نبش القبور.. سرقات وانتقامات سياسية وبراءة لـ الدين فكيف يراها القانون والشرع؟

الإثنين، 01 يونيو 2020 04:30 م
نبش القبور.. سرقات وانتقامات سياسية وبراءة لـ الدين فكيف يراها القانون والشرع؟ نبش ضريح عمر بن عبد العزيز فى سوريا
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرف الإنسان، منذ العصور القديمة، سلوك "نبش القبور" بعضها كان بهدف الانتقام، وإن كان أغلبها بدافع السرقة للحصول على المقتنيات التى تدفن مع صاحبها مثلما الحال فى المقابر الفرعونية، وربما كان الهدف سرقة الجثمان نفسه، لأهداف أثرية وتاريخية أو رمزية.
 
ومؤخرا زعمت تقارير أن ميلشيات من إيران وأخرى تابعة لحزب الله اللبنانى، قامت بنبش قبر الخليفة الأموى، والشهير بخامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز فى دير شرقى قرب معرة النعمان بريف إدلب (شمال غربى سوريا)، وهو ما يترك تساؤلا عن الهدف وراء نبش البعض للقبور، وهل غرضه السرقة أم الانتقام والثأر، وهل وراؤه نوازع دينية أم أنها لأسباب سياسية خالصة؟
 
وتعد مقابر ملوك وكبار موظفى الدولة المصرية القديمة من أبرز الأمثلة على نهب المقابر، ففى وادى الملوك فى مصر مثلاً تعرضت أغلب المقابر الموجودة للسرقة على مدار مئات السنين، كما عانى (البيزنطيون) أيضًا من سرقة المقابر والسراديب وتدميرها على مدار عقود طويلة.
 
وقضية تدمير المقابر ونبش وحرق الجثامين والعظام المتبقية فى تلك القبور ومحو الآثار ليست ثقافة جديدة على المنطقة وبالأخص على الجماعات الإسلامية المتطرفة ضد من سبقوهم حتى وإن كانوا مسلمين، حيث دمر العباسيون قبور الأمويين بعدما انتصر العباسيون بقيادة عبد الله بن على الملقب بـ (السفاح) على آخر خليفة للأمويين فى معركة الزاب عام 750م.
 
ويجرم القانون الدولى "نبش القبور" ونصت معاهدات عام 1929، في مادتها الرابعة، على أن الأطراف المتحاربة عليها ضمان "دفن الموتى بطريقة مشرفة"، وفى مادتها الـ76 الخاصة بأسرى الحرب نصت على أن "على الأطراف المتحاربة ضمان دفن الأسرى الذين يتوفون بالأسر بطريقة مشرفة".
وتضمنت معاهدة جنيف الأولى والثالثة والرابعة عام 1949 أنه "على أطراف النزاع ضمان دفن الموتى بطريقة لائقة، وفقًا لشرائعهم الدينية إن أمكن، وأن تُحترم قبورهم، وأن تُجمع إن أمكن وفقًا لجنسية الموتى، وأن يتم الاهتمام بقبورهم، ووضع شواهد عليها، ليتم التعرف إليها من قبل ذويهم دومًا".
 
أما فيما يخص الشرع، فقد أكدت دار الإفتاء المصرية من قبل أنه قد اتفق الفقهاء على حرمة نبش قبر الميت قبل البِلَى لنقله إلى مكان آخر لغير ضرورة وعلى جوازه للضرورة، على اختلاف بينهم فيما يُعَدُّ ضرورةً وما لا يُعَدُّ كذلك، وقرروا أن الحاجة تُنَزَّل منزلة الضرورة؛ خاصةً كانت أو عامة.
 
ويرى الباحث السورى بسام الأحمد، مدير منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، لنبش القبور بعد نفسى واجتماعى فى قوانين الثقافة والحرب لأى مجتمع، فإن حصل نزاع مسلح بين دولتين، أو فئتين، يجب على أطراف النزاع احترام الضحايا وعدم إهانة الكرامة البشرية بعد موتهم ودفنهم، فضلًا عن عدم المساس بقبورهم وأضرحتهم والعبث برفاتهم.
 
ووفقا لتصريحات صحفية لمحمود بن محمد كسناوى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة أم القرى، إن تلك الممارسات تصدر في الغالب من قبل أشخاص يعانون من اعتلالات نفسية، بالإضافة إلى إيمان هؤلاء بالاعتقادات الخاطئة المرتبطة بأعمال السحر والشعوذة والمرتبطة في العادة من قبل أشخاص غير أسوياء، وهو ما تؤكده القصص الخرافية المتداولة حول وجود طلاسم وأسحار بجوار رفات الموتى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة