أيام عصيبة للغرب فى انتظار الحسم بفرنسا.. بولتيكو: قلق بين حلفاء باريس من احتمالات فوز لوبان بجولة الإعادة لانتخابات الرئاسة وتداعياته على الناتو والاتحاد الأوروبى.. بلومبرج: هزيمة ماكرون سيتردد صداها فى أوروبا

الثلاثاء، 12 أبريل 2022 03:00 ص
أيام عصيبة للغرب فى انتظار الحسم بفرنسا.. بولتيكو: قلق بين حلفاء باريس من احتمالات فوز لوبان بجولة الإعادة لانتخابات الرئاسة وتداعياته على الناتو والاتحاد الأوروبى.. بلومبرج: هزيمة ماكرون سيتردد صداها فى أوروبا ماكرون ولوبان
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بأعين فاحصة، يتابع الغرب ما يجرى فى فرنسا، وهل يمكن أن تشهد بعد أسبوعين لحظة فارقة فى مصيرها ومصير علاقتها بحلفائها لو فازت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان فى جولة الإعادة فى انتخابات الرئاسة الفرنسية.

وتقول مجلة بولتيكو إن الغرب، ممثلا فى الاتحاد الأوروبى وحلفا الناتو، سيواجه أسبوعين عصيبين بعدما تأهلت مرشحة اليمين المتطرف لرئاسة فرنسا إلى جولة الإعادة من الانتخابات لتواجه الرئيس إيمانويل ماكرون يوم 24 إبريل.

 وحصل الرئيس الفرنسى على 27.6% من الأصوات فى نهاية الجولة الأولى من التصويت، بينما حصلت منافسته لوبان، المعجبة منذ فترة طويلة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين على 23.4% من الأصوات، وهو الظهور الثالث، والأفضل على الإطلاق للوبان فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

 وأشارت المجلة إلى أن تضاؤل الفارق بين لوبان ماكرون يعنى أن كل الأعين فى واشنطن وأوروبا ستكون معلقة بالتحولات التى ستشهدها الحملة الانتخابية فى الأيام القادمة، حيث يسعى الحلفاء لدراسة ما إذا كانت باريس ستظل شريكا يمكن الاعتماد عليه فى الحرب ضد قوات بوتين فى أوكرانيا. ومن المرجح أن تكون المناظرة المقررة فى 20 إبريل مواجهة حاسمة حيث ستحاول لوبان تقديم صورة أفضل من أدائها المهزوز أمام ماكرون قبل خمس سنوات.

وفيما يتعلق بالناتو، أثارت لوبان القلق بإبداء رغبتها فى سحب فرنسا، وهى القوى النووية الوحيدة الاتحاد الأوروبى، من هيكل قيادة التحالف بحيث لا تظل عالقة فى صراعات لا تخصها. وهذا الموقف أثار مخاوف على وجه التحديد، لأن لوبان، وبرغم إدانتها لغزو أوكرانيا، طالما استمتعت بعلاقات طيبة مع الكرملين وتلقت قروض حزبية من بنك روسى.

 ولو نجحت فى التفوق على ماكرون فى جولة الإعادة، فإنها ستسبب أيضا ضررا قاتلا على الأرجح لهدف الاتحاد الاوروبى. فبينما تخلى حزبها المسيرة الوطنية عن اقتراحه بترك الاتحاد الأوروبى واتفاق شينجن واليورو، إلا أن لوبان ظلت متشككة فى جدوى الوحدة الأوروبية بشكل واسع، ولديها خطط لخفض مساهمات أوروبا فى الاتحاد الأوروبى والترويج لتحالف مع دول مثل المجر وبولندا، التى يحكمها سياسيون مشابهون لها فى التفكير.

 وهناك أيضا مقترحات فى برنامج لوبان الانتخابى تتعارض مع مبادئ حرية الحركة فى الاتحاد الأوروبى، مما أثار اتهامات بأن خططها لفرنسا هى خروج لباريس من الكتلة الأوروبية فى كل شىء إلا الاسم. فعلى سبيل المثال، تريد لوبان أن تعزز العاملين على الحدود وإعادة فرض ضوابط على البضائع التى تدخل فرنسا لمكافحة التزوير. وتريد إعادة التفاوض على اتفاق منطقة شنجن، الذى هاجمته ووصفته بأنه لا يمكن تطبيقه، واستبداله بضوابط مبسطة لمواطنى الاتحاد الأوروبى.

وأكدت الصحيفة أن نتائج الانتخابات عززت فكرة أن فرنسا تجاوزت الانقسام التقليدى بين اليسار واليمين والذى طالما هيمن على السياسات فى فترة ما بعد الحرب، واتجهت نحو انقسام بين كتلة القوميين المعادين للهجرة الذين تمثلهم لوبان، فى مواجهة التقدميين المنفتحين على العولمة.

وقالت بولتيكو إن الكثير سيعتمد الآن على المرشح الذى يستطيع حصد الأصوات التى أيدت مرشح اليسار المتطرف جان لوك ميلنشون، الذى حل فى المركز الثالث فى الجولة الأولى وحصل على 21.9% من الأصوات. ويبدو أن ناخبيه منقسمون حول المرشح الذى سيدعمونه فى الجولة الثانية من التصويت.

 ودعا ميلنشون ناخبيه إلى عدم التصويت للوبان فى جولة الإعادة، لكنه لم يعلن تأييد ماكرون. وقال: علينا أن نختار بين شرين مروعين لنا، وليسا من نفس الطبيعة. وأضاف أن كل ناخب سيواجه ضميره، قبل أن يكرر عدة مرات أنه لا ينبغى أن يمنح صوتا واحدا لمارين لوبان.

لوبان
لوبان


من ناحية أخرى، قالت وكالة بلومبرج إن نتائج الانتخابات الفرنسية سيتردد صداها عبر أوروبا. وأشارت إلى أن غطرسة ماكرون الملحوظة تسببت فى إبعاد العديد من الناخبين وساعدت لوبان فى تصويره أنه رئيس للأغنياء فقط، إلا أن ماكرون جعل فرنسا وجهة مفضلة للمستثمرين الأجانب، ودفع التوظيف إلى أعلى مستوى مسجل. كما أنه كان فى طليعة الجهود المبذولة لوقف الحرب فى أوكرانيا وتعميق العلاقات الاقتصادية بين أعضاء الاتحاد الأوروبى وباعتباره قائدا لأقوى جيش فى الكتلة، فإن قادر على تشكيل سياسة دفاع مشتركة.

وحذرت الوكالة من أن كل هذا سينهار لو هزم ماكرون أمام لوبان. وكان الرئيس الفرنسى قد قال الأحد، بعد الجولة الأولى من الانتخابات، إن النقاش فى الأسبوعين المقبلين سيكون حاسما لفرنسا ولأوروبا.

 ومع تقلص استطلاعات الرأى قبل التصويت الأحد، تعرضت الأسهم والسندات الفرنسية واليورو لضغوط بسبب القلق من أن رئاسة لوبان ستجعل فرنسا أقل صداقة للأعمال التجارية وأكثر تشككا فى اليورو.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة