جيلان جبر

القشة التى قصمت ظهر البعير!

الخميس، 15 مارس 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخطوات للتهدئة والتقارب باللقاء بين الرئيس الكورى الشمالى والرئيس الأمريكى ترامب، أصابت الكثيرين بالمفاجأة، ولكن تعليق تليرسون وزير الخارجية الأمريكية، وهو المفروض كان أحد أفراد الفريق الأساسى للرئيس الأمريكى على هذا التوجه «بأنه تصرف أحمق». كان هو النهاية والقشة التى قصمت ظهر البعير بين الطرفين.. نعم فكان الرد عليها من الرئيس ترامب بإعلان قاس، ومن خلال تويتر ليعلن إقالة وزير الخارجية وتبديله بمن هو أكثر كفاءة وخبرة معلوماتية ومخابراتية من رجل البترول والمدير لشركة اكسن موبيل السابق.
 
كانت تصرفات وزير الخارجية السابق كلها متأرجحة مغلفة بعدم الخبرة وانعدام الرؤية، وتأرجح الميول والمصالح مع قطر وتوجهات ومصالح أمريكية تتلاشى على المدى البعيد، فلا شك فى الأسابيع القليلة المقبلة سنجد هناك العديد من التطورات السياسية تنذر بمرحلة صعبة بها تشكل حالة حسم، وردع فى الكثير من الملفات.
 
وليس المقصود هنا هو التراجع أو العراقيل بملف النووى الإيرانى فقط، ولكن هناك تصعيد جديد سيقلب موازين فى الملف السورى، وحضور أكبر أمريكى، وأوضح فى الملف الليبى وتحولات أخرى داخل القوى السياسية فى لبنان ودعم مؤسسات الدولة أمام أكبر المليشيات المسلحة. واليمن ستبقى لتشهد فصلا نهائيا تتبلور نتائجه لصالح هذا الحلف العربى أمام تمدد الإيرانى تحت مظلة الحوثى.
 
ويبقى أمامنا الملف الفلسطينى المعلق، فليس بالصدفة أن تكون محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطينى مع التغيير لوزير الخارجية الأمريكى تليرسون ومرض الرئيس أبومازن واتهامات فساد هنا وهناك للبعض وحركة حماس ومصالحها الوطنية وتفاهماتها الإقليمية.
 
وتليرسون الذى تفاقمت مصالحه مع قناعاته الشخصية مع أخطاء مع التراخى وضبابية السياسة الأمريكية، ومن هنا فعملية تغييره ستكون بصماتها سلبية على قطر وإيران اللتان استفادتا، كل واحدة من ناحيتها، من استثمار حسابات تيلرسون و«لوبى أوباما» فى وزارة الخارجية لتحدى ترامب وكسر نواياه ورؤيته التى انعكست على بعض التعهدات التى رفعها خلال حملته الانتخابية، وفى الأشهر الأولى له فى البيت الأبيض.
 
فجاءت الخطوة بتغريدة من ترامب بإقالة تيلرسون، وتعيين المدير الحالى لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سى آى إيه مايك بومبيو مكانه. كما عين ترامب جينا هاسبل على رأس وكالة الاستخبارات المركزية لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب المهم، وهى كانت نائبة مدير السى أى الجنرال السابق الذى أصبح وزير خارجية الحالى مايك بابيو، وبذلك تغيير سياسات يأتى بتغيير وجوه، ويؤكد مرحلة فاعلة لتطور دبلوماسى وسياسى قادم فى أول الشهر المقبل، والانتظار والاستعداد لتسجيل أهداف هو الأهم.
 
فعلى مستوى المنطقة والإقليم فهناك قوى إقليمية على غرار تركيا وإيران تسعى للعب على وتر التوترات العربية للتغلغل، وتحقيق مكاسب استراتيجية لتعزيز نفوذها بالمنطقة، وهذا ما يجعل من الضرورى تكاتف الجهود العربية بأهمية التفاعل بين مصر والسعودية والإمارات والأردن للحيلولة دون تحقق مثل هذه المطامع، فالحكومة الأردنية قد أعلنت إيقاف العمل باتّفاقية الشراكة لإقامة منطقة تجارة حرّة بين الأردن وتركيا، وكان ذلك فى أعقاب زيارة الشيخ عبدالله بن زايد إلى عمان والتى تم خلالها التأكيد على وحدة المواقف من القضايا الراهنة، وأيضا رغبة الإمارات فى دعم الأردن الذى يواجه وضعا اقتصاديا صعبا، فكان التوسع إلى أرضها بمشروع نيوم الذى يضمن لها الاستقرار والتنمية فى ظل تزايد عدد اللاجئين على أرضها مؤخرا من السوريين أساسا والعراقيين والفلسطينيين والعمالة المصرية، لذلك وجب اعتبار أن استقرار الأردن مهم جدًا بالنسبة للأمن القومى الخليجى والعربى بشكل عام. لأنها تحمل المحبة ورغبة التعاون والتنسيق باحتراف مع جميع الأطراف.
 
رسالة أخرى تطفو على السطح لتشعل وتكشف أولويات الملف اللبنانى فنجد تصريحات خرجت ليس من باب الصدفة قدر ما هو أيضًا من باب فن التوقيت من حسن نصر الله قائد مليشيات حزب الله، حيث خرج علينا ليعبر عن ولائه الأول لإيران وليس لبنان، وأن هذا الولاء والانتماء لخامئنى والنظام الإيرانى هو فوق الدستور اللبنانى...؟! مما يؤكد حالة من الهيستريا التى يعانون منها تصل لعدم الاهتمام بالاتهامات بالخيانة كما يقول البعض أو حالة الالتباس فى المبادئ الوطنية ومطالبات لسحب منه الجنسية لأن الانتماء الأول والأساسى كما يقول البعض إنه متأرجح للمصالح والتمويل والتخطيط، وفى التوقيت الذى كشفت المحكمة الدولية توافر أدلة دامغة عن تورط أربعة من أعضاء حزب الله فى اغتيال رفيق الحريرى.
 
وبتغيير وزير الخارجية الأمريكى بآخر جديد كان رجل المعلومات الأول فى البلاد ومرورًا بالاتحاد الأوروبى وعقده مؤتمرًا دوليًا لمساعدة لبنان يسمى روما «2» يعقد فى إيطاليا يستهدف تقديم الدعم للمؤسسات اللبنانية والجيش النظامى اللبنانى.. وبالتالى أصاب ذلك استفزاز آخر نظام خامئنى وحلفائه، وانكشفت حالة القلق على المكاسب التى سيحصدها فى سوريا ولبنان ووضعه الإقليمى فظهرت المخرجات فى شكل تصريحات هستيرية، والبحث عن الثمن الذى سيكون فى شكل المواجهة الدبلوماسية والعقوبات السياسية والحرب النفسية من جانب وعمليات إرهابية أو اغتيالات سياسية من الجانب الآخر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

سيساوي حتي النخاع

امريكا الشيطان اﻻكبر

مصدر اﻻرهاب فى العالم هى امريكا وحلفائها تغير وزير خارجيه امريكا ﻻءنه ﻻيستطيع احداث الفتنه بين الكتله العربيه المتمثله فى التحالف المصرى السعودى اﻻماراتى البحرينى شيطنة امريكا ﻻتسطتع التفرقه فجاى وزير خارجيه خبير فى زرع الفتن واستاز خراب فلنكن منتبهين لما يدور فى مطبخ الشر اﻻمريكى تكتل دول التحالف راعب امريكا وشياطنها نجاتنا ونجاة منطقتنا فى تكتلنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة