قبل انتخابات أبريل.. تعرف على الخريطة السياسية الجديدة فى إسرائيل.. تل أبيب تتجه نحو المزيد من التطرف.. "هيامين هحداش" حزب جديد لاستقطاب المتشددين.. جنرالات سابقون يدخلون المعترك السياسى للإطاحة بـ"نتنياهو"

الثلاثاء، 01 يناير 2019 10:49 ص
قبل انتخابات أبريل.. تعرف على الخريطة السياسية الجديدة فى إسرائيل.. تل أبيب تتجه نحو المزيد من التطرف.. "هيامين هحداش" حزب جديد لاستقطاب المتشددين.. جنرالات سابقون يدخلون المعترك السياسى للإطاحة بـ"نتنياهو" الخريطة السياسية الجديدة فى إسرائيل
كتب - محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل 3 أشهر من الانتخابات المبكرة التى ستشهدها دولة الاحتلال الإسرائيلى فى ربيع عام 2019 المقبل، تغيرت الخريطة السياسية داخل إسرائيل، حيث أعلن عدد من السياسيين تكوين أحزاب جديدة فيما دعا آخرون لتوحيد قوى اليمين المتطرف، بينما طفا على السطح قادة عسكريون سابقون قد يغيرون وجه الحياة السياسية بشكل كامل.

 

 

وخلال الـ 48 ساعة الماضية، أعلن وزيران فى حكومة اليمين الحالية فى إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو، تشكيل حزب جديد، حيث كشف وزير التعليم الإسرائيلى المتطرف نفتالى بينيت، ووزيرة العدل المتشددة، آيليت شاكيد، أنهما غادرا الحزب اليمينى الدينى "البيت اليهودى" لإطلاق حزبهما الجديد الذى يحمل اسم "هيامين هحداش" أى "اليمين الجديد".

 

حزب يمينى جديد

وفى مؤتمر صحفى عقداه فى تل أبيب، أكد الوزيران أن الحزب الجديد يتوجه إلى المتدينين وغير المتدينين "فى إطار شراكة فعلية".

 

"البيت اليهودى" حزب صهيونى دينى تأسس عام 2013 وله 8 نواب فى الكنيست من أصل 120، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق ما سبق أن وعد به رئيسه نفتالى بينيت بجذب الإسرائيليين غير المتدينين، وسميت آيليت شاكيد غير المتدينة نائبة لرئيس الحزب.

 

 

ويعتبر برنامج عمل "الحزب اليمنى الجديد مشابها جدا لبرنامج حزب "البيت اليهودى"، خاصة لجهة معارضة إقامة دولة فلسطينية.

 

ويعتبر محللون أن قادة الحزب الجديد يسعون إلى تقديم خيار جديد لليمين غير المتدين لجذب أصوات اليمين الوسط.

 

واعتبر بينيت ضمنا أن الناخبين الصهاينة المتدينين، وهم القاعدة الانتخابية لحزب البيت اليهودى، باتوا غير قادرين على تحسين وضع الحزب انتخابيا بسبب ولاء عدد كبير من أنصاره لحزب "الليكود" برئاسة نتنياهو.

 

 

وقال بينيت: "لقد فهم نتنياهو أن المجموعة الصهيونية المتدينة مضمونة له، وأن الأمر سيبقى كذلك بمعزل عن طريقة معاملته لأبنائها، فهم فى نهاية المطاف يقفون دائما إلى جانبه".

 

ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية مبكرة إسرائيل فى 9 أبريل 2019 المقبل.

 

 

وقالت شكيد، إنها وبينت سيقودان الحزب معا، بعد فشل البيت اليهودى بخلق شراكة بين العلمانيين والمتدينين.

 

وقال الوزيران، إن الحزب سيعمل "من أجل إسرائيل، بدون تسوية وضد قيام دولة فلسطينية". ووفقا لهما، "لو كان هذا الحزب قد قام قبل 13 عاما، لما حدث فك الارتباط".

 

اليمين المتطرف يدعو إلى توحيد القوى

فى السياق نفسه قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن الناشط اليمينى المتطرف، إيتمار بن جفير، أحد قادة حزب "القوة اليهودية"، دعا أعضاء الاتحاد القومى، الوزير أورى أريئيل، وعضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش، على الانسحاب من "البيت اليهودى" والانضمام إلى حزبه قبل انتخابات الكنيست.

 

يأتى ذلك على خلفية انسحاب الوزير نفتالى بينت والوزيرة اييلت شكيد، من البيت اليهودى وإعلان تشكيل الحزب الجديد.

 

 

وقال بن جفير ورفاقه فى "القوة اليهودية" إن "اليمين الجديد لا يحمل أى شيء جديد. ومحاولة بينت التهرب من مسئوليته عن الحكومة التى قالت إنها يمين وعملت كيسار، هى مسألة مثيرة للشفقة".

 

وأوضحت كتلة "الاتحاد القومى" أنها فى الوقت الحالى لا تنوى الانسحاب من البيت اليهودى وستواصل التعاون مع أعضاء البيت اليهودى ومع "قوى إضافية" من أجل "قيادة قائمة كبيرة وموحدة تعكس قيم الصهيونية الدينية والمعسكر القومى".

 

وحزب "القوة اليهودية"، الذى كان فى الماضى يُدعى "القوة لإسرائيل"، يجرى اتصالات مع إيلى يشاى وحزبه "ياحد"، الذى خاضوا الانتخابات معه فى المرة الماضية - لكنهم فشلوا فى تجاوز نسبة الحسم.

 

 

ويذكر أنه فى عام 2009، تمكن فصيل من جماعة "كهانا" (الذى كان مؤسسا لحزب "القوة لإسرائيل") من دخول الكنيست فى تحالف مشترك مع الاتحاد القومى، وضمت الكتلة فى حينه أورى أريئيل وأرييه إلداد وميخائيل بن آرى.

 

وتجرى الاتصالات، أيضا، مع حزب "هوية" بقيادة موشيه فايجلين، لكنه أعلن أنه لا ينوى الانضمام إلى تحالف - وفى هذه المرحلة لا يبدو أنه سيكون جزءا من المفاوضات.

 

الليكود واتهمات لـ بينت - شكيد

وعقب العديد من نواب اليمين واليسار على إعلان بينت وشكيد عن إقامة الحزب اليمينى الدينى العلمانى جديد، ووصف حزب الليكود الحزب الجديد بأنه خطر على اليمين ودعا ناخبيه إلى دعم نتنياهو.

 

وجاء فى بيان لليكود أن "من يريد التأكد من أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة يمينية برئاسة نتنياهو وليس حكومة يسارية برئاسة "لبيد – جانتس – جباى"، ويجب أن يصوت فقط لصالح الليكود برئاسة نتنياهو.

 

 

وكتبت وزيرة الثقافة اليمينة المتشددة، ميرى ريجيف، على صفحتها من موقع "الفيسبوك" تقول: "فى السنوات الأخيرة، أطلق بينت وشكيد النار داخل المدرعة، والآن يتخليان عن البيت ويلتفان على الصهيونية الدينية."

 

فيما كتب وزير المالية موشيه كحلون بعد الإعلان عن الحزب الجديد: "حزب قطاعى آخر. فى الدورة الأخيرة، عمل بينت وشكيد كاتحاد قطاعى سعى إلى الانفصال والاستقطاب فى الجمهور الإسرائيلى. إسرائيل بحاجة فقط إلى حزب يضع الإسرائيلى فى المركز".

 

اليسار يهاجم اليمين العنصرى

فيما انتقد المعسكر اليسارى هذه الخطوة، حيث قال رئيس كتلة المعسكر الصهيونى، يوئيل حسون، إن "بينت هو سموطريتش وشكيد هى بتسلئيل - لا يوجد شيء جديد تحت الشمس، هذه هى نفس القيادة المتطرفة التى أضرت بالديمقراطية الإسرائيلية وساعدت على تحويل إسرائيل إلى دولة مظلمة. بينت وشكيد متطرفان مع سموطريتش أو من دونه".

 

بينما قالت رئيسة حزب "ميرتس" اليسارى، تمار زاندبرج، "إن اليمين الجديد هو يمين عنصرى محرض وخطير، حزب يمثل شراكة حقيقية بين أولئك الذين يريدون تدمير الديمقراطية وأولئك الذين يريدون تدمير العلمانية".

 

 

وكتبت عضو الكنيست ستاف شفير من "المعسكر الصهيونى" اليسارى" على تويتر: "دعكم، أنا لا أتدخل فى كيفية تقسيم اليمين المتطرف لأصواته".

 

وجاء ذلك فى رد ساخر على تصريح رئيس الحكومة نتنياهو "أنا لا أتدخل فى كيفية تقسيم اليسار لأصواته"، والذى قاله بعد إعلان رئيس الأركان الإسرائيلى السابق بينى جانتس عن تشكيل حزب جديد.

 

 

تحالف قادة عسكريون ضد نتنياهو

وفى سياق آخر، قال تقرير لصحيفة "هاآرتس" أن وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون، الذى سيخوض انتخابات الكنيست فى قائمة جديدة، أعلن، مؤخرا أنه لن ينضم إلى ائتلاف برئاسة بنيامين نتنياهو.

 

موشيه يعالون وجانتس
موشيه يعالون وجانتس

 

وأكدت التقارير التى تحدثت عن أنه يتفاوض من أجل خوض الانتخابات فى قائمة مشتركة مع رئيس الأركان السابق بينى جانتس، وقال: "إننا نتحدث منذ ما قبل إعلان الانتخابات من أجل التوصل إلى جدول أعمال مشترك. ما يتم الإبلاغ عنه الآن هو مجرد بداية. إن ما يجمعنا هو الفهم بأن ما يحدث لنا من الداخل يشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل".

 

 

وأضاف يعلون أن توقيت عملية الدرع الواقى لتدمير أنفاق حزب الله على الحدود اللبنانية أمر سياسى. مضيفا أن "التهديد الأكثر أهمية اليوم لا يأتى من إيران أو حزب الله أو حماس أو داعش. ويل لنا إذا واصلنا الجدال حول الموضوع الإسرائيلى - الفلسطينى وتركنا الأمور الأخرى".

 

ظهور "حركة الاحتجاج لقيادة الدولة"

فيما أعلن النائب بالكنيست إلداد يانيف، عن تأسيس حزب جديد يسمى "حركة الاحتجاج لقيادة الدولة".

وسيتم تشكيل الحزب الجديد على أساس هيكل حزب "دولة جديدة" الذى ترأسه يانيف فى انتخابات الكنيست الـ19. وقد حظى حزب "دولة جديدة" بشعبية كبيرة فى الشبكات الاجتماعية، لكنه حصل على أكثر بقليل من 26000 صوتا، ولم يتجاوز نسبة الحسم.

ولا يخشى يانيف من تكرار "إحراق الأصوات" فى المعسكر اليسارى وقال لصحيفة "هاآرتس": "هذه المرة سنفوز".

 

وكتب يانيف على تويتر: "لأننا حاربنا طوال عامين فى الشوارع، لأننا نحب هذا البلد كثيرا، ولأن جميع السياسيين القدماء والفاسدين يجب أن يعودوا إلى بيوتهم، ولأنه حانت اللحظة لقيام أناس جدد وحقيقيين بقيادة الدولة".

 

جانتس يطلق حزب "الصمود لإسرائيل"

وكان قد أطلق رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى السابق بينى جانتس خلال المؤتمر الصهيونى العالمى السنوى فى القدس، مؤخرا، دخوله الرسمى للمشهد السياسى فى إسرائيل، وقام بتسجيل حزبه السياسى الجديد الخميس الماضى، فى خطوة تؤكد على مخططاته الترشح لانتخابات الكنيست فى أبريل 2019.

 

وفى أول بيان صحفى يصدر نيابة عن جانتس، قال طاقمه الانتخابى أن اسم حزبه باللغة العبرية سيكون "حوسن ليسرائيل"، الذى يعنى بالعربية "الصمود لإسرائيل".

 

 

ويسعى الحزب إلى "متابعة تطوير وتعزيز إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية بحسب رؤية إسرائيل كما يتم التعبير عنها فى وثيقة الاستقلال، مع إنشاء وتغيير الأولويات الوطنية فى مجالات التعليم، تطوير البنية التحتية الوطنية، الزراعة، سيادة القانون والأمن الداخلى، السلام والأمن"، بحسب وثيقة التسجيل.

 

ويبدو جانتس كمنافس مفاجئ مع بدء الحملة الانتخابية، وأشارت استطلاعات أن حزب المعسكر الصهيونى الوسطى يسارى وحزب "يش عتيد" الوسطى يمكنهما تشكيل تحدى واقعى لحزب "الليكود" بقيادة رئيس الوزراء الحالى بنيامين نتنياهو فقط فى حال انضمام جانتس إلى صفوفهم.

 

 

وفى يوم الأربعاء الماضى، مع حل الكنيست رسميا وتحديد الانتخابات فى موعد 9 أبريل، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن جانتس كان يجرى محادثات معه موشيه يعالون، الذى تولى أيضا قيادة الجيش فى الماضى وكان وزير دفاع، بهدف تشكيل تحالف سياسى وسطى جديد فى الانتخابات.

 

وأشار الإعلام العبرى إلى أن المحادثات فى "مراحلها الأولى"، وأنها تدور حول قيادة الرجلين لأحزاب منفصلة تجتمع لخوض الانتخابات تحت قائمة مشتركة فى الكنيست.

 

 

وأفادت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلى، أن جانتس سنوى ضم مدير مستشفى شيبا، البروفسور يتسحاك كرايس، الضابط الطبى الأول سابقا فى الجيش.

 

وتم الإشارة أيضا إلى المربية والناشطة الاجتماعية خيلى تروبر، وميخائيل بيتون، رئيس بلدية بلدة يروحام فى النقب، كقادة محتملين فى حزب غانتس.

 

جانتس
جانتس

 

وفى المقابل، نفى رئيس المعسكر الصهيونى آفى جاباى، متحدثا مع قناة "حداشوت" الإسرائيلية التقارير التى صدرت فى اليوم السابق بأنه عرض على غانتس المكانة الأولى فى حزبه، وتعهد البقاء فى قيادة الحزب. وردا على ثلاثة اسئلة حول عرضه التنحى لصالح جانتس، رد جاباى بـ "لا"  فى ثلاث المرات.

 

ويترأس جاباى حزب العمل، الذى يشكل مع حزب "هاتنوعا" أى الحركة، بقيادة تسيبى ليفنى قائمة المعسكر الصهيونى.

 

 

وأعلن يعالون، الأسبوع الماضى أنه ينوى إنشاء حزب خاص به، بينما قال رئيس الوزراء السابق ايهود باراك،– الذى أيضا كان قائدا للجيش فى الماضى، أنه قد يحى عمله السياسى فى حال تشكيل كتلة وسطية يسارية لتحدى رئيس الوزراء.

 

وغادر جانتس (59 عاما) الجيش الإسرائيلى عام 2015 بعد ولاية 4 سنوات فى قيادته، شهدت حرب غزة عام 2014.

 

 

وقد تعهد يعالون، رئيس هيئة أركان متشدد سابق وعضو سابق فى الليكود، تحدى نتنياهو منذ طرده من منصبه كوزير دفاع من قبل رئيس الوزراء عام 2016، ليستبدله بافيجادور ليبرمان.

 

واستقال يعالون من حزب الليكود الحاكم والكنيست بعد ذلك، وكثيرا ما ينتقد نتنياهو منذ ذلك الحين وقد لمح إلى نيته العودة إلى السياسة لمنافسته.

 

استطلاعات الرأى

وبعد إعلان تشكيل الأحزاب الجديدة فى الساحة السياسية الإسرائيلية، رجحت استطلاعات القنوات التلفزيونية أن "اليمين الجديد" سيفوز بـ 6 إلى 14 مقعدا، بينما حزب البيت اليهودى، الذى لا يزال بدون قائد فى هذه المرحلة، لا يتجاوز نسبة الحسم فى بعض الاستطلاعات. وفى المقابل، يواصل المعسكر الصهيونى فقدان قوته ويفوز بـ 8 إلى 9 مقاعد.

 

 

وقال استطلاع هيئة البث الإسرائيلية، إن الليكود سيحصل على 27، يوجد مستقبل 16، اليمين الجديد 14، حصانة لإسرائيل (جانتس) 13، القائمة المشتركة 12، المعسكر الصهيونى 9، يهدوت هتوراة 7، كلنا 7، ميرتس 6، جيشر (أورلى ليفى أبكسيس) 5، شاس 5. أما يسرائيل بيتنا والبيت اليهودى فلا تجتازان نسبة الحسم.

 

 

بينما قال استطلاع القناة العاشرة الإسرائيلية، إن الليكود سيحصل على 31، حصانة لإسرائيل (جانتس) 15، القائمة المشتركة 13، يوجد مستقبل 12، المعسكر الصهيونى 8، اليمين الجديد 8، يهدوت هتوراة 7، كلنا 6، شاس 5، ميرتس 5، جيشر (أورلى ليفى أبكسيس) 5، يسرائيل بيتنا 5، البيت اليهودى لا يجتاز نسبة الحسم.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة