الصورة الذهنية عن الكاتب فى عالمنا أنه شخص منعزل يعيش بين أكوام متكدسة من الكتب، يقرأ ويقرأ ويحاور شخصياته المختيلة.. صور عديدة يرسمها لك أى شخص قد تسأله عن توقعاته لهذه الصورة، على عكس ذلك ستجد الصورة الذهنية للفنان أو اللاعبين، فهم أشخاص يهتمون جيدًا بمظهرهم، ويلتقطون الصور أثناء ممارستهم للرياضة "الجيم"، إلا أن هذه الصورة المتخيلة عن الكاتب العربى تحديدًا، تتعرض للهدم دوما، وستجد دلالاتها، خاصة وأننا فى عالم يعيش على مواقع التواصل الاجتماعى.
الكاتب الإرترى حجى جابر أحد هؤلاء الكتاب العرب الذين كسروا هذه الصورة الذهنية عن الكاتب فى عالمنا، ففى الوقت الذى ينشغل فيه أغلب الكتاب بالعمل على كتابة رواية تحظى بشهرة واسعة بين جماهير القراءة، ولا بأس من حصولها على جائزة ذات سمعة كبيرة، فإن حجى جابر لديه اهتمامات أخرى.
اهتمامات حجى جابر، الذى يتكئ على ثلاث روايات حققت له شهرة فى الوسط الأدبى وحصل على جائزة الشارقة للإبداع عن روايته سمراويت، ووصلت روايته "لعبة المغزل" إلى القائمة الطويلة فى جائزة الشيخ العالمية للكتاب، تتمثل فى أمرين يشغلانه هذه الفترة، أولهما ممارسة الرياضة.
يقول حجى جابر، لـ"اليوم السابع"، إن الرياضة أصحبت إحدى أولوياتى، ولهذا أشعر بالاستياء الشديد إذا مر أسبوع لم أمارس فيه الرياضة على مدار خمس أيام فى الأسبوع، ولهذا أحرص على الذهاب إما قبل الذهاب للعمل، أو عقب انتهاء ساعاته، أو فى وقت متأخر من الليل، الأهم ألا يمر اليوم بدون ممارسة الرياضة، فبعدما وصل وزنى إلى درجة مخيفة مع دخولى سن الأربعين، كان لا بد وأن أتخذ مثل هذا القرار، والآن وبعد مرور سنة، فقد وصلت للوزن المثالى.
وحول تأثير هذا الاهتمام بممارسة الرياضة على الكتابة، ومشواره الإبداعى، يقول حجى جابر: التأثير إيجابى جدًا، فممارستى للرياضة وحرصى عليها يعطينى شعور بتحسن حالتى النفسية، ويجعلنى مقبلاً على القيام بواجباتى والتزاماتى وبقية أمور حياتى، أما الكتابة.. لا شىء يطاردنى فيها، أكتب على مهل عادة.. وهذه الأيام انتهيت من كتابة رواية جديدة، ودقمتها للناشر، ولهذا فسوف أبتعد قليلا عن الكتابة.
الأمر الثانى الذى بدأ حجى جابر يمارسه، هو الرسم، يقول صاحب "مرسى فاطمة": كان لدى فوبيا، شعور بالخوف ربما، الخوف من الفشل فى الرسم، على الرغم من حبى له، حتى أتت اللحظة المناسبة لحضور درس يتعلق بالرسم، كسرت فيه حاجز الخوف النفسى منه.
وعن الاستمرار فى ممارسة الرسم، يقول حجى جابر: ربما ليس الآن، الأهم بالنسبة لى هو أننى كسرت هذا الحاجز النفسى بينى وبينه، وأشعر كمن تجاوز عقدة نفسية، ولهذا فسوف أحرص على حضور دروس مكثفة فى الرسم، ومن ثم أمارس هوايتى.
وعن روايته التى انتهى منها مؤخرًا، فيقول صاحب "لعبة المغزل": اسمها "رغوة سوداء"، وهى تدور فى مخيمات اللاجئين فى إثيوبيا، وتتكىء على رؤية وهى أن من يشعر بالاضطهاد حينما يجد طريقة ما سيتحول لشخص يمارس الاضطهاد على آخرين ولكن بطريقة أشد قسوة من تلك التى تعرض لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة