فى ظل أوضاع سياسية هى الأصعب على البلاد منذ انطلاق ثورة الياسمين، وهروب الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، تشهد درة العرب الخضراء "تونس" أزمة سياسية كبيرة، بسبب الرفض الكبير لممارسات حركة النهضة الإسلامية، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية برئاسة التكفيرى السابق راشد الغنوشى.
وتشهد تونس تحديات كبرى، فى ظل تشكيل الحكومة الجديدة بعد اسناد التشكيل للدكتور هشام المشيشى وزير الداخلية السابق، وذلك فى ظل أوضاع اقتصادية صعبة تلقى بظلالها على مختلف القطاعات، واستمرار اعتصام كتلة حزب الدستورى الحر التونسى برئاسة النائبة عبير موسى، لسحب الثقة من الإرهابى راشد الغنوشى، وتصحيح مسار السياسة التونسية التى تسبب حركة النهضة فى حدوث أزمات.
وبعيدا عن الأحداث السياسية الجارية، ما هو السر وراء تسمية درة العرب الخضراء، الجمهورية العربية الشقيقة "تونس" بهذا الاسم، وكيف كانت بداية اسم درة العرب الجميلة؟
بحسب بوابة المعهد الوطني للتراث فى تونس، لم تكن تونس العربية حديثة المنشأ فهي مدينة ضاربة في القدم تعود أصولها إلى البربر، وقد استند بعض المؤرخين إلى معطيات بربريّة لإقامة الدليل على أن تسمية" تيناس" أو " تونس" و التي تحوّلت إلى تونس بعد حدوث تغيير طفيف عليها خلال الحضارة اللوبية.
كما أن الجذور الثلاثة ت.ن.س التي نجدها في أسماء أماكن أخرى شمال إفريقيا تعني بالبربريّة "استراحة" و "مخيّم" و "إقامة بمخيّم" وبطريقة أدقّ "النوم" أو "الذهاب لقضاء اللّيل في" ومنها استمدت فكرة "الإقامة ليلا"، على ما يبدو فإنه قدّر لهذه المدينة أن تلعب دورا اقتصاديا واستراتجيا هامّا باعتبارها تمثل ممرّا للقوافل التجارية، وهو ما يدفعنا للاعتقاد بأن المدينة قد تأسست على يد سكانها الأصليين. لكن هل كانت تونس أقدم من قرطاج؟
ثبت أن تواجد تونس يعود إلى بداية القرن الرابع قبل الميلاد. وفي الواقع يبين لنا المؤرخ اليوناني ديدورالصقلي (عاش بين 90 ق.م و 20 ق.م) أنه بعد هزيمة الجيش القرطاجي على يد دونيس الأكبر السراقوزي سنة 395 ق.م استولى المائتي ألف لوبيا المتمرودن ضدّ النفوذ القرطاجي على تونس, وهو ما يسمح لنا بالقول أنّ الأدّلة الأولى تعود إلى الحقبة التي كانت فيها قرطاج البونية مدينة كبيرة.
وفي رواية أخرى حول أصل التسمية، أشار المؤرّخ عبد الرحمن بن خلدون، أيضاً، إلى أصل كلمة "تونس" التي أطلقت على حاضرة شمال أفريقيّا حيث أرجع اصلها إلى ما عرف عن المدينة من ازدهار عمراني وحيوية اقتصادية وحركة ثقافية واجتماعية، فقد أشار إلى أنّ اسم "تونس" اشتقّ من وصف سكانها والوافدين عليها لما عرفوا به من طيب المعاشرة وكرم الضيافة وحسن الوفادة.
