مساعدة مرضى التوحد لا تكفى لـ"لقمة العيش".. بين كسب المال ونقص المهارات.. الجانب الآخر فى حياة مهنة "الشادو تيتشر".. سارة تشكو نقص المرتبات.. هاجر تركت العمل لكثرة الخلافات.. ونور تتحمل تكلفة الكورسات لتستمر

السبت، 17 مارس 2018 07:00 ص
مساعدة مرضى التوحد لا تكفى لـ"لقمة العيش".. بين كسب المال ونقص المهارات.. الجانب الآخر فى حياة مهنة "الشادو تيتشر".. سارة تشكو نقص المرتبات.. هاجر تركت العمل لكثرة الخلافات.. ونور تتحمل تكلفة الكورسات لتستمر فريق "شادو تيتشر"
هبة الله حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الشادو تيتشر"هي مهنة لم تكن منتشرة بقدر كافي فيما قبل رغم أهميتها ، حيث إنها تقوم على دراسة وافية لعلم النفس حتى يتمكن المعلم أو المدرب من تحسين مستوى التعامل مع المصابين بمرض التوحد أوفرط الحركة أو قلة الانتباه أو تأخر في النطق ومتلازمة داون.

ويظهر دور القائمين عليها في تنمية المهارات الخاصة بالأطفال، ولكنها أصبحت مؤخرًا ملاذًا لكثير من غير الدراسين لعلم النفس اعتمادًا منهم على بعض الورش والكورسات التي تساعدهم في تحسين أدائهم، بالإضافة إلى اتجاه الأكاديميات المُتخصصة  لتوزيع "الشادو تيتشر" نحو "البيزنس" دون الاهتمام بالمجال ذاته وتحسين أوضاع العاملين به.

ورغم أهمية هذه المهنة وإنسانيتها ، إلا أن العاملين بها يواجهون العديد من المشكلات التى تضطرهم إلى تركها أو التخلى عن الفكرة تماما، وهو ما ستكشف عنه الحالات التى التقاها اليوم السابع فى التقرير التالى: 

سارة مسعد تريد ترك "الشادو تيتشر" لفقدان ضمان حقوقها التأمينية 

بدأت سارة التي تبلغ من العمر 23 عامًا، خريجة كلية آداب علم نفس، حياتها المهنية مُبكرًا، حيث وقع اختيارها لمهنة"الشادو تيتشر" مُنذ 4 سنوات تقريبًا، وذلك لأنها مهنة تقوم على الصبر .

سارة مسعد86
سارة مسعد

 

"بيبقوا في عالم تاني، ولازم أساعد على قد ما أقدر في تحسين حالتهم علشان يلعبوا مع أصحابهم الطبيعين"، هكذا عبرت سارة عن روتينها اليومي مع الأطفال التي تتولى تنمية مهاراتهم، وذلك خلال ذهابها إلى المدرسة ولم يكن عدد الأطفال الذين يعانون من التوحد، لذا فقد تكون مهمتها تقتصر على طفل واحد وفقًا لتوزيع الأكاديمية التابعة لها وتعاملها مع طفل واحد  لا يقلل من مهامها اليومية بل يزيدها حيث إنها لا تكترث وتضاعف من مجهودها الذاتي يوميًا، حتى تساعد في تحسين حالة الطفل، لأنه يكون في عهدتها الشخصية تهتم بكل ما يعاني منه حتى تساعده في تحسين حالته.

سارة مسعد 22
سارة مسعد 

 

تقوم الأكاديمية الخاصة بتوزيع "الشادو تيتشر" التابعة لها بين المدارس التي تشمل عددا من الأطفال غير الأسوياء، ويتولى كل فرد مهامه مع طفل أوأكثر من طفل في الكورسات اليومية، والتي تبدأ خلال دوامهم في المدرسة، حيث إنهم يتلقون المواد الدراسية غير مستوعبين المواد الدراسية بطريقة كافية من خلال القائمين على التدريس، لأنهم يعانون من مرض غير إرادي يقلل من قدرتهم على التركيز والاستيعاب .

 

سارة مسعد764
سارة مسعد

"مش حابة اطور نفسي في المجال ده رغم أني بحبه لأنه مالوش مستقبل ومفهوش تأمينات"، هذا هو السبب الرئيسي الذي يشغل بال سارة لعدم استكمالها عملها بـ"الشادو تيتشر" رغم تمرسها فيها وإدراكها الكثير من جوانبها المُختلفة، ورغم تلقيها أيضًا عدد كبير من الكورسات المُكثفة لتساعدها في مواكبة كل التطورات التي تطرأ في العالم للتكيف مع تلك النوعية من الأطفال الذين يحتاجون الدعم النفسي ومساعدتهم في توسيع مداركهم، ولكن عدم ضمان مستقبلها في وجود تأمينات تساعدها في استكمال طريقها بها أمر يشغلها دائمًا بالإضافة إلى المرتبات الضعيفة التي لا تتعدى الـ1000 جنيهً، حيث إنه لابد من أن يعترف بتلك المهنة نظرًا لأهميتها وتأثيرها على الأطفال، وقد يتم ذلك من خلال جهة حكومية وإنشاء نقابة توفر تأمينات للعاملين بها، لذا فهي تطمح في الانتقال إلى مهنة مُعلمة في دور الحضانة في الآونة المُقبلة حتى تساعدها في تحسين من حالتها المادية.

سارة مسعد التوحد
سارة مسعد التوحد

 

وتنظم الأكاديمية العديد من الدروات المُختلفة سواء كانت تلك الورش لدراسي علم النفس أو للمنجذبين للمجال دون دراسة، حيث إن تلك الكورسات التي توفرها الأكاديمية على نفقة "الشادو تيتشر" دون تدخل منها، ويكون توزيع الاكاديمية بناءً على حاجة كل حالة لـ"شادو"، حيث إن بعض الأسر غيرقادرة ماديًا لتوفير ذلك الجانب للطفل، والبعض يكتفي ببعض الجلسات دون النظر لحالة الطفل التي قد تحتاج إلى كورس مُكثف حتى تساعده في مزيد من التفاعل مع المحيطين من حوله، بالإضافة إلى هناك أسر تقوم بنشر بعض الإعلانات للحاجة إلى "شادو تيتشر" ويكون هذا العمل خاص بين "الشادو" وبين الأسرة وليس لأي أكاديمية علاقة بذلك حيث إن الاسرة هي المُتحكم والتي تُحدد في استمرارية "الشادو" في العمل لفترة معينة أو لا.

 

هاجر إدريس تركت "الشادو تيتشر" بعد أسبوع لخلاف بينها وبين والدة طفل

 

هاجر إدريس، 23عامًا، خريجة كلية آداب علم نفس، لم تستمر كثيرًا في مجال "الشادو تيتشر" حيث إنها تبذل مجهودا إضافيا دون أن تستفيد بمبالغ مالية تساعدها في استكمالها العمل به، حيث إن المرتبات ضعيفة بالإضافة لعدم مراعاة أهل الطفل أن هناك مواعيد معينة لقيام "الشادو" بمهامها لكنهم يتعاملون بأن العامل مع حالة ابنهم حق مكتسب يمكن استدعاؤه في أي وقت.

 الفتاة العشرينية عانت كثيرًا خلال تدريبها لحالة الطفل الأول والأخير، حيث لم تتول القيام بحالة أخرى سواه، نتيجة لتدخل الأخصائية المساعدة في كافة الأمور التي تقوم بها خلال الفترة القليلة التي عاونت فيها الطفل، بالإضافة إلى عدم مساعدة الأهل لها في تحسين حالة الطفل، حيث إنهم يريدون مدوامة الطفل أكثر فترة ممكنة في المدرسة للتخلص من تصرفاته غير الإرداية، واصفة تصرف الأهل:"أغلب الأسر ما بيصدقوا أن الطفل ينزل من البيت، وفي منهم بيتعامل مع الشادو كأنه جايب دادة للطفل".

وروت هاجر أن الفتيات العاملات بذلك المجال لا يكتسبن سوى الخبرة في التعامل مع الأطفال، غير ذلك فهو لا يُشجع على الاستكمال في هذا المجال حيث إنه ليس مجال ثابت في العمل بالإضافة إلى أنه يفتقد المرتبات الجيدة لتحسين معايشة العاملين به، وعدم توفير تأمينات.

 

هاجر إدريس
هاجر إدريس

 

تلقت الفتاة العشرينية عدد من الورش والانتهاء من دبلومة علاج معرفي سلوكي، خلال استعدادها  في البدء بهذا المجال، وبعد التعامل مع الطفل الوحيد الذي تعاملت معه قررت أن المجال الذي ستنجذب إليه خلال الفترة المُقبلة هو التعامل مع الكبار، حيث إنها حاليًا تعمل في مجال العقارات لتحسين حالتها المادية لتستطيع تطوير ذاتها في مجال دراستها، واصفة ذلك:"مجالي عشان اشتغل فيه لازم اصرف عليه الأول كتير، فلازم اشتغل عشان اعرف أخذ كورسات ودبلومات تساعدني اشتغل في مجالي".

 

نور سليمان تدرس تجارة وتعمل "شادو تيتشر" لانجذاب طفل دوان لها

ما زالت تدرس بكلية التجارة في العام الأول لها، فرأت في العمل الجانب المساعد لها رغم معاونة الأهل لها في تحمل مسئولية المصروفات الخاصة بالكلية، عملت لفترة قصيرة في مجال التسويق والمبيعات، ولكن لم يجذبها هذا المجال للاستكمال به، فجاءت صدفة لها العمل "شادو تيتشر" رغم دراستها المختلفة عن هذا المجال عن طريق صديقتها التي تعمل فيه فأقنعتها في الخوض فيه عن طريق تلقي بعض الكورسات التي تساعدها في السير فيه بخطوات ثابتة، فهي نور سليمان، 23عامًا.

"أول يوم تدريب كنت قاعدة ولسه هقابل حد في الإدارة، لقيت طفل حالته داون قرب مني وحضني وبعد كده عرفت أنه بقاله سنين مش بيقرب من حد"، هذا الموقف الذي ترك أثرا في حياة نور وساعدها في تقبل العمل في المجال الذي لا تعلم عنه الكثير ، ولكنها رأت في التعود والتعامل مع الأطفال خلال فترة الـ9 شهور وهي مدة دوامها في هذا العمل، كما انها تلقت عدد من الكورسات على تكلفتها الخاصة لتؤهلها إلى كيفية التأقلم مع كافة الحالات التي تتعرض لها.

نور سليمان764
نور سليمان

 

قابلت الفتاة العشرينية العديد من الصعوبات خلال فترة عملها، من بينها تعرضها لحالات عنيدة وعصبية ويصعب التعامل معها، ولكن مع الوقت الوضع اختلف وأصبحت أكثر قدرة على التكيف مع كافة الأوضاع التي تتعرض لها، حيث إنها أشرفت على أكثر من 3 حالات وكان من بينهم تأخر دراسي.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة