على الرغم من الأجواء الحماسية التى سادت قبيل انعقاد القمة الثانية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ورئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، إلا أن هذه الأجواء انتهت إلى حالة من خيبة الأمل بعد انتهاء القمة دون اتفاق، مما يحرم ترامب من انتصار فى السياسة الخارجية كان فى حاجة ماسة إليه فى ظل الضغوط التى يواجهها فى الداخل.
فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيسان ترامب وجونج أون لم يتوصلا لاتفاق بعد اجتماعات عقداها على مدى يومين لكنهما أجريا محادثات بناءة بشأن نزع سلاح كوريا الشمالية النووى واقتصادها.
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض فى بيان "لم يتوصلا لاتفاق هذه المرة لكن فريقيهما يتطلعان للاجتماع فى المستقبل".
وظهرت علامات الفشل أولا مع تقليص المدة المقررة للمحادثات بين الرئيسين، قبل الإعلان رسميا عن عدم التوصل إلى اتفاق، وكانت كلمة السر وراء ذلك هى "العقوبات".
.jpg "754527-زعيم-كوريا-الشمالية-(2)")
وقال الرئيس ترامب فى المؤتمر الصحفى الذى عقده عقب انتهاء المحادثات، إن كوريا الشمالية لم تكن مستعدة لتقديم ما نريده لرفع العقوبات، موضحا أن الزعيم الكورى الشمالى يريد نزع السلاح النووى لكن فى مناطق محددة فحسب.
وأضاف الرئيس الأمريكى، قائلا إنه كان بالإمكان توقيع اتفاق لكن لم يبد ذلك ملائما، ولكن الأجواء ظلت ودية للغاية مع كيم فى ختام المحادثات. وتابع :" نحن فى وضع يتيح لنا فعل شيء مميز مع كوريا الشمالية، حيث كان لدينا أوراق جاهزة للتوقيع لكن فعل ذلك لم يكن من الصواب، قائلا "بحثنا تفكيك موقع يونجبيون وكيم أبدى استعداده لكنه أراد تخفيف العقوبات".
وأكد ترامب أيضا خلال المؤتمر، أنه لن يلتزم بقمة ثالثة بينه وبين رئيس كوريا الشمالية، وقال ردا على سؤال حول هذا الأمر "سنرى لو كان سيحدث".
وأشار ترامب خلال حديثه للصحفيين على أنه أمن التزاما مستمرا من كيم خلال عشاء معه أمس الأربعاء لوقف الصواريخ والاختبارات النووية. وقال ترامب عن كيم: "لن يقوم باختبار الصواريخ والنووى، أثق به وسأثق بوعده. وأمل أن يكون هذا صحيحا".
من ناحية أخرى، قال دبلوماسى أمريكى سابق رفيع المستوى، إن سبب انتهاء القمة بدون اتفاق هو غياب الإعداد لها. وأوضح جوزيف يوان، الدبلوماسى السابق والخبير فى شئون كوريا الشمالية، إنه بحكم خبرته فى العديد من القمم، فإنها عادة ما تنطوى على الكثير من العمل ويكون الاتفاق أمر مفروغ منه. لكن هذه المرة رأينا إعداد قليل للغاية وهو ما شعرت بالقلق بشأنه. فقمة سنغافورة لم يكن بها مادة تكون على الأقل أساس، وكان هناك بحث عن شىء ما.
وفى سياق آخر، ذكرت شبكة "سى إن إن" إنه فى أعقاب انتهاء قمة ترامب وكيم دون اتفاق، تضاءلت الآمال بتوقيع اتفاق سلام ينهى رسميا الحرب الكروية بعد أن توقف القتال عام 1953. لكن سيكون هناك تركيز جديد على هذا الأمر من قبل نواب الكونجرس.
وأشارت "سى إن إن" إلى أن النائب رو خانا تقدم مع 18 من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين بمشروع قانون يطالب بتسوية نهائية للحرب الكورية بع مضى 68 عاما. وفى بيان لها قالت شبكة سلام كوريا التى دعمت مشروع القرار إن الفضل فى التوصل إلى اتفاق لا ينبغى أن يتم التعامل معه على إشارة بأن الدبلوماسية لا ينجح.
