محمد عبد السلام أبو هرجة يكتب : ليلة غريبة جدا

الجمعة، 23 مارس 2018 08:06 ص
محمد عبد السلام أبو هرجة يكتب : ليلة غريبة جدا ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى نهاية يوم عمل أنهى كمال الذى يعمل مندوبا للأدوية آخر عمل له بزيارة أحد أطباء النساء فى المنطقة التى يعمل بها وفى أثناء  تجوله فى أطراف المدينة حيث لم يكن قد تجول فى هذا المكان رغم وجوده الدائم فى هذه المدينة فلفت نظره المكان قديم نسبيا وأيضا الاضاءة الخافتة على السلم فكر بالرجوع ولكن فى هذه اللحظة وجد من ينظر من أعلى وبصوت عالى قال لكمال إصعد أنا موجود إتفضل فلم يكن يريد الصعود وهنا شعر بالاحراج فصعد السلم وفى العيادة إستقبله الدكتور عمر بحفاوة وكان وحيدا حيث  لم تكن هناك سكرتيرة للمكان وأشار الى الغرفة المفتوحة حيث مكتب الدكتور عمر القديم والممتلىء بالأوراق فتشعر كأنك تدخل سجل مدنى وليس عيادة طبيب حيث منظره العجيب حيث يرتدى قبعة امريكية وشعره الطويل الذى  ينساب بشكل لافت للنظر وذقنه الطويلة وشاربه الغير منسق وكل هذه الهيئة أعطت له شكلا مخيفا.

 قام الدكتور عمر بإستقبال كمال ثم إسترسل فى الكلام عن مغامراته فى أوروبا أيام البعثة وتحضير الدكتوراه وألقى بعض الشعر الذى كتبه بنفسه وكمال يجلس يتفحص المكان بكل تفاصيله حتى وقعت عيناه على صورة فى برواز كبير معلقة على الحائط ابيض واسود ويظهر فيها الدكتور عمربنفس هيئته التى قابله بها وعلى جانب الصورة الشريط الاسود الذى يشير الى وفاة صاحب الصورة وتحت الصورة مكتوب ( انا لله وانا واليه راجعون ) واستنتج كمال أن صاحب الصورة  قد يكون والد الدكتور وأن الدكتور عمر قريب الشبه منه  وقال للدكتور

كمال : الصورة طبق الاصل مع الوالد الله يرحمه

الدكتور : دى صورتى انا موش الوالد

كمال مندهشا : صورتك ازاى وليه شريط اسود وانت عايش أهو يا دكتور فيه ايه

الدكتور : كلنا هنموت ومن أجل ذلك قمت بعمل هذا البرواز للصورة وكدة أفضل وطلب من كمال قراءة الفاتحة على روحه قبل أن يموت .

 بعد أن قرأ كمال الفاتحة بدأ يشك فى الأمر وشعر بعدم الأمان وقرر الهروب من هذا المجنون . من يدرى  فقد يكون نصابا أو مجنونا وقد يهجم عليه كما حدث فى أحد الافلام ويقتله فلا يوجد أحد بالخارج والمكان قديم وموحش .

تظاهر كمال برغبته فى دخول دورة المياة محاولا إصطناع أى سبب لهروبه من هذه المقابلة اللعينة

داخل دورة المياة سمع خطوات سريعة تصعد السلم ثم سمع طلقات الرصاص وصراخ الدكتور عمر ثم صمت الجميع  وسمع ايضا نفس الخطوات السريعة تنزل على السلم ونظر من شباك الحمام المفتوح على الشارع فوجد سيارة دفع رباعى تنطلق مسرعة للغاية ويبدور أن القتلة ركبوا هذه السيارة وهربوا وسط ظلام دامس مفاجىء فى المنطقة بالكامل .

تسارعت دقات قلب كمال وتملكه الرعب عندما خرج وشاهد الدكتور عمر غارقا فى دمائه على كرسى المكتب  فأمد يده المرتعشة  لأخذ حقيبته وعيناه قد جحظت ولمعت وهو يفكر ماذا يفعل هل يبلغ الشرطة فيقع فى دائرة الاتهام وقد يتم توريطه أم يهرب وكأن شيئا لم يكن .

نزل على السلم مرتعدا خائفا وخرج من باب المنزل القديم يسير ببطء فى البداية ثم يسرع قليلا ثم يزيد السرعة حتى صار مهرولا وسط الظلام الدامس وكان يقع ثم يقوم فملأ التراب ملابسه المهندمة ووصل إلى الطريق السريع ينتظر أى سيارة حتى جاءت سيارة نقل موتى توقفت وسأله السائق هل توافق أن نوصلك فنظر إلى السيارة وتذكر جريمة القتل ولكن الوقت متأخر لابد أن يستقل السيارة مهما كانت لنقل الموتى ووافق وركب معهم فى نفس المكان الذى يتم وضع الجثث به فزادت حالته رعبا وسوءا .

فى السيارة ما زال مرتعدا يشعر بالندم أنه ترك الدكتور عمر ولم يبلغ حتى الشرطة ولكن هو لم يقتل ويقول لنفسه لماذا هربت يا كمال فأنت بهروبك تعتبر مشارك فى الجريمة وبدأ يلوم نفسه ويبكى أحيانا و فى اليوم الثانى ذهب للمكان فلم يجد اليافطة التى كان مكتوب عليها دكتور عمر دكتور امراض النساء والتوليد والعقم ووجد المنزل مغلقا بقفل حديدى ولم يسمع من أهل المنطقة عن مقتل أى أحد فى المنطقة وإزدادت حيرته عندما سأل فى نقابة الأطباء عن دكتور يسمى عمر بنفس العنوان الذى ذهب إليه فلم يجد أى دليل على الدكتور عمر .

ظل يسأل نفسه هل كل ما حدث يومها حقيقى ؟ أم أنها تخيلات كل فترة يتذكر الموقف بالتفصيل والدكتور وشكله الغريب والسلم وطلقات الرصاص حتى ساءت حالته كثيرا وتم فصله بسبب غيابه المتكرر وإغلاقه للهاتف حتى جاءه صديقه يوسف يريد أن يخرجه من حالته  الصعبة فعرض عليه الذهاب لحضور فيلم فى السينما ورفض كمال ولكن مع  إصرار يوسف وافق فى النهاية حيث يريد الخروج من حالة الإكتئاب التى طالته .

فى السينما قفز كمال من على الكرسى وإنتابته ضحكة هيسترية عالية أزعجت الجميع وفشل الأمن فى إخراجه من السينما ومازال ييبكى ويضحك فى آن واحد وذلك عندما شاهد فى الفيلم  المشهد الذى حدث معه فى العيادة مع الدكتور عمر بالتفصيل وبصوته حيث تم تصوير كل ماحدث وأطلق  كمال سيل من الشتائم متذكرا كل ماحدث له كيف أنه كان سينتحر بسبب الحالة النفسية التى أصابته مما حدث والرعب الذى تعرض له من مشهد القتل وجثة الدكتور عمر وصوت طلقات الرصاص والمكان المرعب والظلام الدامس الذى خيم على المنطقة فجأة وهروبه وركوبه سيارة نقل الموتى وكل شىء وحقيقة ما حدث أن مخرج الفيلم فى تقليد جديد مزج بين الواقعية الشديدة والتصوير السينمائى وأقحم هذا المشهد الواقعى تماما حيث تصرف كمال ورد فعله التلقائى والذى جعل المشهد أكثر صدقا وواقعية و تصرف المخرج بحنكة وذكاء عالي حيث لم يظهر وجه كمال فى الفيلم تماما فكان كأنه دوبلير لبطل الفيلم حتى لا يقوم بعد الفيلم برفع دعوى قضائية ضد الفيلم مطالبا بالتعويض وإعتذر المخرج لكمال فى بيان صحفى بعد الضجة التى أحدثها كمال الذى إنطلق كالمجنون على مواقع التواصل الإجتماعى ونال كمال شهرة واسعة حتى يقال ان هذا الموقف كان حدثا فارقا فى حياته فإخترق مجال التمثيل وأصبح ممثلا حيث جاءته الفرصة رغما عنه فأخرجت هذه الموهبة الكامنة .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة