ما بعد سقوط الملك فاروق فى ذكرى الرحيل.. تفاصيل 13 عاما فى المنفى ووقائع الليلة الأخيرة.. كتاب يؤكد: هرب ثروته قبل تنازله عن الحكم بـ6 سنوات.. وعلاقة جمعته بمغنية أوبرا.. وحكايات ضربه للملكة ناريمان

الأحد، 18 مارس 2018 04:32 م
ما بعد سقوط الملك فاروق فى ذكرى الرحيل.. تفاصيل 13 عاما فى المنفى ووقائع الليلة الأخيرة.. كتاب يؤكد: هرب ثروته قبل تنازله عن الحكم بـ6 سنوات.. وعلاقة جمعته بمغنية أوبرا.. وحكايات ضربه للملكة ناريمان
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بخروج الملك فاروق من مصر، فى عام 1952، أنهت ثورة 23 يوليو حكم الأسرة العلوية التى استمرت فى حكم مصر ما يقرب من قرن ونصف القرن، ومع مرور الذكرى الـ53 على رحيل الملك فاروق، (11 فبراير 1920 – 17 مارس 1965) آخر ملوك مصر، والذى رحل عن عالمنا فى كابرى، إيطاليا، تروى لنا المؤرخة لطيفة سالم، أبرز ملامح 13 عامًا قضاها الملك المعزول فى المنفى.

الملك فاروق

فى كتاب "فاروق من الميلاد إلى الرحيل" تخبرنا الدكتورة لطيفة محمد سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فى كلية آداب بنها، والصادر عن دار الشروق، فى فصل "ما بعد السقوط" تفاصيل تلك المرحلة من حياة الملك فاروق، التى اختار أن يعيشها بطريقته المعهودة، بعدما استقر فى داخله الذهاب إلى إيطاليا، وميوله التى دفعته لهذا الاختيار، والتى رأت أنها نابعة مما "ورثه عن أبيه وجده، فالخديو إسماعيل عندما خرج معزولاً من مصر، ذهب إلى إيطاليا، وكان ابنه فؤاد من بين أسرته التى أبحرت معه، وبالتالى تلقى هذا الابن تعليمه هناك، وأصبحت تلك البلاد بمثابة الوطن الأم له، ومن هنا جاء انتماؤه لها، وعليها غدت لها المكانة لدى فاروق، بالإضافة إلى أنه قد سبق وأن استضاف الملك فيكتور عمانويل عام 1946، حينما لجأ ومعه زوجته إلى مصر".

وتشير لطيفة محمد سالم، إلى أن الملك فاروق اختار فى البداية كابرى، أحد مصايف مدينة نابولى، فهو عاشق للبحر، ورحلاته البحرية تشهد بذلك، فضلاً عن أن ساعة رحيله تزامنت مع شهر يوليو الذى من المستحب فيه الاستقرار بالموانئ.

كتاب فاروق من الميلاد إلى الرحيل
 

تفاصيل 13 عامًا قضاها الملك فى المنفى

وتمضى بنا المؤرخة لتحدثنا عن منهج الملك المعزول فى الحياة، إذا ما كان قد تغير أم لا؟، لتؤكد أنه استمر فيما هو عليه، بعدما أصبح طليقًا تمامًا، وأن عليه أن يشغل وقته بهواياته، وإن كانت هذه الهوايات قد تركزت فى المقام الأول على ممارسة لعب القمار الذى عشقه وجرى فى دمه، ولكن صارت له القواعد الجديدة التى تتطابق مع ما سبق.

الملك فاروق ولعب القمار

لم يعد يتردد على الأماكن الفخمة فحسب، وإنما شاركتها فى أحيان كثيرة أخرى أماكن متواضعة، كذلك نوعية المقامرين الذين اختلفت مستوياتهم لدرجة أنه وصل إلى المقامرة مع أبناء الطبقة الدنيا، بالإضافة إلى طريقة اللعب قد تغيرت، بمعنى أنه لم يعد هناك من يخسر له متعمدًا، أو من يصمت أمام ألاعيبه التى كان يكسب من ورائها، ومن ثم فقد خسر الكثير، وتعرضت الصحافة الأجنبية لهذا الموضوع بطريقة ساخرة، وهو ما أسهم فى تشويه صورته، حسبما تذكر لطيفة سالم فى كتابها.

الملك فؤاد مع ابنه فاروق
 

وفى السياق نفسه، تكشف لنا لطيفة سالم فى كتابها، كيف أن هواية الملك المعزول المحببة والخاصة بالنساء، انطبقت عليها الظروف الخاصة بهواية القمار، من حيث الأماكن التى كان يزورها، والنوعيات اللاتى التقى بهن، واللاتى حرصن فى علاقاتهن معه على الاستفادة منه، وتوارد عليه الكثيرات منهن. وكان يجد متعته فى التنقل بينهن، ليرضى نزواته التى ارتبطت بدافع التعويض الذى لازمه منذ فترة طويلة من حياته.

 

حياة الملكة ناريمان زوجة الملك فاروق فى المنفى

وتقول لطيفة سالم: بطبيعة الحال، فى غمار هذه الحياة العابثة أن تسوء علاقته بزوجته ناريمان. حقيقة أنها سبق وتحملت تصرفاته قبل سقوط الملكية، وإن كانت مدة قصيرة، لكنها وجدت المقابل، فهى ملكة مصر، وقد ظلت فى الفترة الأولى من حياة المنفى متقبلة إلى حد ما الأوضاع على أساس أنها أصبحت الملكة الأم.

وتستكمل المؤرخة: بالطبع لم يستمر الأمر طويلاً، إذ ألغت الثورة النظام الملكى، وأعلنت النظام الجمهورى فى 18 يونيو 1953، ومن هنا سقط ما كان يجبر ملكة مصر السابقة على تلك الحياة مع زوجها.

 

طلاق الملكة ناريمان من الملك فاروق

وتشير لطيفة سالم، إلى أن "معاملة فاروق القاسية لزوجته الملكة ناريمان وصلت إلى درجة الضرب ما جعلها تصمم على الانفصال وفصم العلاقة الزوجية، وتمكنت من الرجوع إلى مصر، ورفعت دعوى طلاق، وحكمت لها المحكمة به، وأعلن فاروق بالحكم، وتنازلت عن حضانة ابنها.

 

قصة حب بين مغنية أوبرا والملك فاروق

وتذكر الكاتبة أن فاروق لم يأسف على ما حدث، واستمر فى الاستمتاع بحياته طولاً عرضًا، وما لبثت أن دخلت فتاة إيطالية تدعى إيرما كابتشى مينوتولو، وهى مغنية أوبرا، وتفوقت بجدارة فى أن تستمر معه حتى آخر عمره، وكانت فى بداية علاقتها معه تسعى للشهرة، لكنها سرعان ما ارتبطت علاقتها به عاطفيا وبادلها مشاعرها، ووضعت يدها على نقاط ضعفه، وحاولت علاجها.

الملك فاروق فى أول حديث له بعد توليه العرش
 

الملك فاروق والتآمر ضده

وتقول لطيفة سالم: ومع هذا وكعادته، فإن الملك فاروق لم يكتف بها، أى مغنية الأوبرا، وظل يمارس هوايته إلى آخر لحظة من حياته. وفى ظل ذلك المناخ، فضل أن ينقل بناته وابنه إلى سويسرا، حيث المكان المناسب، لتتوارى تصرفاته، وللتعليم، وللبعد عن أى من المخاطر، إذا سيطرت عليه فكرة التآمر ضده وإيذاء أولاده. وكان يتردد عليهم من حين لآخر.

 

الملك فاروق هرب ثروته للخارج قبل تنازله عن العرش بست سنوات

وفى السياق نفسه تذكر لطيفة سالم أن الملك المعزول تعددت رحلاته الخارجية إلى باريس، ولوحظ عليه فى أثناء مدة نفيه الإسراف والتبذير، نتيجة ما لديه من ثروة تم تحويلها من مصر عندما أيقن أن الظروف لم تعد فى صالحه، وذلك قبل تنازله عن العرش بحوالى ست سنوات، بالإضافة إلى ما كان يبعث به عبد العزيز ملك السعودية له من أموال إبان الفترة الأولى من نفيه.

الملك فاروق على يخت المحروسة
 

زواج فادية ابنة الملك فاروق من شاب روسى أرثوذكسى

أمر آخر تشير إليه لطيفة سالم فى كتاب "الملك فاروق من الميلاد إلى الرحيل"، هو أن الملك المعزول اعتاد خلال فترة نفيه على الصدمات الخاصة والعامة، فإن زواج ابنته الصغرى فادية دون إذنه من شاب روسى أرثوذكسى يعمل جيولوجيا، ولم يكن زواجًا شرعيًا لمخالفته الشرعية الإسلامية، سبب له الضيق، ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئًا. وبعد وقت قصيرة، زاره ملك الموت فى 17 مارس 1965 لينهى حياته بعد عمر يناهز الخامسة والأربعين.

أما عن ظروف الرحيل، فترويها الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية، التاريخ، عام 1984، وتقول: حدث أن قضى جزءًا من بداية سهرته فى ليلته الأخيرة مع صديقته المحببة إليه إيرما، ولكن لم يستكملا سهرتهما، حيث تركها وخرج مع صديقة لها تدعى "أنا ماريا"، وتناولا العشاء فى مطعم فرنسى مشهور بروما، ولما كانت من بين هواياته النهم فى الطعام، فقد تناول كميات كبيرة منه، ودخلت تحتها الأنواع المختلفة، وبعد أن انتهى من الأكل، أشعل السيجار، ثم بدأت عليه أعراض ضيق النفس، وتم نقله إلى المستشفى، إذ أجريت له بعض الإسعافات التى لم تأت بنتيجة، وسرعان ما فارق الحياة.

وتوضح الحائزة على جائزة الدولة التقديرية عام 2000، أن الملك المعزول لم يكن خاليًا من الأمراض التى تُعجل بنهاية العمر، إذ عانى من مرض ارتفاع ضغط الدم وما ترتب عليه من أمراض، وأرجع هذا إلى أسباب، تأتى فى مقدمتها تلك البدانة المفرطة، ويبدو هنا أن الموت طبيعًا.

وتختم لطيفة سالم، الحائزة على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، حديثها عن حياة الملك السابق الذى قضى سنوات نفيه الثلاث عشرة سنة، قائلة: وتوارت تلك الشخصية التى نالت من الاهتمام المساحة الكبيرة، ليس فقط لأنها أنها حكم الأسرة العلوية التى استمرت تحكم مصر ما يقرب من قرن ونصف القرن، ولكنها كذلك لأنها أثمرت لمصر ثورة، لك تكن مثل باقى الثورات عبر التاريخ المصرى، وهى ثورة 23 يوليو 1952، التى تمكنت من أن تحرز نجاحاتها بتفوق، وأن يبدأ على يديها حكم جديد لمصر، بكل ما يحتويه هذا الجديد.

 









الموضوعات المتعلقة

شاهد كيف تم وقف بيع غرفة الملك فاروق

الأربعاء، 21 فبراير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة