هل بيد الأوروبيين حيلة لإنقاذ الاتفاق؟ خيارات بروكسل لمعالجة تداعيات انسحاب ترامب من الاتفاق النووى محدودة.. واشنطن بوست: جون بولتون أخبر الثلاثى الأوروبى "بشكل مهين" بأن أمريكا لن تعفى شركاته من العقوبات

الثلاثاء، 15 مايو 2018 05:21 م
هل بيد الأوروبيين حيلة لإنقاذ الاتفاق؟ خيارات بروكسل لمعالجة تداعيات انسحاب ترامب من الاتفاق النووى محدودة.. واشنطن بوست: جون بولتون أخبر الثلاثى الأوروبى "بشكل مهين" بأن أمريكا لن تعفى شركاته من العقوبات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
كتب: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لحظة حالكة تمر بها أوروبا بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووى، وبعد أن فشلت خيارات موازنة المصالح التجارية والرأسمالية مع العلاقات الاستراتيجية بالإدارة الأمريكية، وبعد أن تلقت أوروبا ردودا "مهينة" من واشنطن بعدم إعفاء شركاتها من العقوبات الموقعة على إيران بموجب قرار الانسحاب.

 

الأوروبيون ممتعضون

فمن جانبها رأت جريدة واشنطن بوست أن الحلفاء الأوروبيين ممتعضون من قرار انسحاب ترامب من الصفقة النووية الإيرانية ولكن ليس أمامهم سوى خيارات قليلة للرد، موضحة أن كلا من أصدقاء أمريكا الثلاثة فى أوروبا - بريطانيا وفرنسا وألمانيا – على حافة الغضب والسخط من سياسات الولايات المتحدة تجاه الاتفاق.

 

 

وأوضحت الجريدة فى تقرير لها بثته من خلال موقعها على الإنترنت أن حزمة من الاجتماعات والمكالمات الهاتفية جرت فيما بين الثلاثى الأوروبى خلال الأسبوع الماضى، تناولت ما يمكن أن يفعله قادة أوروبا بشأن انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاق النووى مع إيران وخططه لفرض عقوبات على شركاتهم التى تواصل القيام بأعمال هناك، وكان الجواب، كما يخشون، إن الخيارات ليست كثيرة.

 

ونقلت الجريدة عن أحد المسؤولين الأوروبيين قوله إن الاوروبيين يمكنهم أن يتراجعوا بمرارة متجهم، لكنهم يدركون أن ذلك لن يحقق الكثير، كما يمكنهم أن يطالبوا بالإعفاءات من العقوبات التى قالت الإدارة الأمريكية إنها ستطبقها على أى شركة أوروبية تتاجر مع إيران والولايات المتحدة. ولكن قيل لهم، بشكل واضح ومذل: "إنه لن تكون هناك إعفاءات".

 

البدائل الأوروبية

وفيما يتعلق بالبدائل الأوروبية يمكن البحث عن طرق للحفاظ على الصفقة من خلال تقديم التمويل والضمانات الأخرى للاستثمار الأوروبى فى إيران. ولكن حتى لو نجحت هذه الآليات - مع القليل من الاعتقاد بأنها ستنجح - فإن الأوروبيين لم يقرروا بعدُ مدى استعدادهم للدخول فى صدام مع واستعداء للرئيس ترامب.

 

 

ونقلت الجريدة عن وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون يوم الاثنين بعد اجتماع مع نظيره الفرنسى قوله "إنهم مصممون على الحفاظ على جوهر الصفقة النووية بدون الولايات المتحدة". وقال جونسون يوم الثلاثاء إن القوى الأوروبية الثلاث ستجتمع فى بروكسل مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبى ومع وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف لمناقشة "كيف نقترح بالضبط المضى قدما فى ذلك المنحى".

 

لكن الأمر سيتطور على نحو ما يوم الأربعاء، إذ يجتمع رؤساء الحكومات من جميع دول الاتحاد الثمان والعشرين، وستجتمع الدول فى العاصمة البلغارية، صوفيا، حيث سيتحدثون عن اتفاق إيران والشكوى المنفصلة مع الولايات المتحدة حول التعريفات الجمركية التى تلوح فى الأفق حول الفولاذ والألمنيوم، خاصة أن ترامب فرض عليهما زيادة فى الرسوم الجمركية.

 

تردد أوروبى

الجريدة ترى أن الأوروبيين مترددون فى تعميق الجرح، حتى وهم يريدون من الولايات المتحدة تحمل مسؤولية التئام الجرح. وقال جونسون: "من الأهمية بمكان أن نستمر فى التعامل مع الولايات المتحدة ونستمر فى الاستفسار من أصدقائنا فى واشنطن"، لمعرفة كيف تعتزم الإدارة تحقيق ما يقول ترامب إنه يريده، وهو صفقة جديدة مع إيران تعمل على إصلاح عيوب خطة العمل الشاملة المشتركة.

 

 

ويقول المسؤولون حتى الآن إنهم لا يعرفون كيف تخطط الإدارة لتحقيق ذلك. وقال أحد المسؤولين الأوروبيين الذين ناقشوا الموضوع الحساس، بعد أن اشترط عدم ذكر اسمه: "لم نسمع أى شىء قريب من استراتيجية محددة بخصوص التعامل مع ترامب".

 

وأعلن ترامب عن الانسحاب من الصفقة يوم الثلاثاء الماضى 8 مايو، وفى إحاطة إعلامية متابعة من قبل مستشار الأمن القومى جون بولتون، قالت الإدارة الأمريكية إنها تريد البدء فورا فى محادثات حول صفقة جديدة. وهاتف بولتون، كما وعد، نظراءه البريطانيين والفرنسيين والألمان يوم الأربعاء 9 مايو، لكن تلك المحادثات، كما قال المسؤولون الأوروبيون، ركزت بشكل كامل تقريباً على إصرار الولايات المتحدة على أنه لن تكون هناك إعفاءات من العقوبات على الشركات الأوروبية.

 

وفى المحصلة يتضح أنه لا بدائل أمام صناع القرار فى إيران وحلفائهم الأوروبيين سوى التهدئة المرحلية مع الإدارة الأمريكية تفاديا للسيناريو الأسوأ والذى لم يات بعد وهو سيناريو الـ"شىء ما" الذى تحدث عنه ترامب مخاطبا إيران ما لم تستجب إلى مطالبات الجلوس على طاولة المفاوضات وتعديل الاتفاق المثير للجدل.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة