حلوة البدايات صعبة النهايات.. طفولة عبد الفتاح القصرى دلع ونهايته فزع

الجمعة، 15 أبريل 2022 12:00 م
حلوة البدايات صعبة النهايات.. طفولة عبد الفتاح القصرى دلع ونهايته فزع عبدالفتاح القصرى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر، اليوم، ذكرى ميلاد ملك الكوميديا الفنان الكبير عبد الفتاح القصرى الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 15 أبريل وتختلف المصادر حول سنة الميلاد فبينما أشارت بعض المصادر إلى أنه من مواليد عام 1905، وأكدت مصادر أخرى أنه ولد عام 1897.

وفى حياته التى امتلأت بالمتناقضات وصل القصرى إلى قمة كل شىء وعكسه، قمة الضحك وقمة الألم، قمة الشهرة وقمة التجاهل، قمة السعادة والرفاهية التى عاشها ابن الأكابر المدلل فى بداية حياته وقمة البؤس والعذاب اللذان اختتم بهما هذه الحياة.

وقد لا يعرف الكثيرون أن الفنان الكبير عبد الفتاح القصرى عاش طفولة مدللة وحياة مرفهة فى الصغر قبل أن يعيش مأساته الكبرى فى الكبر.

حيث ينتمى القصرى لعائلة تعمل فى الصاغة، ويمتلك أفرادها ومنهم والده فؤاد القصرى محلات ذهب فى الجمالية، وكان جده يتمنى أن يرى حفيدًا فى أسرته قليلة الإنجاب ليمتد به اسمه ويرث صنعة أجداده فى تجارة الذهب، وكان ميلاد عبد الفتاح القصرى يوم فرح للعائلة خاصة الجد، ليصبح الحفيد المدلل المولود وفى فمه ملعقة من ذهب.

ارتبط عبد الفتاح القصرى بجده ومنطقته ارتباطًا شديدًا منذ طفولته، فاختلط بأولاد البلد والتجار والباعة وأصبح يتحدث ويتصرف مثلهم، ويرتدى الجلباب مثلهم ومثل جده.

وأراد والده أن يلحقه بإحدى المدارس التى يتعلم فيها أبناء الطبقة الراقية فألحقه بمدرسة الفرير الفرنسية.

ورغم تفوق القصرى فى الدراسة إلا أنه كان دائم التأخر عن المدرسة بسبب سهره مع أصدقائه على المقاهى، واستمر فى المدرسة حتى أتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية، ثم حسم أمره بعدم الرغبة فى استكمال دراسته.

جمع عبد الفتاح القصرى فى طفولته بين مخالطة أبناء الطبقة الراقية فى المدرسة وبين انتمائه وحبه لأولاد البلد الشعبيين فى الجمالية ومقاهيها وشوارعها، وعمل لفترة مع والده فأظهر خلالها براعة فى التحدث مع الزبائن الأجانب.

تعرف القصرى على عدد من فنانى المسرح، وعشق الفن والتمثيل وبدأت محاولاته لاحتراف الفن، وهدده والده بالحرمان من الميراث إذا استمر فى طريق الفن، وطرده بعد أن أصر الابن على موقفه ليبدأ القصرى مشواره الفنى ويصبح أحد أشهر نجوم الكوميديا فى مصر والعالم العربى.

لكن اختلفت نهاية ملك الكوميديا عن بداياته وعاش مأساة إنسانية فى نهاية حياته بعد إصابته بالعمى وخيانة زوجته له واستيلائها على بيته وأملاكه وإجباره على تطليقها وزواجها من ابنه بالتبنى، بل وعلى أن يكون شاهدًا على عقد زواجها، ثم حبسته فى بدروم المنزل وأخفته عن العيون ومنعت عنه الزيارة حتى زارته الفنانتان مارى منيب ونجوى سالم بعد صورة نشرتها جريدة الجمهورية، بتاريخ 24 يناير 1964، ظهر فيها القصرى يمسك بأسياخ حديد شباك حجرته بالدور الأرضى، وكتب تحتها  تعليق: «بدأ الضوء والحياة يفارقان عينى القصرى تدريجيًا، خشيت مطلقته أن يشكوها لأحد، فأغلقت عليه الباب، ليصرخ كل يوم من وراء النافذة يطلب من السكان سيجارة، فيضحك صغار الصبية، بينما تخرج الزوجة السابقة وزوجها الجديد كل يوم للتنزه بأمواله»، لتنقذه زميلتاه من هذا العذاب ويصطحبانه للمستشفى ، وتكتمل مأساته بعد خروجه من المستشفى ليجد مصلحة التنظيم أغلقت منزله ووضعت عليه الشمع الأحمر تمهيدًا لإزالته، وباعت طليقته الأثاث وهربت مع زوجها الجديد، ليصبح القصرى بلا مأوى.

وفى نهاية حياته منحته المحافظة شقة صغيرة ليعيش فيها وقادت مارى منيب ونجوى سالم حلة لجع التبرعات للقصرى الذى طالما أضحك الملايين على مر الأجيال، وخصصت له نقابة الممثلين إعانة شهرية قدرها 10 جنيها وبعد أيام قليلة رحل القصرى حزيناً ولم يحضر جنازته سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة