قال الدكتور إسماعيل سراج الدين المدير المؤسس والفخرى لمكتبة الاسكندرية الجديدة، ونائب رئيس البنك الدولى سابقاً، إن أزمة كورونا على العالم سيكون لها بعداً وأثراً ايجابياً على مصر خلال الـ10 سنوات المقبلة، جاء ذلك فى ندوة جمعية رجال الأعمال بتقنية الفيديو كونفرانس بعنوان: "الأثر الاقتصادي، العلمي، الاجتماعي، الثقافى لفيروس كورونا على العالم وانعكاسه على مصر"، بمشاركة المهندس على عيسى رئيس مجلس إدارة الجمعية والمهندس فتح الله فوزى نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس لجنة التشييد.
وأكد "سراج الدين"، أن الدول فى مرحلة ما بعد كورونا ستعيد النظر فى اكتشافها لموادرها وإعادة استخدامها الأمثل لها وسوف تظهر تكنولوجيات جديدة تعرض لأول مرة، مضيفا أن قطاع الأعمال سيغير من نظرته فى حماية الأمن القومى أابعاد مختلفة تجاريًا واقتصاديًا.
وأضاف: العالم يمر بفترة صعبة تشهد تحويل كامل للنظام العالمى للدول وستغير من خريطة الدول الاقتصادية وعندما تتشكل معالم الاقتصاد العالمى الجديد فى غضون 10 سنوات ستكون مصر من المستفدين من تلك التغيرات لانها تتمتع برصيد سياسى وثقل تجارى واقتصادى كبير.
وقال نائب رئيس البنك الدولى سابقا على المستوى الاقتصادي، فإن الوضع الاقتصادى الحالى فى العالم مشابها تمامًا للركود العالمى فى مرحلة الكساد العظيم عام 1929.
وتوقع أن عام 2020 سيكون البداية لظهورنظام اقتصادى عالمى جديد تقوده الصين ودول شرق آسيا وأن العالم العربى وأفريقيا ودول جنوب آسيا ستلعب دورا ايجابيا فى هذا النظام الجديد.
وأكد أن مصر تمتلك فرص واعدة ومقومات عديدة لتجاوز أزمة كورونا وتحقيق مكاسب اقتصادية مختلفة من خلال ترجمة العلاقات الدبلوماسية القوية خاصة مع الصين إلى اتفاقيات تجارية وصناعية واستثمارية لمصلحة مصر فى مرحلة ما بعد كورونا.
وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى حرص على تدعيم العلاقات الدولية وفتح قنوات تواصل وتفاهم سياسى مع مختلف دول العالم ما سيدعم مصر فى مرحلة ما بعد كورونا.
وقال: "الرئيس عبد الفتاح السيسى حافظ على علاقاته مع جميع البلاد ولم ينخرط فى موقف عدائى ضد دولة بعينها".
وأضاف: مصر تتمتع بمعدلات للنمو الاقتصادى على المدى المتوسط والبعيد حيث اصبحت من الدول المصدرة للغاز وشهد قطاع البترول استثمارات ضخمة خلال السنوات الماضية، مشيراً أن التحدى الحقيقى أمام الحكومة حاليا إعادة توظيف العمالة المتضررة بسبب توقف قطاع السياحة بشكل خاص.
وحول الوضع الاقتصادى فى الصين وأمريكا، أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين، أن الاقتصاد الأمريكى من المحتمل أن ينكمش ما بين 20% إلى 30% فى الربع الثانى من العام الجارى بجانب تفاقم اعداد البطالة حيث وصل عدد من فقدوا وظائفهم بسبب هذه الأزمة إلى 30 مليون شخص.
كما أكد أن الصين أكثر استعدادا لتحقيق قفزات فى النمو وصدارة الدول الاقتصادية حيث حققت طفرة علمية وتكنولوجية ضخمة.
وقال إنه على مستوى الأثر الصحى فإن أزمة فيروس كوفيد19 أظهرت العديد من نقاط الضعف فى الدول الاقتصادية والكبرى مثل أوروبا وامريكا، موضحا أن ثلث الإصابات توجد فى الولايات المتحدة الأمريكية وكشفت تلك الأزمة مواطن ضعف عديدة فى النظام الأمريكي.
وأكد أن بداية استخدام عقار "ريمديسفير" بقوة كعلاج للفيروس أمرا مبشرا للخروج من الازمة بجانب أن التعاون بين العلماء وتكاتف الدول لايجاد اللقاح واكتشافه بأسرع وقت.
ولفت إلى أن قدرة الدول فى عمل الاختبارات اللازمة لاكتشاف المصابين عامل مؤثروحيوى فى توفير البيانات والأرقام الهامة لإدارة الأزمة والاستعداد لاعادة فتح الاقتصاد والبلاد.
وعن الأثر الاجتماعى والثقافى لفيروس كورونا قال إن كافة الدول تحاول دعم مواطنيها لتجاوز الأزمة الراهنة وهو ما يمثل عبئا كبيرا على الموازنة العامة للدول، مشيراً إلى أن مع توقعات ظهور موجة أخرى للفيروس فإنه يجب حماية الأمن الغذائى للدول الفقيرة.
وأكد المدير المؤسس والفخرى لمكتبة الاسكندرية الجديدة، أن الثقافة تلعب دوراً كبيراً فى مواجهة الدول لانتشار الفيروس والحد من الخسائر البشرية وانهيار المؤسسات الطبية من خلال التوعية بأهمية التباعد الاجتماعى والالتزام بالاجراءات الاحترازية والوقائية.
من جانبه أكد المهندس على عيسى رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال، أن الدولة المصرية اتخذت خطوات استباقية كان لها أثرا إيجابيا فى الاستعداد لمواجهة انتشار فيروس كورونا، مشيدًا بتعامل الرئيس عبد الفتاح السيسى والحكومة مع تبعات الأزمة باحترافية شديدة.
وأضاف "عيسى"، أن جمعية رجال الأعمال تتابع باستمرار الموقف الحالى للاقتصاد العالمى وتأثير الأزمة على كافة القطاعات الاقتصادية حيث تقدمت بمذكرة مقترحات لرئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى للحد من آثار كورونا وتبعاتها المختلفة.
وقال المهندس فتح الله فوزى نائب رئيس جمعية رجال الأعمال ورئيس لجنة التشييد، إنه إذا أعلن التوصل إلى عقار جديد لفيروس كورونا فإن ذلك سيعد مؤشرا ايجابيا لعودة فتح الاقتصاد فى العالم خاصة مع التزام القطاع الخاص بحماية العمال بالمصانع والشركات، مشيراً أن القطاع الخاص فى مصر سيظل شريكا رئيسيا للدولة لاستكمال مسيرة العمل والإنتاج بقوة والحفاظ على العمالة وتطبيق برامج المسئولية المجتمعية من أجل العبور معًا من الأزمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة