"سارة" تحدت إعاقاتها وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى التأليف

الأحد، 10 مارس 2019 07:00 ص
"سارة" تحدت إعاقاتها وحصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى التأليف "سارة" تحدت إعاقاتها وحققت تفوقها
القليوبية إبراهيم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"ليس المعاق معاق العقل والجسد.. إن المعاق معاق الفكر والخلق".. أبطال قهروا إعاقتهم ليس هذا فحسب بل سخروها لتكون دافع لهم ومحفز لتحقيق الذات، فهم لم يسكنوا أو يرتكنوا إلى الاستسلام بل قهروا التحدى بالمستحيل‏‏ وحققوا الإرادة بالأمل، وهو ما جعل الصعاب فريسة الإصرار والعزيمة، فهم قبلوا قدرهم دون اعتراض ومارسوا حياتهم ولم ينجحوا فقط بل تفوقوا وسارت حياتهم بمرها وحلوها إلى نهايات مبهرة.

"عهد الشيخ الكفيف اللى الناس بتعطف عليه دا انتهي.. ودلوقتى فاقدى البصر حققوا ذاتهم وفى كل المجالات".. بهذه الكلمات بدأت سارة محمد، فتاة من ذوى الإعاقة، إلا أنها لم تهتم لإعاقتها بل حولتها لدافع كبير، وحب الحياة وإثبات ذاتها ساعدها فى ذلك، ليس التغلب فقط على الإعاقة بل تسخيرها لإثبات ذاتها وخوض معارك كبيرة عرفت قدر صعوبتها فحقق انتصارا باهرا عليها، ولم تقف عند حد الانتصار بل سعت للتقدم أكثر وخوض معارك أكبر.

فى البداية قالت سارة محمد، فتاة من فاقدى البصر، لـ"اليوم السابع"، أنها منذ مولدها لم تر الدنيا، بل اعتمدت على رسم الصورة الخاصة بها من خلال المحيطين بها، مؤكدة أن البداية كانت صعبة على الأسرة إلا أنهم سرعان ما تداركوا الموقف، وبدأوا التعامل الطبيعى معاها، ولم يشعروها بأى تمييز، مشيرة إلى أن المساواة فى التعامل بينها وبين اشقائها كان له أكبر دافع على الاستمرار وإثبات الذات.

وأضافت "سارة"، أن الأسرة دعمتها بشكر كبير فى التغلب على فقدانها البصر، وبدأت مشوار التحدى، لتخوض تجربة الثانوية العامة، وبعدها الالتحاق بكلية الألسن قسم إيطالى، وذلك بسبب حبها للأدب الإيطالى، مدركة أن هناك تحديا كبيرا فى هذا القسم فى الكلية بأكملها، لكنها أصرت على المواصلة إثبات الذات، وتأكيد قدرتها على تحدى الأسوياء، قائلة "الإعاقة ليست فقدان إبصار أو حركة لكنها هى فقدان القدرة على العمل وإثبات الذات".

وتابعت "سارة"، أنها بدأت فى كتابة اسكتشات ومشاهد إلى أن صممت على خوض مسابقة "الحلم المصرى" فى 2017، وبالفعل فى عملية التأليف والتمثيل المسرحى بمسرحية "الثانوية العامية" 2017، والتى رصدت خلالها مشاكل الثانوية العامة بكافة جوانبها على الطلاب والمعلمين وبعبع الدروس الخصوصية، وعدم امتلاك البعض لرؤية محددة وفقدان طريقه، لتحصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية بأفضل نص مسرحى وأفضل أداء تمثيلى عن هذه المسرحية.

وأشارت "سارة"، إلى أنها لم تتوقف عن الأعمال بل بدأت فى كتابة مسرحية جديد حملت عنوان "ملح مسكر" وهى عبارة عن كوميديا ممزوجة بالدراما ولها هدف محدد، وتم عرضها فى ساقية الصاوى فى ديسمبر من العام الماضى، وحصلت على المركز الأول بين المسرحيات التى تم عرضها، فى حضور مجموعة من كبار الكتاب والفنانين ضمن لجنة التحكيم من بينهم الفنانة فردوس عبد الحميد.

ساره (1)

وأوضحت، أنها حاليا تستعد لكتابة مسرحية جديدة إلا أنها لم تحدد العنوان الرئيسى لها حتى الآن، إلى جانب العمل على ترجمة الأدب الإيطالى للغة العربية، إلى جانب المقالات لاهتمامها بالفكر الإيطالى وشغفها به، مشيرة إلى أنها حاليا تحصل على كورسات للترجمة السياسية الاقتصادية، مؤكدة أنها ستخوض كل التجارب وستسعى لتحقيق النجاح وإثبات الذات بها، وعدم انتظار نظرة شفقة او عطف من المجتمع.

وتمنت "سارة"، أن يتسع وعى المجتمع تجاه ذوى الإعاقة وعدم النظر لهم على أنهم عبء، بل إن فيهم العباقرة والأبطال وذلك من خلال إشراك ذوى الإعاقة انفسهم فى هذه الحملات، قائلة: "عهد الشيخ الكفيف اللى الناس بتعطف عليه دا انتهى، ودلوقتى فاقدى البصر حققوا ذاتهم وفى كل المجالات، وبدون الأسرة لم اكن لأحقق ما أنا فيه، وفيه كمية طاقة إيجابية رهيبة منحونى إياها، لأن الطاقة دى بتساعد على تحطيم الجبال، وكمان فيه ناس أصحاب من فاقدى البصر مقدروش يحققوا اللى انا فيه بسبب عدم امتلاكهم هذه الطاقة من الأسر".

ساره (1)

واستطردت، أن مثلها الأعلى الكاتب الكبير طه حسين، مشيرة إلى أنه خير مثال على قهر الصعاب وذكره التاريخ وسيظل يتغنى باسمه، مشيرة إلى أنه بإصدار الرئيس لقانون ذوى الإعاقة بمميزاته الكثيرة أصبح هذا الوقت هو العصر الذهبى لذوى العاقة ونتمنى المزيد من الرئيس وهو قادر على هذا بصدق.

 
 
ساره (2)
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة