محمود عثمان يكتب: متى تنتهى ثقافة الثأر من مجتمعنا؟

الجمعة، 09 فبراير 2018 04:00 م
محمود عثمان يكتب: متى تنتهى ثقافة الثأر من مجتمعنا؟ محمود عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ الطفولة نسمع عن «الثأر» نسأل ما هو «الثأر»؟ هناك من يقول: «ده ناس بتقتل بعض» طيب ليه يقتلوا بعض؟ يقولك عادات وتقاليد من زمن الزمن، نكبر شوية بشوية ونبتدى نتفتح ونفهم ونعرف أكثر نبتدى نمسك الخيط من الأول تبص تلاقى «الثأر» هو عبارة عن خصومات عائلية من أجداد أجدادنا وتتوارث فى الأجيال القادمة، للأسف الشديد تبص تلاقى مسلسل دم على مدى سنين فائتة وقادمة دون حلول جذرية من تغير هذه الثقافة المتوارثة عند أهالينا بالصعيد، لكى نمنع الدماء التى تنزف يوم تلو الآخر من جهل متوارث فى مثل هذه الأمور وتتساءل عن تلك العلاقات المشتعلة، وكيف تدار هذه الأمور داخلياً؟
 
 أكيد مش كل أهل الصعيد عندهم ثقافة الثأر، ومع ذلك تندهش من حجم المشاحنات التى تدار داخلياً بينهم وتؤثر بالسلب على أولادهم وأولاد أولادهم، وهقول لحضراتكم إزاى يعنى لو أحد قتل من عائلة وابنه يكبر تبص تلاقى المعايرات مثل: "ياللا ياللى مش عارف تأخذ بتار أبوك"، وتبص تلاقى بناته يسمعن هذه الكلمات التى تؤثر بالسلب على نفسيتهن بين أهل البلد، ويتحول الإنسان الطيب الذى لا يحب مسلسل الدماء إلى قاتل محترف بسبب معايرات أهل البلد تبص تلاقى معندوش غير حلين، إما يقتل الذى قتل أباه، إما أن يغادر البلد هو وعائلته كامل لكى يبتعد عن مسلسل الدماء والثقافة الدموية التى تحدث يوما بعد يوم وعلى مدى سنين عدة مضت وقادمة وهناك الذى يتجه إلى مشاحنات أهل بلده لكى يرد على كلام أهل بلده «لا أنا راجل وأقدر أقتل الذى قتل أبى » وهناك الذى يخاف على أطفاله ويهرب من جحيم الدماء التى تنزف ويغادر إلى القاهرة أو الجيزة ويؤجر شقة ويدور على شغل يأكل منه عيش ويحافظ على عياله بشكل أفضل ويبتعد عن مسلسل الدماء المستمر ، وهنا يجب الانتباه والمعرفة الجيدة للمواطن الصعيدى الجدع الشهم الذى يبتعد عن القتل أو ما شابه لكى يربى أولاده بشكل أفضل ويضمن لهم حياة كريمة دون أى خوف أو ضرر عليهم ويجب علينا جميعا الوقوف جنب هؤلاء الرجال الذين يطمحون فى سكن ولقمة عيش دون القتل، هؤلاء لازم نشيلهم فوق رؤوسنا جميعا ونساعدهم فى حياتهم، ويجب على الدولة والإعلام ككل التفكير الإيجابى فى ثقافة محافظات الصعيد ككل من الألف إلى إلياء، لنجعلها ثقافة جديدة مليئة بالتفاؤل والمستقبل المشرق لأجيال قادمة، كما يجب التوعية من مسلسلات الدماء التى تنزف وأن نرسخ فيهم القيم والأخلاق الحميدة التى ترفض ثقافة الثأر .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة