روسيا تطرق أبواب كوريا الشمالية لفتح عهد جديد من العلاقات التجارية.. مفاوضات مبكرة لبناء جسر حدودى.. "واشنطن بوست": الخطة فى مراحلها الأولية.. وتؤكد: إعلان شراكة يتحدى العقوبات والتوترات العسكرية فى المنطقة

الأحد، 25 مارس 2018 11:30 م
روسيا تطرق أبواب كوريا الشمالية لفتح عهد جديد من العلاقات التجارية.. مفاوضات مبكرة لبناء جسر حدودى.. "واشنطن بوست": الخطة فى مراحلها الأولية.. وتؤكد: إعلان شراكة يتحدى العقوبات والتوترات العسكرية فى المنطقة روسيا تطرق أبواب كوريا الشمالية
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى محاولة للدخول على خط المواجهات التجارية الناشبة فى المنطقة بفضل سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاقتصادية والتى تنذر بتصعيد من الدول الآسيوية والأوروبية على حد سواء،  تعزم روسيا تدشين جسرا حدوديا يربطها مع كوريا الشمالية فى خطوة استباقية لتدشين عصر جديد من التجارة بين موسكو وبيونج يانج.

 

وفى تقرير لها اليوم،  قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن روسيا تريد بناء جسرا مع كوريا الشمالية، بالمعنى الحرفى للكلمة.

 

وأوضحت الصحيفة، أن بيونج يانج لديها حدود مشتركة مع ثلاث دول هى كوريا الجنوبية والصين وروسيا. وحدودها مع روسيا صغيرة للغاية، 11 ميلا فقط، بعد نهر تيومين ومصب النهار فى أقصى الشمال الشرقى. وهناك معبر وحيد يطلق عليه "جسر الصداقة" تم افتتاحه عام 1959، وهى يمد البلدين باتصال عبر خط سكك حديدية. لكن هذا الأسبوع، وفى ظل فترة من الهدوء النسبة فى شبه الجزيرة الكورية المتوترة، سافر مندوبون روس إلى كوريا الشمالية لمناقشة فكرة ضرورة أن يكون هناك جسرا آخرا.

 

وتذهب الصحيفة إلى القول بأنه رغم أن التخطيط يبدو فى المراحل الأولية، لكن قد يشير إلى أن روسيا وكوريا الشمالية تتطلعان لمستقبل تجارى يتجاوز العقوبات والتوترات العسكرية.

 

وطالما اقترحت الدولتان معبرا يسمح للمركبات بالانتقال بينهم دون تحويلة طويلة عبر الصين. ويوم الأربعاء الماضى أعلنت وزارة تنمية أقصى الشرق الروسى فى بيان أن الجانبين سينشئان مجموعة عمل للمعبر الجديد.

 

ونقلت الوزارة عن رو تو شول، الوزير الكورى الشمالى، قوله خلال الاجتماع أن هناك 23 نقطة تفتيش للسيارات بين كوريا الشمالية والصين، ولا واحدة مع روسيا. مضيفًا أنه فى الوقت الراهن عندما يكون هناك استيراد للبضائع من الشرق الأقصى الروسى، لا تأتى عبر الحدود مع روسيا ولكن عبر الصين، وهو ما يمد الطريق بشكل هائل.

ووفقا للبيان، اقتراح رو توسيع الجسر الحالى، بينما اقترح ممثل روسيا فى الاجتماع وزير تنمية أقصى الشرق الروسى ألكسندر جالوسكا، بناء جسر عائم شبه دائم.

 

وقال بنجامين كاتزيف سيلبيرشتاين، الخبير فى معهد أبحاث السياسة الخارجية والمتخصص فى اقتصاد كوريا الشمالية، إن الجسر المقترح قد يستحق الاهتمام بشكل أكبر لقيمته الرمزية أكثر من أهميته الاقتصادية، مضيفًا أن التجارة بين كوريا الشمالية وروسيا غير كبيرة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى العقوبات المفروضة عليهما من الأمم المتحدة، لكن يبدو أن هناك اعتقاد بأنه على المدى الأبعد، ستشهد التجارة نموا مجددا.

 

وهناك تاريخ من التجارة بين  كوريا الشمالية ورسيا. فخلال الحرب الباردة، كان الاتحاد السوفيتى الحليف المالى الأكثر أهمية لكوريا الشمالية، مسئولا عن حوالى نصف التجارة الخارجية لبيونج يانج فى السبعينيات والثمانينيات. وبعد انتهاء الشيوعية فى موسكو، اختلف الجانبان مع سعى رئيس روسيا الجديد بوريس يلسين إلى علاقات أقرب مع سيول.

 

وتحسنت الأمور عندما تولى فلاديمير بوتين الحكم. وزار بيونج يانج عام 2000 وحظى بإشادة بالغة من الإعلام الرسمى فى كوريا الشمالية. لكن الروابط الاقتصادية  بين البلدين لم تزد كثيرا. وفى عام 2013،  بلغت روسيا 1% فقط من التجارة الخارجية لكوريا الشمالية، وفقا لإحدى الدراسات، وهى نسبة أقل بكثير من الصين.

وعلى الرغم من أن الجانبين قد أعربا عن أملهما فى إقامة علاقات اقتصادية أفضل، إلا أن وضع كوريا الشمالية كطرف منبوذ دوليا بسبب سعيها للحصول على أسلحة نووية، قد وقف فى طريقهما.

 

وأكد أرتيوم لوكينم، أستاذ السياسة الدولية فى روسيا، على أنه من الواضح أن التجارة بين الشرق الأقصى فى روسيا وكوريا الشمالية قد تضررت كثيرا فى العامين الماضيين. وقال إن جسر السكك الحديدية كان هاما من قبل لنقل الفحم من سيبريا إلى ميناء راجين الكورى الشمالى فى مدينة راسون. ويقول خبير السياسة الدولية إنه من الصعب فى الوقت الراهن أن يعود الروس للاستمثار فى جسر ما لم يتم تنحية المخاطر السياسية المتعلقة بكوريا الشمالية، ولو حدث هذا سيكون هناك مكاسب واضحة لروسيا من الاستثمار فى كوريا الشمالية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة