانية التتبع، وجودة الركوب، والصالون الداخلي. ولأنه رجل أعمال ماهر يمكنه تحقيق ثلاثة أضعاف ربحه إذا تم تركيب المكونات المستخدمة في جراراته، في سيارة غريبة عالية الأداء.

أول سيارات لامبورجيني

بالفعل أنتج لامبورجيني سيارة Lamborghini 350 GTV، عرضت في أكتوبر عام 1963 بمعرض تورينو للسيارات.

وبعد عام واحد فقط، غير لامبورجيني اسم سيارته إلى 350 GT. ليبيع منها حوالي 13 نسخة؛ ما أدر عليه أرباحًا طائلة، لكنه قرر مواصلة تحدي فيراري، وإثبات قدرته على المنافسة في صناعة السيارات.

اتجه فيروتشيو إلى إنتاج السيارات الرياضية الفخمة، مستغلًا أفضل التقنيات، وأسس مصنعه بمنطقة سانت أجاتا بولونييزي ببلدية بولونيا الإيطالية، وأعلن رسميًا عن نشأة مؤسسة “فيروتشيو لامبورجيني أوتوموبيلي”، ثم تعاقد مع جيوتو بيزاريني؛ المهندس الإيطالي ذاته الذي اعتاد العمل لصالح فيراري، وقرر أنه بحاجة إلى أفضل المحركات.

تعاقد فيروتشيو لامبورجيني أيضًا مع المهندسين دلارا وستانزاني؛ للحصول على بقية القطع اللازمة لتشهد سياراته نجاحًا عالميًا، وتحولت إلى منافسة فيراري بقوة.

اختار فيروتشيو لامبورجيني شعار شركته معتمدًا على شغفه بمصارعة الثيران؛ لذا عكس ذلك قوة سيارته ومتانتها على الطرق.

في عام 1969، أسس شركة Lamborghini Oleodinamica S.p.A؛ لتصنيع الصمامات والمعدات الهيدروليكية.

أزمة عالمية

خلال سبعينيات القرن الماضي، بدأت شركات لامبورجيني تواجه صعوبات مالية، ففي عام 1971، ألغت العديد من الجهات طلبياتها من الجرارات؛ ما دفعه إلى بيع كل ممتلكاته إلى شركة الجرارات المنافسة SAME في العام الذي يليه.

سرعان ما تفاقمت الأزمة، فاضطر إلى الدخول في مفاوضات مع جورج هنري روسيتي؛ رجل الأعمال السويسري؛ ليبيع 51 % من شركته مقابل 600 ألف دولار.

أدت أزمة النفط في عام 1973، إلى أزمة جديدة أثرت على مبيعات السيارات عالية الأداء من الشركات المصنعة من جميع أنحاء العالم، فتوافد المستهلكون على سيارات أصغر وأكثر عملية مع اقتصاد أفضل في استهلاك الوقود.

بحلول عام 1974، أصاب لامبورجيني الإحباط في عمله في مجال السيارات، فاستسلم كليًا حتى باع حصته المتبقية البالغة 49 % في شركة صناعة السيارات إلى رينيه لايمر؛ صديق جورج هنري روسيتي.

تقاعد الثري

بعد مغادرته مجال تصنيع السيارات، واصل لامبورجيني أنشطته التجارية في مجالات أخرى، فأسس شركة لتدفئة وتكييف الهواء، وتقاعد في ملكيته “لا فيوريتا” التي تبلغ مساحتها 740 فدانًا على ضفاف بحيرة تراسيمينو، بمنطقة أومبريا بوسط إيطاليا، وعاش سعيدًا يحرص على هواية الصيد، وممارسة لعبة الجولف على ملعب أنشأه خصيصًا.

في 20 فبراير عام 1993، رحل فيروتشيو لامبورجيني، تاركًا بصمته في عالم صناعة السيارات، وعلامة تجارية من أهم العلامات العالمية التي تحكي قصة أحد أبرز رواد الأعمال.

الدروس المستفادة:

تطوير الشغف: لا يقف رائد الأعمال الناجح عند شغفه بهواية ما، بل يذلل العقبات أمامها..

عدم الاستسلام: يؤكد علم النفس أن الإساءة قد تشكل دافعًا قويًا للنجاح، وإثبات قدرات الفرد على مواجهة منافسيه، بالإصرار والمثابرة.

الذكاء: يجب أن تمتع رواد الأعمال بذكاء عالٍ، يدفعهم إلى تطوير منتجاتهم أو خدماتهم بما يتماشى مع احتياجات العملاء.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة