اللغات النادرة..الباب الخلفى لعمل الأجانب بالسياحة.."المرشدين السياحيين": بعض الشركات تتحايل على القانون لاستخراج تصاريح لهم..ولا رقابة على المعلومات المقدمة للسياح..وتؤكد:نعانى نقصًا بلغات محددة نطالب بتدريسها

الجمعة، 04 مايو 2018 04:00 ص
اللغات النادرة..الباب الخلفى لعمل الأجانب بالسياحة.."المرشدين السياحيين": بعض الشركات تتحايل على القانون لاستخراج تصاريح لهم..ولا رقابة على المعلومات المقدمة للسياح..وتؤكد:نعانى نقصًا بلغات محددة نطالب بتدريسها حسن النحلة نقيب المرشدين السياحيين
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم إتقان المرشدين السياحيين المصريين 35 لغة من إجمالى 7 آلاف و400 لغة حول العالم، وتسجيلهم بهذا العدد أكبر عدد من اللغات التى توفرها دولة للسائحين، فى الوقت الذى قد تتجاهل فيه دول مثل ألمانيا توفير مرشد يتحدث بالعربية للسائحين من الدول الناطقة بها، لم يكن ذلك شفيعا لدى بعض شركات السياحة، والذين يجدون فى قانون الإرشاد السياحى رقم 121 لسنة 1983، بعض الثغرات التى تمكنهم من إخراج تصاريح للترجمة لبعض اللغات النادرة، ليسمحوا لبعض الأجانب بالعمل فى السوق المصرى، وتجاهل المرشدين السياحيين الحاصلين على تراخيص مزاولة المهنة، يأتى ذلك بالتزامن مع صعوبة دراسة المرشد السياحى لأحد تلك اللغات النادرة، لعدم وجود متخصصين، وتفضيل شركات للأجانب عن المرشد المصرى.
 

مرشد سياحى يسافر الدنمارك لتعلم لغتها فى مدارس اللاجئين

 
نادر أحمد منصور، مرشد سياحى للغة الدنماركية -إحدى اللغات النادرة- قرر فى عام 2006 السفر إلى الدنمارك، لتعلم تلك اللغة التى تحظى بعدد محدود من المرشدين السياحيين الناطقين لها، الذى روى تجربته لـ"اليوم السابع"، فقال: لغات الدول الاسكندنافية للأسف لا يتم تدريسها فى مصر، نظرا لطبيعة تلك الشعوب المنغلقة، فدولة مثل الدنمارك يصل عدد سكانها حوالى 5.5 مليون نسمة، والنرويج 6 ملايين تقريبًا، وهذا ما يجعل الإقبال على تلك اللغة محدود، بالإضافة إلى عدم وجود مراكز ثقافية لهم فى مصر كباقى الدول، وكان هناك عدة محاولات لعمل ذلك إلا أن جميعها لم تنجح، من بينها تجربة للنقيب السابق للمرشدين السياحيين ثروت حسنين والذى حاول تدريس تلك اللغات النادرة، ولم يتعلم سوى مرشدين فقط".
 
وأضاف منصور: "سافرت للدنمارك بعد علمى من صديق لى يعيش بها، بوجود مدارس لتعليم اللاجئين والمهاجرين، لتعليمهم ثقافة الدنمارك، وسافرت فى 2006، لمدة سنة ونصف، التحقت بمدرسة بمصروفات مرتفعة جدا، وكنت أدرس 4 حصص سعر الواحدة منهم حوالى 1200 جنيه مصرى، وكنت أتحمل كافة المصروفات من نفقتى الخاصة، كنت أعمل وقتها فى إحدى شركات السياحة والتى ساعدتنى بشكل كبير فى تحسين مستوى اللغة لدى، وفى خلال 7 أشهر تعلمت اللغة الدنماركية"، لافتا إلى أن شركة حاولت تحمل تكلفة سفر مجموعة من المرشدين السياحيين لتعلم اللغات النادرة، لكن التجربة فشلت لآنها لم توظفهم، مؤكدا أن أفضل طرق تعلم اللغات النادرة هو السفر إلى الخارج لصعوبة وجود متخصصين للتدريس فى مصر، بجانب إلمام المرشد بالثقافات المختلفة لتلك الشعوب والتى تنعكس على مستوى عمله.
 

تحايل الشركات على القانون لتشغيل الأجانب بالإرشاد السياحى

 
"لا يوجد فى العالم كله، أن يتحدث مرشدين سياحيين بأى دولة 35 لغة، مثل مصر، إلا أن هذا لا يلغ أهمية التوسع فى دراسة اللغات فى كليات السياحة والفنادق"،  هذا ما أكده بشار أبو طالب نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، مشيرا إلى أن محاولة اللحاق باللغات أمر مستحيل لبلوغ عددها حول العالم 7 آلاف و400 لغة، لافتا إلى أن مصر الدولة الوحيدة التى لديها مرشد يتحدث اللغة المالطية، و2 مرشدين يتحدثن اللغة البولغارية، مؤكدا أن المشكلة مع تلك اللغات النادرة هو تحايل بعض شركات السياحة على قانون النقابة وثغراته، لإصدار تراخيص ترجمه للأجانب للغة مثل "الكونتنيز" الخاصة بهونج كونج، اعتمادا على قرار وزارى سابق، إلا أن ذلك يهمش دور المرشد السياحى المصرى، ويعطى الفرصة أمام الأجنبى لكسر الفيزا الخاصة به، والتمسك بالعمل بدلا من المرشد المحلى، بالمخالفة للقانون.
 

شركات تعتمد على روسيات فى الترجمة بدلاً من المرشدين السياحيين

ولفت أبو طالب، إلى أن الشركات رغم وجود 400 مرشد سياحى باللغة الصينية، إلا أنهم يتمسكون بإصدار التراخيص للغة "الكونتنيز"، أو اللغة "اللتوانية" رغم أن لتوانيا بلد صغيرة وأغلب سكانها يتحدثون الروسية، أو الإنجليزية، مضيفا: "وفى الغردقة إحدى الشركات تعمل على الأفواج الأوكرانية، وتعتمد على بنات روسية فى الترجمة، بدلا من المرشدين السياحيين المصريين، بجانب الاعتماد على تورليدر بولغارى ورومانى، كل هذا يجعل من حق النقابة تحريك دعوى قضائية على وزارة السياحة، وصدور حكم لصالحنا وقصر حق إصدار تراخيص الترجمة على النقابة، هو أمر مضمون، خاصة أن ذلك حق أصيل لها".
 
وأشار إلى ضرورة الاتجاه إلى التوسع فى عدد اللغات فى كليات الإرشاد السياحى، وعمل اتفاقيات مع كليات الألسن والنقابة للدمج بين الكليتين، بجانب منح وزارة السياحة منح للمرشدين للدراسة بالخارج لمدة 6 أشهر ثم العودة للعمل فى مصر لتعلم اللغات المختلفة.
 

لا رقابة على المعلومات التى يقدمها الأجانب العاملين بالإرشاد للأفواج السياحية

 
وأكد نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر أن الإرشاد السياحى مهنة أمن قومى، فى حين أن الأجانب يعملون دون رقابة على المعلومات التى يقدمونها للأفواج السياحية، موضحا أن القانون لا يسمح بترحيلهم إلا فى حالات محددة، بجانب أن الأجنبى يتعمد كسر الفيزا ويدفع الغرامة 125 جنيه، ويسافر بعد حصوله على فرصة عمل المرشد السياحى المصرى بمرتب أضعاف المصريين.
 

مرشد واحد فقط للفنلندى وآخر للتركى و2 للبولغارى فى مصر

 
وفى سياق مُتصل، قال أمير العتمة، وكيل نقابة المرشدين السياحيين، لـ"اليوم السابع"،: " 18 ألف مرشد سياحى يعملون فعليا بالسياحة، من بينهم 7 مرشدين فقط يتحدثون نرويجى، والسويدى 23، والدنماركى 16، ومرشد واحد فقط للفنلندى، وأخر للتركى، و2 للبولغارى، ولا يوجد مرشد يتحدث لغة هونج كونج نظرا لتميزهم بلغة خاصة بهم، بالإضافة إلى الصيربى، واللتواني، مما يجعل بعض الشركات تعتمد على التولاليدر الأجنبى".
 

مطالب للكليات بالتوسع فى تدريس اللغات

 
وأوضح أن جود أعداد محدودة فى تلك اللغات النادرة يرجع إلى أن الكليات لا تؤهل لسوق العمل، مطالبا بالتعاون بين النقابة والكليات، ووضع ضوابط لقبول الدفعات الجديدة طبقا للغات التى يحتاجها السوق، على أن يتم توفير مدرسين لهم، مؤكدا أن استمرار قبول طلاب ليتخرجوا جميعا يتحدثون الإنجليزية فقط أصبح أمر غير مقبول، وأدى إلى عدم إيجاد الكثير منهم لفرصة عمل.
 
من ناحيته، قال حسن النحلة، نقيب المرشدين السياحيين، إن سوق الإرشاد مكتظ باللغات "الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالى، الأسبانى"، مطالبا الطلاب بالتوجه إلى دراسة اللغات النادرة، ليمكنوا من الحصول على فرصة عمل حقيقية، ولدعم النقابة فى إيجاد حل لندرة المرشدين السياحيين المصريين فى بعض اللغات النادرة، مثل: "الدنماركى، النرويجى، السويدى، الفنلندى"، أسيا" أندونيسيى، الماليزى، البورتغالى"، أوروبا الشرقية "الصيربى، الرومانية، المجرية، البولندية، الاتشيكية، السولفانية، التايلندى، والصينى حال زيادة نسبة السياحة الصينية، مؤكدا أن تلك الأسواق واعدة وتعمل بشكل جيد.
 

نقيب المرشدين: 10 لغات نادرة قادرة على استيعاب 10 آلاف مرشد سياحى

 
أكد النحلة، أن أكثر من 10 لغات نادرة قادرة على استيعاب أكثر من 10 آلاف مرشد سياحى، فى الوقت الذى يعمل فيه 8 آلاف مرشد سياحى باللغة الإنجليزية، وأكثر من ألفى مرشد أسبانى وفرنساوى وألمانى، مضيفا: " بصفتى عضو بلجنة المجلس الأعلى للجامعات قطاع السياحة، نرغب فى عقد اجتماع مع مجالس الكليات، ليتم التواصل مع السفارات الخاصة لهذه الدول المعنية باللغات النادرة، لتوفير مدرسين لفترات زمنية محددة داخل هذا الكليات وقسم الإرشاد السياحى، ووضع خطة لتوفير متخصصين فى تلك اللغة، لتأهيل الطلاب لسوق العمل، لحين توفير أعضاء هيئة تدريس مصريين يتحدثون تلك اللغات بشكل منتظم، وقتها يمكن تغيير لائحة التعليم العالى بجعل اللغات الأولى التى تدرس للطلاب فى الإرشاد السياحى هى اللغة النادرة، وفى حال تطبيق تلك الخطة، يمكننا تحقيق الإكتفاء فى كل اللغات النادرة مع مطلع 2025، ونتمكن من وقف كل العمالة الأجنبية فى كل اللغات".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة