انفجار بيروت فى عيون الإعلام الإسبانى.. رصد تزايد الغضب العام ضد الحكومة وتوقعات باحتجاجات قوية.. ومحلل سياسى: الانفجار يعمق أزمات لبنان ويقربها من الانهيار.. الموندو: أصوات تتهم حزب الله.. وخبير: الإهمال السبب

السبت، 08 أغسطس 2020 04:00 ص
انفجار بيروت فى عيون الإعلام الإسبانى.. رصد تزايد الغضب العام ضد الحكومة وتوقعات باحتجاجات قوية.. ومحلل سياسى: الانفجار يعمق أزمات لبنان ويقربها من الانهيار.. الموندو: أصوات تتهم حزب الله.. وخبير: الإهمال السبب انفجار بيروت
كتبت فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

سلطت الصحف الإسبانية الضوء على انفجار بيروت، وتعانى المدينة اللبنانية من مأساة كبيرة بسبب الانفجار الكبير الذى تعرضت له والذى أودى بحياة أكثر من 135 شخصا، وإصابة أكثر من 5000 شخص، وقالت صحيفة "البيرويوديكو" الإسبانية إن "بيروت مثل المرأة المهزومة التى ترفض الاستسلام والموت ولكنها تعانى".

وأكدت الصحيفة فى تقرير لها أن "مأساة بيروت تغذى الآن الغضب الاجتماعى ضد الحكومة اللبنانية ، التى يراها العديد أنها السبب فى رواية المعاناة التى تمر بها لبنان منذ سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات اللبنانية اعتقلت 16 شخصا فى الانفجار ولا يزال عدد غير معروف من الاشخاص قيد التحقيق، ومن بين المعتقلين عدد من كبار المسئولين فى مرفأ بيروت لمسئوليتهم فى تخزين وصيانة المتفجرات التى تم تخزينها فى أحد الصوامع المتضررة.

في مواجهة دمار اقتصادي - بلغت الخسائر بالفعل 15 ألف مليون دولار - لم تظهر السلطات اللبنانية يوم الخميس إلا لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، وهو الموقف الذي أثار غضب المجتمع ضد الحكومة.

وشهد ماكرون غضبًا عامًا خلال زيارته لحي الجميزة ، الذي دمرته المأساة وواجه حشدًا غاضبًا من طبقة سياسية متهمة بالفساد والإهمال، لتعود الاحتجاجات مرة آخرى لتشعل الحياة السياسية فى البلاد ، وهتف المتظاهرون "الشعب يريد سقوط النظام". وقد وعد الرئيس الفرنسي ، الذي عرض تنظيم تعاون دولي مع لبنان ، بأن المساعدة لن تقع في أيدي "الفاسدين" وحث السلطات على إجراء "إصلاحات لا غنى عنها" و "اتفاق سياسي جديد" تجنب "انهيار" البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين البلدين - لبنان حصل على الاستقلال عن فرنسا عام 1943 بعد 25 سنة من الحكم الاستعماري -  تفسر تعبئة موارد إضافية من فرنسا في الأيام المقبلة والاستجابة السريعة لماكرون، وكتب الرئيس على تويتر باللغتين العربية والفرنسية "لبنان ليس وحده"، ومن بين القتلى مهندس معماري فرنسي ودبلوماسي ألماني.

وتأسفت السلطات اللبنانية منذ الثلاثاء ، بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت ، بزعم أنه سببه 2750 طنا من نترات الأمونيوم مخزنة لمدة ست سنوات دون إجراءات أمنية كافية، ولكن في شوارع بيروت لا يوجد شيء مثل الدولة.

ونقلت صحيفة "الباييس" الإسبانية قول المحلل السياسى "خوان لويس سانتوس بارتولومى": "إذا نظرنا إلى الوراء، فليس من الصعب فهم سبب وصول لبنان إلى أسوأ أزمة لها منذ الحرب الأهلية عام 1990، والاحتجاجات فى البلاد فى الخريف الماضى، والسبب فى ذلك حالة عدم الرضا لدى الشعب تجاه الحكومة، وارتفاع مستوى الفساد وسوء إدارة الأزمات، فظل الناتج المحلى الإجمالى يرتفع ببطء شديد منذ عام 2011، وبينما لم يكن هناك ركود حتى وصول فيروس كورونا، فإن معدل النمو يشبه إلى حد كبير معدل النمو فى الاقتصاد المتقدم منه فى البلدان النامية.

وأكد المحلل السياسى، أن هذه الأزمة التى تعانى منها لبنان لا يمكن أن يتحملها أمة تحتوى على عدد كبير من الشباب، بالإضافة إلى أنها تحاول أن تعتنى بجزء كبير من أولئك الذين شردتهم الحرب فى سوريا، والذين لجأوا إلى الدول المجاورة.

وأضاف المحلل الإسبانى أن "الليرة اللبنانية ظلت بسعر صرف ثابت مع الدولار منذ عقود، ومنذ عام 2018، اضطر البنك المركزى إلى التخلص من جزء من احتياطاته، للحفاظ على سعر الصرف، وعدم خفض قيمة العملة.

وأشار بارتولومى، إلى أنه "مع انفجار بيروت، وارتفاع أسعار المواد الغذائية 5 أضعاف فى العام الماضى، فإن التضخم المفرط ليس بعيد، والذى حدث فى العديد من الدول فى الآونة الأخيرة مثل فنزويلا، وفى بداية العام كان لا يزال لدى لبنان احتمالات للهروب من هذا التضخم والاقتصاد المدمر، ولكن جاء فيروس كورونا ثم الانفجار الذى دمر الميناء الرئيسية لتجعل الوضع يزداد سوءا لسنوات عديدة قادمة".

كما أن السياسة المالية غير قادرة على مساعدة الاقتصاد على التعافى، حيث كان العجز العام مرتفعاً ومتزايداً لسنوات عديدة، بالإضافة إلى ذلك، يتجاوز الدين العام 160٪ من الناتج المحلي الإجمالى، وعلى عكس دول مثل إسبانيا أو إيطاليا، فإن الفائدة التى يطلبها المستثمرون الدوليون للحصول عليها مرتفعة للغاية، وإذا كانت الفوائد المطلوبة للبلاد مرتفعة بالفعل، من إعادة هيكلة الديون فى مارس الماضى، وهى الأولى فى تاريخها، فستكون أعلى.

وعن الاستثمارات الاسبانية فى لبنان قال المحلل السياسى: "على الرغم من حقيقة أن لبنان بلد قريب، وبأجور منخفضة، وتقع مدنه بالقرب من الموانئ التي يمكن التجارة منها، إلا أنه تم إنشاء 16 شركة إسبانية فقط هناك، ورواتب اللبنانيين أقل بحوالي 20٪ من الأتراك، ويشير غياب الشركات الإسبانية إلى أنه على الرغم من المزايا الواضحة التي تتمتع بها البلاد، إلا أن هناك عوامل مؤسسية تحد من جاذبية رأس المال الأجنبي.

أما صحيفة "الموندو" الإسبانية فقالت إن النتائج الأولية فى التحقيقات للتوصل الى السبب الحقيقى لانفجار بيروت هو تخزين 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم القابلة للاحتراق بشكل غير صحيح لمدة تصل الى 7 سنوات، وفى الوقت نفسه، ارتفعت العديد من الاصوات لتلقى باللوم على حزب الله، ولا تزال تحاول فرق التحقيق اللبنانية فهم العامل الاساسى الذى تسبب فى الانفجار الشديد فى الميناء، ففى حال ارتباط حزب الله بالحادث فإنه سيكون وراء تخزين هذه الكمية من نترات الامونيون بهذا الشكل.

وقال الخبير الارجنتينى لشئون الشرق الاوسط وهو من اصل لبنانى ،جورج شايع ، إن "ما حدث فى بيروت نتيجة درامية للوضع الذى يشهده لبنان ، ولكن انفجار بيروت جاء نتيجة الاهمال، فوجود هذه الكمية من نترات الامونيوم لمدة لا تقل عن 7 سنوات لابد أن ينتهى بهذا الشكل المأساوى".

وأكد شايع أن "لبنان تعانى فى الاساس من حالة من التوتر السياسى ، ووسط سيناريو سياسى واقتصادى سئ منذ عدة سنوات ، يأتى انفجار بيروت ليكمل الصورة المأساوية التى تعانى منها لبنان ".

وطرحت سيناريوهات مختلفة من قبل مسؤولين لبنانيين، حيث نقلت وسائل إعلام لبنانية عن وزير الصحة اللبناني حسن حمد قوله، إن الانفجار سببه مفرقعات، وهو ما استبعده اللواء عباس إبراهيم مدير الأمن العام اللبناني المقرب من حزب الله، مقدماً تفسيراً آخر.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة