عصام إدريس يكتب : على هامش المونديال .. الدروس المستفادة من خروج منتخب البرازيل

الثلاثاء، 10 يوليو 2018 06:00 م
عصام إدريس يكتب : على هامش المونديال .. الدروس المستفادة من خروج منتخب البرازيل  مبارة البرازيل وبلجيكا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد خروج  منتخب البرازيل من المنافسة الرياضية الأكثر زخما على مستوى كوكب الأرض، يمكنني أن أسجل اعتراضي على بعض المصطلحات التي يستخدمها معظمنا دون ان ندرك تأثيرها على تفكيرنا وصناعة توجهاتنا.

لم تخرج البرازيل من المنافسة ولكن من خرج هو المنتخب البرازيلي، فينبغي علينا أن ندرك جيدًا بأن نجاح منختبا كرويا لدولةٍ ما لا يقدم اضافة ملموسة لشعب تلك الدولة، فليس من بين ما أعلم، أن الجوائز الرياضية للأندية والمنتخبات، يتم توزيعها على مشجعي تلك الفرق الرياضية، كلًا بحسب شدة تصفيقه.

لكن على الطرف الآخر ، يمكننا أن ندرك جيدًا أن ذلك المحفل الكروي قد تجاوز حد المعقول منذ زمنٍ بعيد، حتى أني استغرب كيف لتلك الدول التي تعتنق الفلسفة البرغماتية في إدارة شؤونها وتحديد معالم مجتمعاتها، كيف يمكن لها أن تدعم تشاطا كهذا لا يعود على الدول بدخلٍ يوازي حجم  التكلفة المترتبة عليها ...

ولعل من بين الفوائد التي يمكن استخلاصها من خروج منتخب السامبا من المنافسة أيضا، هي أن الصيت والشهرة والتاريخ، ليسوا من بين أنواع الوقود التي يمكن لمركبات الإنجاز والتفوق أن تدير مكائنها بواسطتها، فالتميز لا يقتات إلا على وقود التخطيط الجيد والإعداد المناسب المرتكزان على أهدافٍ محددة، والأمر هنا شأنه شان الدول والمؤسسات بل وحتى الأفراد، كذلك فإنه ليس من بين بنود السيرة الذاتية لعظماء هذا الكوكب غالبًا أن ذكر أحدهم أنه من أحفاد  فلان أو فلان، لأن مضمار النجاح لا يحتوي بندًا يخصص مساراتً يسيرة خاصة بأبناء وأحفاد كبار الناجحين، ولعل الكثير سيختلف معي بأنه ليس من بين العوامل الرئيسة الرئيسية التي تتحكم في نهضة الأمم عامل التاريخ ، فهانحن نجد دولة مصطنعة كالولايات المتحدة الأمريكية وكيان لا أساس له كالكيان الصهيوني يتحكمان- ولست أبالغ في ذلك - في كوكب الأرض كاملا مع العلم أن لبس لكليهما تاريخا يدعم ذلك التفوق الذي حققاه، وأني أنظر للتاريخ كفائدة ودروس ينبغي الأخذ بما جاء فيها لصناعة المستقبل ليس أكثر.

ولكي لا اطيل الحديث، سأكتفي بالفائدة الثالثة من خروج المنتخب البرازيلي من المونديال، وهي أن فرق العمل لا يمكنها أن تعبر نحو القمم اعتمادا على بعض اجزاءها دون أن يكون باقي أعضاء الفريق أهلا للاستفادة من مهارات جزئية داخل الفريق، وهو ما كان واضحًا جدا في خروج منتخبات تضم في فرقها أسماءً تعد الاشهر عالميًا مثل محمد صلاح ، رونالدو، ميسي ونيمار .

الخلاصة أننا نحتاج لأن نُعلِم الأجيال القادمة كيف يمكنها أن تحدد جيدا معالم شخصيتها، وكيف يرسم أبناؤها مستقبلهم من خلال أهدافهم الواقعية، وأن نعيد ترتيب سُلّم القيم -الأولويات- لكي لا نتجاوز حدود العقل والمنطق في مسيرة مجتمعاتنا نحو الريادة، اعتمادًا على الانسان أولًا  .

 

  

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة