خالد صلاح يكتب: اندفاعات الإسلام السياسى ..كيف ضيعنا بناء نظرية إسلامية للإدارة والحكم؟

الثلاثاء، 20 مارس 2018 12:00 م
خالد صلاح يكتب: اندفاعات الإسلام السياسى ..كيف ضيعنا بناء نظرية إسلامية للإدارة والحكم؟ الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داعش (2)
 
الانحراف الفكرى بالشريعة والدين، وتفسيرات النص المقدس على أيدى جماعات التطرف والإرهاب، لم يدفع الأمة نحو العنف والدم والتخريب فقط، لكنه جرف الأفكار العظيمة للإسلام نحو مقبرة إجبارية، وعطل العقل الإنسانى فى العالم عن قراءة القيم الأساسية فى التشريع والحكم والإدارة لهذه الرسالة الخالدة عبر الحقب المتتالية التى تحولت فيها النظرية الإسلامية إلى تطبيق عملى فى بلدان الخلافة وما بعدها. 
 
كان باستطاعة هذه الأمة أن تبرهن على «صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان»، ليس باستنساخ وتقليد ما جرى فى الماضى، لكن باستلهام قيم الحكم وقواعد الإدارة فى المنظومة الإسلامية الأولى، ودمجها الطبيعى مع العصر الذى تحياه الأمة اليوم أو غدا أو بعد غد. 
 
 صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان هى حقيقة لا تقبل الجدال، نصا وعقلا فى إيمانى الراسخ، لكن الشك فى هذه الصلاحية من زاوية الحكم أتى على أيدى جماعات التخلف التى ظنت أن باستطاعتها البرهنة على صلاحية الإسلام للحكم بالقوة والبطش، واستخفت بالمعنى العقلى والقيمة الفلسفية والسياق الزمنى لهذه الصلاحية.
 
 تلك القوى الجاهلة التى اختصرت منظومة شاملة فى القيم والإدارة والاجتماع والسياسة والحكم والشورى والعمل العام وإدارة أموال الدولة وبناء الجيوش وقيادة الحروب وإدارة بلدان الفتوحات، اختصرتها جميعا بتاريخها النابض بالحيوية وابتذلتها جميعا بتجلياتها الزمنية المختلفة، ولخصتها فى تطبيق حدود قطع يد السارق أو رجم الزانى والزانية. 
 
 هكذا بكل بساطة اعتبرت هذه القوى الجاهلة أن أى حكم آخر للجرائم المنصوص عليها «حرفيا» انحراف بالشريعة، وإقصاء للنص المقدس من قوانين البلاد، هكذا بكل سذاجة صارت الحدود هى الشريعة، وصار قطع يد السارق هو الحدود، واختفت القيم الأكبر والأهم، والفلسفات والنظريات الأعمق والأشمل من دوائر الحوار ومن أفق الرؤية، فخسرنا وخسرت الأمة قدراتها على بناء نظرية إسلامية للحكم والإدارة، فعلية، وجادة، وإنسانية، وقابلة للتطبيق عبر الأزمنة، أى «صالحة لكل زمان ومكان». 
 
 أسألك: هل الإسلام صالح لكل زمان ومكان؟ 
 
الإجابة: نعم بكل تأكيد 
 
لكن لا يمكن حتى للمؤمنين مثلى أو مثلك أن يستقبلوا هذه الإجابة ببساطة، ويتكئوا على أريكة وثيرة ليتركوا القوى السلفية أو جماعات التطرف أو داعش ليقولوا لنا كيف تكون هذه الصلاحية، وكيف يمكن تأسيس نظرية إسلامية عالمية وعصرية وعابرة للأزمنة فى الحكم والإدارة، هؤلاء لم يقرأوا تاريخ هذا الدين، لكنهم قرأوا كتاب الغزوات وحده، هؤلاء لم يعرفوا موقع المرأة من النص المقدس، ولا دورها فى بناء الدولة، لكنهم عرفوها من وراء حجاب حرة، أو فى الفراش زوجة أو ملكة يمين، التراث وتاريخ أمة الإسلام تقرأها عيون تضع عينها على «ثروات بيت مال المسلمين» أملا فى ثراء كهذا الذى اكتنزه بنو أمية، أو تضع عينها على مقبض السيف طمعا فى إمبراطورية كتلك التى أسسها «بنو العباس»، لكن لا أحد، وأكرر لا أحد، قرأ النص المقدس وأحكامه فى سبيل هذا الدين، ولغاية أصلها «صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان».. 
 
فقدنا هذه المنحة الربانية، فقدناها بأيدينا، ودفن السفهاء منا تاريخ هذه الأمة السياسى والفكرى والإدارى والتنظيمى دون أن يضعوا شاهدا على الضريح، أبى السفهاء منا إلا أن يقرأوا ما ترتضيه أهواؤهم من التاريخ، لكن هؤلاء الذين لا يبتغون إلا وجه الله وسمو هذه الرسالة، يعلمون أن الإسلام لم يغلق بابا للفكر الحر، ولم ينعزل عن عصره، ولم يرفض فكرة من أمم الأرض، آمنت أم لم تؤمن، ولم يقطع طريقا نحو التعلم، ولم تتصلب شرايينه لتجرى فيه دماء كل الفلسفات والأفكار ونظم الحكم والسياسة، هذه هى عبقريته الأصلية، أنه يقدم للأمة، أى أمة، قيما أساسية للعدل والرفاهية، ويترك أبناء كل عصر يتكلمون لغة عصرهم، ويعيشون ثقافة زمنهم، ويحكمون بما تقبله طبائع الناس التى تغيرها الجغرافيا ويبدلها التاريخ. 
 
الإسلام يصلح حيث تستقيم مصالح الناس. 
 
والله أعلى وأعلم. 
 
 مصر من وراء القصد.
 
الاخوان
 
داعش (1)
 
اليوم السابع
 
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

فرعون

فرعون

طبعا صالح لكل العصور و لكن كعلاقه بين الإنسان و ربه . لم نتعلم من تجربه الكنيسه فى العصور الوسطى و كيف فشلت. كما أن من تكلم عن الدين كدولة هم جهلاء و تحولوا إلى إرهابيين لانهم أخذوا الدين حجه و أداه للاستيلاء على كراسي السلطه و هم جهله بالدين و جهله بحكم الدول . و حتى من قفزوا من المركب هم أيضا جهلاء و يتخذوا الدين وسيله لجنى الملايين من الفلوس و يعيشوا فى ثراء فاحش و هذه هى الخلاصه .

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام

مسلم

ما شاء الله كلام رائع جدأ هذه حقيقة أن الاسلام ليس فقط يصلح لكل زمان ومكان، لكن في الواقع إن الزمان والمكان لا يصلحان بدون الإسلام. قضية صلاحية الاسلام قضية رابحة لكنها تحتاج فقط إلى رجال مخلصين كما اشار الكاتب جزاه الله خيراً

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري بسيط

لايوجد شيئ اسمه نظرية إسلامية للإدارة والحكم

لقد ألصقنا كلمة (إسلامية) علي أي شيئ لمجرد إضفاء صبغة "دينية" لا وجود لها في الحقيقة. -   مثلا :  العمارة الإسلامية و الزخارف الإسلامية -  ولم يأت الاسلام بزخارف أو فنون معمارية ،  كذلك البنوك السلامية ، والصكوك الاسلامية والاسلام منها برئ  -   ونستمر في النصب باسم الدين :  الإدارة الإسلامية و الحكم السلامي في حين أن الاسلام برئ من هذه الافكار و المسميات. ....   لقد وقع الاسلام فريسة لطموح وطمع السلطة  في التاريخ ، واستخدموه لتثبيت دعائمهم. أو للقضاء علي معارضيهم. -  من أول العصر الاموي وحتي الآن. .

عدد الردود 0

بواسطة:

Zaka

تحياتى...الاسلام كالماء

خلاصة الموضوع بلا فلسفة.....مكارم الأخلاق....قال رسول الله صل الله عليه وسلم انما بعثت لاتتم مكارم الأخلاق....هذا هو الإسلام فيما بين الناس.قواعد الأخلاق ما هى.....ماتعارف عليه الإنسان السوى.وما ذكر فى الكتاب والسنة....والعبادات باخلاقياتهما.....تم.

عدد الردود 0

بواسطة:

اهبلاوى

ما يفعله الاخوان واخوانهم الارهابيين يخالف الثوابت الاسلامية وياطابق مع صفات الصهاينة والمنافقين

المصيبة ان الاخوان والدواغش وغيرهم يطبقون صفات اليهود فى القرآن الكريم فقلوبهم كالحجارة اواشد قسوة واذا قيل لهم لاتفسدوا فى الارض قالوا انما نحن مصلحون ويطبقون ايضا صقات المنافقين الواردة بالقرآن الكريم قايأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويطبقون رباعية النقاث الخالص اذا تحدثوا كذبوا واذا وعدوا اخلفوا واذا اؤتمنوا خانوا واذا خاصموا فجروا اما الاسلام الصحيح فرحمة للعالمين كما طبقه السلف الصالح فكان الفاروق عمر عادلا باعتراف فير المسلمين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة