اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل عبدت قبيلة "خولان" الصنم "عم أنس"

السبت، 04 أبريل 2020 12:00 ص
اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" هل عبدت قبيلة "خولان" الصنم "عم أنس" المفصل فى تاريخ العرب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نواصل مع المفكر العربي الكبير جواد على (1907 – 1987) قراءة تاريخ القبائل العربية قبل الإسلام، وذلك من خلال كتابه "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام"، وسؤال اليوم: هل عبدت قبيلة "خولان"صنما يدعى "عم أنس"؟

ويقول جواد علي:

 عرف من الكتابات اسم عشيرة هي "عقربم"، أى: "عقرب" أو "عقارب"، ولا يزال هذا الاسم معروفًا في العربية الجنوبية حتى الآن.

 وقد ورد "العقارب" اسمًا لقبيلة زُعم أنها من نسل "ربيعة بن سعد بن خولان بن إلحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير"، كما ورد اسمًا لجبل يعرف بـ"جبل العقارب"، وقد عرف "العقارب" باسم "عقربي".

 وذكر "ابن مجاور" قبيلة "عقارب" في جملة القبائل الساكنة في منطقة "عدن"، فلعل لهذه الأسماء صلة بقبيلة "عقرب" "عقارب" المذكورة.

 

وقد كانت "عقرب" تابعة لـ"بنى سخيم" وحليفة لهم، ونازلة فى جوارهم، يفهم ذلك من الجمل والتعبيرات في كتاباتهم الدالة على خضوعهم لـ"بني سخيم" مثل "آدم بن سخيم"، أى: "خدم بني سخيم"، فهو تعبير يدل على العبودية والخضوع.

خولان وردمان

وخولان من القبائل الكبيرة القوية التي ذُكرت في عدد كبير من الكتابات العربية الجنوبية، وقد رأينا اسمهم لامعًا في أيام المعينيين، وقد ذكرت أنهم هاجموا مع السبئيين قافلة معينية كان يقودها "كبيران"، وحمد المعينيون آلهتهم وشكروها على نجاة هذه القافلة، وهي من القبائل العربية الحية السعيدة الحظ؛ لأنها ما تزال معروفة، ولها مع ذلك تأريخ قديم قد نصعد به إلى الألف الأول قبل الميلاد.

ويرجع النسابون نسب "خولان" إلى "خولان بن عرو بن إلحاف بن قضاعة" أو إلى "خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن كهلان بن سبأ". ويميزون بين "خولان قضاعة" وهم إخوة "بَليّ" و"حيدان"، وبين "خولان أدد"، وقد يذكرون "خولان" أخرى في "مذحج".

 

وقد صير اسم "خولان" بمرور الزمان، اسم رجل نسل ذرية تكاثرت وتوالدت، فكانت منها هذه القبيلة العظيمة، وقد جعل له النسابون أبًا وجدًّا وأجدادًا بعد هذا الجد، كما جعلوا له ولدًا ذكروا أسماءهم.

ويمثل هذا النسب الاختلاط الذي كان بين الخولانيين وغيرهم من القبائل بمرور الزمان حتى أيام النسابين، فدون على نحو ما وصل إلى عملهم من أفواه الرواة.

ومواطن الخولانيين قديمًا أرضون متصلة بأرض السبئيين، فكانوا يسكنون في جوار "مأرب" و"صرواح"، وهي لب أرض سبأ، ثم هاجرت جماعات منهم فسكنت الأرضين العالية من شرق "صنعاء"، وقد قبل للخولانيين الذين سكنوا هذه المنطقة "خولان العالية"؛ تمييزًا لهم عن "خولان قضاعة"، وهذا التمييز لا يستند إلى حقيقة، يمكن رَجْعُها إلى اختلاف النسب، وإنما نشأ من اختلاف طبيعة المكان، ومن الأحوال السياسية والاقتصادية التي فرقت بين الخولانيين، وباعدت بين فروعهم، فظن أنهم من نسبين مختلفين.

 

وقد كان الخولانيون يتعبدون عند ظهور الإسلام لصنم لهم اسمه "عم أنس" "عميأنس".

وقد ذكر "ياقوت الحموي" أنه "في خولان كانت النار التي تعبدها اليمن"، ذكر ذلك في أثناء حديثه عن "مخلاف خولان" المنسوب إلى "خولان قضاعة"، وقد تكون هذه العبادة -إن صح قول ياقوت- قد اقتُبِسَتْ من الفرس عَبَدَةِ النيران.

وقد ذهب "الويس شبرنكر" و"نيبور" إلى أن قبيلة "خولان" هي "حويلة" المذكورة في التوراة، ولكن هناك صعوبات كثيرة تحول دون قبول هذا الرأي.

وقد اقترن اسم "خولان" باسم "ردمان" في كثير من النصوص ويدل هذا بالطبع على وجود روابط وثيقة بين الجماعتين. وقد حكم الخولانيين والردمانيين أقيالٌ من "ذي معاهر"، فكان القيل سيدًا على القبيلتين في آن واحد في غالب الأحايين، وفي ذلك دلالة بالطبع على الصلات والروابط السياسية التي ربطت بين خولان وردمان وذي معاهر "ذ معهر".

وقد عرف الإسلاميون "أقيال ذي معاهر"، فذكرهم الهمداني في مواضع من كتابه "الإكليل"، ذكر مثلًا أن "شحرار قصر بقصوى مشيد ببلاط أحمر للقيل ذي معاهر"، وذكر أيضًا "قصر وعلان بردمان، وهو عجيب، وهو قصر ذي معاهر، ومن حوله أموال عظيمة"، ويشير قول الهمداني الأخير إلى الصلات التي تربط هؤلاء الأقيال بردمان، وإلى أن أولئك الأقيال كانوا يقيمون بأرض ردمان.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة