"روحو هاتولى الأرض"... 3 كلمات من السادات كانت بداية الخطة الشاملة لعودة سيناء فى 25 إبريل 1982.. وقصة رفض الوفد المصرى لـ 18 مطلبا إسرائيليا استفزازيا.. و170 سنتميترا تدفع شارون للشكوى من الوفد المصرى للرئيس

الخميس، 25 أبريل 2019 06:00 ص
"روحو هاتولى الأرض"... 3 كلمات من السادات كانت بداية الخطة الشاملة لعودة سيناء فى 25 إبريل 1982.. وقصة رفض الوفد المصرى لـ 18 مطلبا إسرائيليا استفزازيا.. و170 سنتميترا تدفع شارون للشكوى من الوفد المصرى للرئيس السادات وتحرير سيناء
كتب زكى القاضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى تاريخ الأمم دائما هناك علامات بارزة تؤرخ لقيم الشعوب، وتؤكد لحظات بعينها أن هناك فرق بين أمة وأخرى، وبين تاريخ وآخر تبنى دول وتقام ذكريات، وتحتفل الشعوب، وفى حياة الشعب المصرى، تاريخ عظيم فى سلسلة التواريخ التى ترسخ لعظمته، وهو 25 إبريل 1982، ذكرى تحرير سيناء.

 

وفى الذكرى 37 لعيد تحرير سيناء، مازالت القوات المسلحة الحصن المنيع فى الدفاع عن تراب سيناء، وذلك فى اطار خطة الدولة للقضاء على كافة العناصر الارهابية والمتطرفة فى شبه جزيرة سيناء، والتى حاولت فلول تلك العناصر من ترهيب الشعب المصرى، إلا أن يقظة أبطال القوات المسلحة والشرطة المدنية كان لها بالمرصاد، فتم القضاء على مئات الإرهابيين والتكفيريين فى عدة عمليات متواصلة، وذلك حتى يتم البدء فى عملية التنمية الشاملة لكافة ربوع سيناء.

ووقفت سيناء دائما حائط صد للبوابة الشرقية، حيث كان أبطال القوات المسلحة، والشرطة المدنية، وأهالى سيناء، يشكلون خط للدفاع الأول عن مصر، فكانت دائما فى محط اهتمام الدولة المصرية، منذ فجر التاريخ.

بعد حرب أكتوبر بدأت بتتبع العلامات الحدودية من علامة 1 فى رفح وصولاً إلى طابا فى مسافة تقارب 217 كيلومتراً، وكانت إدارة المساحة العسكرية برئاسة اللواء عبدالفتاح محسن قد أدت دوراً عظيماً فى مهمة تأكيد أحقية مصر فى خط الحدود، وفق دراسات وكروت توصيف للعلامات الحدودية، وكانت وجهة نظر إسرائيل فى النقطة 91 أن الخط الحدودى نفسه خطأ، وأن الخلاف على الخط الحدودى وليس على العلامة نفسها.

 

وبعد زيارة الرئيس محمد أنور السادات للقدس، بدأ تشكيل الوفد الخاص للتفاوض مع الجانب الإسرائيلى فى أكتوبر 1978، وحينها اجتمع الرئيس محمد أنور  السادات بالوفد المشكل و طلب منهم عودة الأرض بثلاث كلمات قائلا: "روحو هاتولى الأرض"، وكانت تلك الكلمات هى  بداية للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلى استمرت لمدة 7 شهورفى واشنطن، حتى عادت سيناء بالكامل.

فى سير المفاوضات تحدث أعضاء اللجنة فى مذكراتهم، أن الجانب الاسرائيلى كان يحمل 18 طلبا استفزازيا، كان من أبرزها هو قصر التفاوض على المجرى الملاحى لقناة السويس، وأن أمن إسرائيل مقدم على كل شي، وأن الانسحاب لن يكون كاملا، بالإضافة لأحقيتهم فى الماء والصيد والعبور، وحين يبدأ تنفيذ الانسحاب فإنه لن يكون فى 25 إبريل من كل عام.

يوضح اللواء محسن حمدى، رئيس اللجنة العسكرية فى المفاوضات، فى لقاء تلفزيونى أن الوفد المصرى رفض الـ18 مطلبا بأكملها، لأنه رأى أن الطلبات استفزازية، حتى أن المفاوضات كانت تسير بشكل ندى للغاية، حيث كان الإسرائيليون يعلمون تمام العلم قوة المفاوضين المصريين.

ويقول اللواء بحرى محسن حمدى، أن شارون اشتكاه للرئيس السادات، وذلك بسبب 170 سنتيمتراً كانت من حق مصر، وقال شارون للسادات "اللواء حمدى يتمسك بأشياء فنية لا تستحق الوقوف عندها الآن، لأن مصر وإسرائيل جيران وبينهما سلام وصداقة"، فاستفسر السادات، فقال إنه يتمسك بـ170 سنتيمتراً عند العلامة الحدودية 27، ولديه سيناء بطول 300 كيلو متر، ورد عليه الرئيس السادات :"وهل تعتقد أنها (أرض أبوه) يتصرف فيها ويتسامح كيفما شاء؟".

 

من المواقف التاريخية والهامة التى ذكرت فى تاريخ المفاوضات مع الجانب الاسرائيلى، أن قد تضمنت أن اللجنة المشتركة لتنفيذ معاهدة السلام بدأت العمل فى تحديد مواقع العلامات فى أبريل 1981 وتم الاتفاق على تحديد العلامات حتى العلامة 90 ثم توقفت اللجنة لتحديد موضع العلامة التالية 91 وكان أعضاء اللجنة المصرية يعلمون من خلال الوثائق والخرائط والأدلة التى فى حوزتهم بمكان العلامة الأخيرة على سلسلة الجبال غير أن الإسرائيليين أخذوا الفريق المصرى إلى أسفل فى الوادى ليروا ما أسموه بقايا العمود الأخير، وإلى جوار أشجار الدوم أشار الإسرائيليون إلى بقايا مبنى قديم قالوا هنا موضع العلامة 91.

 

ونوه إلى أن الوفد المصرى لم يقبل بهذا الموقع وأصروا على الصعود لأعلى، وهناك وجد المصريون بقايا القاعدة الحجرية للعلامة القديمة، ولكنهم لم يجدوا العمود الحديدى المغروس فى القاعدة والذى كان يحمل فى العادة رقم العلامة وقد اندهش الإسرائيليون عندما عثروا على القاعدة الحجرية وكانت الصدمة الكبرى لهم حين نجح أحد الضباط المصريين فى العثور على العمود الحديدى على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلى، وطول هذا العمود متران وعرضه 15 سم، ووزنه بين 60 إلى 70 كجم، وكان موجوداً عليه رقم 91 وأمام هذا الموقف لم يتمالك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى نفسه قائلاً، إن الطبيعة لا تكذب أبداً واتضح فنياً أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثاً، ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الاعتراف بهذه العلامة.

حتى جائت المفاوضات، فوقع أحد الضباط الاسرائيلين فى "زلة لسان" ، وذلك بعد أن قدم الجانب المصرى العرض الوافى فى إثبات أن العلامة 91 هذا هو مكانها الصحيح على قمة الجبل، قام الكولونيل زائيف، رقم 2 فى الوفد العسكرى الإسرائيلى، ليقدم الشرح الإسرائيلى، وأول جملة قالها: "معروف أن ضابط المساحة الإسرائيلى يبدأ دوماً عمله بالبحث عن المناطق العليا"، وهنا بهت شارون وقال له صارخاً: "توقف وانزل، انزل من على منصة الشرح"، وطرده خارج الجلسة، لأنهم كانوا مصممين على أن العلامة 91 فى الوادى (تحت) وليست (فوق) على قمة الجبل كما هى فى الحقيقة.

 

كان الجدول الزمنى للانسحاب المرحلى من سيناء بدأ  فى 26 مايو 1979، حيث رفع العلم المصرى على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط العريش رأس محمد وبدء تنفيذ اتفاقية السلام، وفى 19 نوفمبر 1979 تم تسليم وثيقة تولى محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها وتحرير الأرض وتحقيق السلام.

 

وفي  25 إبريل 1982 تم رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ايمن عبدالعزيز

التاريخ يخلد الابطال ويهين الخونه

في ذكري تحرير سيناء الحبيبه تحيه لكل جندي قاتل او استشهد او جرح دفاعا عن كل ذره رملل من ارضنا الحبيبه تحيه لكل يتيم او امراه ترملت او ام ثكلت في فلذه كبدها دفاعا عن سيناء تحيه الي كل مفاوض رفض التهاون في ذره رمل ولم يقل دي ارضهم وانا رجعت الحق لاصحابه التاريخ سوف يخلد الشرفاء الذين قاتلوا بشرف عن كل نقطه عرق وذره رمل وسوف يهين الذين باعوا ارضهم من اجل مكسب حقير ومن اجل مصالح شخصيه لهم اللهم احفظ مصر مابقيت الحياه 

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة