نامت على البلاط وظل جثمانها 3 أيام بلا أهل.. محطات الوجع فى حياة سناء جميل

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020 11:00 ص
نامت على البلاط وظل جثمانها 3 أيام بلا أهل.. محطات الوجع فى حياة سناء جميل سناء جميل
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمراليوم الموافق 22 ديسمبر 18 عاما على وفاة الفنانة الكبيرة عبقرية الأداء والموهبة الجميلة سناء جميل التى رحلت عن عالمنا عام 2002 بعد رحلة عطاء فنى قدمت خلالها أعظم وأهم الأعمال السينمائية والمسرحية والدرامية، وأعطت خلالها للفن من دمها وروحها وتضحياتها أكثر مما أعطاه غيرها وعانت من أجله أشد المعاناة.

سناء جميل التى أبدعت فى مئات الأدوار المسرحية والتلفزيونية والسينمائية جسدت دور الفتاة متوسطة الجمال فى فيلم "بداية ونهاية" والزوجة المتسلطة فى فيلم الزوجة الثانية –وهما  من أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، وكان لسناء جميل أكثر من فيلم ضمن هذه القائمة.

سناء جميل خير من جسدت أدوار السيدة الأرستقراطية وفى نفس الوقت أبهرت الجميع عندما جسدت شخصية فضة المعداوى فى مسلسل "الراية البيضاء" حتى تفوقت على الشخصية التى كتبها أسامة أنور عكاشة الذى قال عنها «ما منحته سناء للشخصية من حياة وروح فاق كل توقعاتى وتصوراتى وأنا أنسج خيوطها على الورق، فهى أضفت عليها تألقها الخاص»

عاشت سناء جميل حياة مليئة بالصعاب والأشواك حتى قابلت رفيق عمرها الكاتب الصحفى الكبير لويس جريس، وقالت عن معاناتها: "حياتى الصعبة المليئة بالأشواك وصبرى الطويل وقدرتى على تحمل كل هذه الظروف الشاقة تجعلنى مثيلة لزهرة الصبار فى الصبر والتحمل، ومواجهة الشدائد والمصاعب".

هى ثريا يوسف عطا الله التى ولدت فى 27 إبريل عام 1930 بمركز ملوى فى المنيا لأسرة قبطية مسيحية، وانتقلت إلى القاهرة قبل الحرب العالمية الثانية لتلتحق بمدرسة المير دى دييه الفرنسية الداخلية وعمرها 9 سنوات وظلت بها حتى المرحلة الثانوية، عشقت الفن وأرادت الالتحاق بالمعهد العالى للفنون المسرحية، فرفضت أسرتها، وحسب الفيلم التسجيلى«حكاية سناء»الذى أنتجه زوجها لويس جريس وفاء لها، صفعها شقيقها صفعة أدت إلى فقدانها السمع بإحدى أذنيها، وطردتها أسرتها بعد تمسكها برغبتها.

وفى مقابلة معها حكت سناء عن المعاناة التى عاشتها باكية، واشارت إلى أنها لجأت للمخرج زكى طليمات فساعدها على الإقامة فى بيت طالبات وضمها لفرقة "المسرح الحديث "، وأطلق عليها اسمها الفنى سناء جميل، وعملت ابنة الاسرة الارستقراطية وخريجة المدارس الفرنسية بالتفصيل حتى تستطيع الانفاق على نفسها وكانت تنام على البلاط أحيانا.

وشاركت فى عدد من الأدوار السينمائية والمسرحية حتى تألقت فى فيلم بداية ونهاية وأشاد بها النقاد والجمهور وتوالت إبداعاتها الفنية فى العديد من الأعمال "الزوجة الثانية، الرسالة، الحجاج بن يوسف، المستحيل، ساكن قصادى، خالتى صفية الدير، اضحك الصورة تطلع حلوة" وغيرها.

 بدأت السعادة تعرف طريقها إلى زهرة الصبار عندما تعرفت على رفيق عمرها لويس جريس عام 1960، فى حفل توديع صحفية سودانية أنهت تدريبها فى روزاليوسف، وظلت تخطئ فى اسمه طوال الحفل وتناديه "يوسف"، تعلق بها لويس لكنه ظن أن زواجهما مستحيلا حيث اعتقد أنها مسلمة لكثرة قولها "والنبى"، حتى أنه فكر فى إشهار إسلامه للزواج منها، وبعدها اكتشف أنها مسيحية فعرض عليها الزواج وتزوجا بدبلتين لا يتجاوز سعرهما 10 جنيهات، وحكى جريس عن يوم زواجهما فى أحد البرامج، مشيرا إلى أن القس رفض إتمام الزواج دون وجود معازيم وشهود، فتوجه إلى جريدة (روز اليوسف)، التى كان يعمل بها، واستأجر 7 عربات جمع فيها 35 شخصًا من زملائه ليحل الأزمة، وقضيا شهر العسل فى التنقل بين عدة محافظات لارتباط سناء بعدد من العروض المسرحية.

كانت سناء ولويس نموذجا لقصص الحب الرومانسية والارتباط الذى يتفانى كل طرف فيه فى كيان الأخر، فكانت سناء تحلف باسمه دائما قائلة "وحياة لويس"، واستجاب الزوج العاشق لرغبتها فى عدم الانجاب والتفرغ للفن، وكان كل منهما محور حياة الأخر، ومتكأه الذى يستند عليه، حتى أن لويس جريس لم يستخدم العصا ليستند عليها ماشيا إلا بعد وفاة سناء، التى أصيبت بسرطان الرئة وظلت تعانى لمدة 3 أشهر وكانت وفاتها أكبر صدمة فى حياة رفيقها المحب العاشق الوفى، الذى أراد أن يحقق رغبتها فى أن تلتقى بأحد أقاربها ولو بعد وفاتها فانتظر ثلاثة أيام قبل دفنها على أمل أن يظهر أحد أفراد أسرتها ليشارك فى تشييعها إلى مثواها الأخير، ونشر نعيا يفيض بالحب فى كل الصحف اكد فيه أنها لم تكن مجرد زوجة رائعة ولكنها كانت الأم والأخت والصديقة وكتب فى النعى: "التقينا عام 1960، وتزوجنا عام 1961، واحتفلنا فى يوليو الماضى بعيد زواجنا الحادى والأربعين..وسناء جميل التى رحلت عن دنيانا جسديا هى قريبة ونسيبة جموع الفنانين فى العالم العربى..الفن فى حياتها محراب مقدس، ورسالة تدقق فيها بشدة، حياتها الفنية تشهد بذلك، وسوف يصلى على جثمان الفقيدة فى الكنيسة البطرسية فى العباسية"

انتظر لويس جريس 3 أيام ولكن لم يظهر أحد من عائلة سناء، فدفن حبيبته ورفيقة عمره فى 22 ديسمبر 2002، وظل يعيش معها وعلى ذكراها وينتظر لقائها لأكثر من 15 عاما، حتى لحق بها فى 26 مارس 2018 ليجتمع الحبيبان فى السماء إلى الأبد ودون فراق.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة