الفتنة الطائفية تضرب الهند.. هل التعايش السلمى فى شبه القارة الهندية مجرد وهم؟

السبت، 29 فبراير 2020 09:00 م
الفتنة الطائفية تضرب الهند.. هل التعايش السلمى فى شبه القارة الهندية مجرد وهم؟ آثار الاشتباكات الطائفية فى الهند
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد العاصمة الهندية دلهي موجة عنف توصف بأنها الأسوأ في شبه القارة الهندية منذ عقود، حيث سقط عشرات ما بين قتيل وجريح، وذلك على خلفية إصدار قانون جديد يسمح بتجنيس غير المسلمين من بنجلاديش، وباكستان وأفغانستان الذين دخلوا الهند بشكل غير قانوني.

واشتعلت شرارة المصادمات يوم الأحد بين متظاهرين مؤيدين وآخرين معارضين لقانون جديد مثير للجدل حول الجنسية، وبينما تعتبر الحكومة الهندية أن هذا القانون سيوفر ملاذا للفارين من اضطهاد ديني، يقول المنتقدون إن القانون جزء من أجندة الحزب الحاكم لتهميش المسلمين.

ودائما ما ينظر لدولة مثل على إنها نموذج عالمى للتعايش السلمى، ويضرب بها المثل في التعايش بين أصحاب اللغات واللهجات والأعراق المختلفة أيضا، ويعتبر الكثيرين أن الهند بلد تعدد عرقى ودينى ولغوي بامتياز، وأنها حافظت على هذا الطابع المميز والفريد منذ عصور قديمة حتى أيامنا هذه.

ولعل الهند تزخر بعدد كبير من الألسن واللغات يتجاوز 400 لغة منطوقة، كما أن المشهد الديني حافل هو الآخر بالتعدد والاختلاف، بحيث تضم الهند جميع الديانات الكبرى المتواجدة في العالم مثل الإسلام والمسيحية والهندوسية والبوذية.

وتنص الفقرة 295 من الدستور الهندي على أن كل من يحاول بسوء نية وبقصد مبيت المس بالمشاعر الدينية لفئة من المواطنين سواء بالكلمة المكتوبة، أو المنطوقة، أو باستخدام علامات معينة، أو سب ومحاولة القيام بذلك سيكون تحت طائلة القانون الذي يعاقب إما بالسجن لمدة ثلاث سنوات على الإساءة للمشاعر الدينية، أو الغرامة، أو هما معاً.

لكن على الرغم من هذا التعدد والاختلاف المتباين الكبير داخل المجتمع الهندى، والقانون الهندى الذى يجرم الاعتداء أو التقليل من معتقد الغير، إلا أن هذا لم يمنع وجود حوادث طائفية بشكل مستمر داخل البلاد الذى تعد واحدة من كبرى الدول من حيث عدد السكان والمساحة عالميا.

وبحسب دراسة بعنوان "قراءة في نموذج التعايش بالهند"، يرى دارسون أن الحوادث الطائفية المتفرقة لم تفلح في ضرب التعايش السلمي بين أتباع الديانات المتنوعة، ولا المسّ بقيم التسامح التي تكفل للجميع احترام معتقدات الأخرى"، فيما يشكّك باحثون آخرون في مقولة التعايش السلمي تلك، إلى حد أن أحد الباحثين ذهب إلى القول: إن مبدأي الديمقراطية والعلمانية اللذين تتفاخر بهما الهند لم يفلحا في "لملمة شتات الأمة الهندية أو بالأدق الأمم الهندية داخل حدود الدولة؛ ذلك أن حالة التطرف بين الأغلبية الهندوسية طغت على حقوق الأقليات الأخرى على كافة المستويات، بل إنها وصلت إلى المسّ بجوهر التعايش السلمي بين الأغلبية والأقليات".

وتوضح الدكتورة عائشة السياس في كتابها "الهند معالمها وأثارها الحضارية" أن النزاع بين الهندوسية والإسلام في الهند جعل التعايش السلمى صعبا بين الجانبين، وبخاصة أن الإسلام يرفض الوثنية ويدافع عن التوحيد بالقوة، ويعارش نظام الطبقات المتبع في الهند، مما لا يجعله ينسجم مع غيره، خاصة وأن المسلمون السنة في الهند فئة متحمسة ومؤمنة بالإسلام كدين عقيدة وعدالة وخلاص من كثير من الموبقات والمفاسد.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة