«اليوم السابع» على خط الأمل والمواجهة بين الكوريتين.. كيف حولت كوريا الجنوبية الحدود الملتهبة مع جارتها الشمالية لمزار سياحى برعاية قوات دولية؟.. وقصة مبنى رمادى «شمالى» يقابله أبيض «جنوبى» وبينهما مبانٍ زرقاء

الجمعة، 09 فبراير 2018 02:00 م
«اليوم السابع» على خط الأمل والمواجهة بين الكوريتين.. كيف حولت كوريا الجنوبية الحدود الملتهبة مع جارتها الشمالية لمزار سياحى برعاية قوات دولية؟.. وقصة مبنى رمادى «شمالى» يقابله أبيض «جنوبى» وبينهما مبانٍ زرقاء «اليوم السابع» على خط الأمل والمواجهة بين الكوريتين
الحدود الفاصلة بين كوريا الجنوبية والشمالية: يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم كونها منطقة عسكرية، وعلى خط النار بين الكوريتين، ومعرضة فى أى وقت للخطر، فإن كوريا الجنوبية فتحتها لتكون مزارًا سياحيًا بالاتفاق مع الأمم المتحدة، والقوات الدولية المتمركزة هناك، وأيضًا القوات الأمريكية التى تساعد كوريا الجنوبية.. إنها منطقة DMZ، أو المنطقة العازلة بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، الشاهدة على الماضى الكئيب، والتى تستشرف أيضًا المستقبل الوحدوى الذى يبدو بعيد المنال. 
 
قبل الدخول فى تفاصيل الرحلة إلى هذه المنطقة، نعود إلى الوراء قليلًا، فقد كانت شبه الجزيرة الكورية جزءًا من الإمبراطورية اليابانية التى احتلتها قواتها عام 1910، وفى أغسطس 1945 أعلن الاتحاد السوفيتى الحرب على اليابان، بعد أن توصل إلى اتفاق بهذا الشأن مع الولايات المتحدة، ونجح فى تحرير كوريا إلى حد خط العرض 38، وبعد الحرب العالمية الثانية كان على الأمريكيين والسوفيت الاتفاق على التصرف بممتلكات تلك الإمبراطورية، وفى أغسطس 1945 عمد موظفان صغيران فى وزارة الخارجية الأمريكية إلى تقسيم شبه الجزيرة الكورية، متخذين من خط العرض 38 أساسًا لذلك، واحتل السوفيت المنطقة الواقعة إلى شمال هذا الخط، بينما احتل الأمريكيون المنطقة الواقعة إلى جنوبه، وبنهاية الأربعينيات، كانت دولتان قد نشأتا فى شبه الجزيرة الكورية، ففى الجنوب كان هناك حاكم معادٍ للشيوعية، هو سينجمان رى، يتمتع بدعم أمريكى، بينما فى الشمال كان الحاكم كيم إيل سونج يحظى بمساندة قوية من الاتحاد السوفيتى السابق.
 

 كيف حولت كوريا الجنوبية الحدود الملتهبة مع جارتها الشمالية لمزار سياحى برعاية القوات الدولية؟.. شركة تنظم رحلات لمنطقة DMZ العازلة مقابل 130 دولاراً.. وضباط أمريكيون يشرحون للزوار 

 تعرف على سر النظارة السوداء التى يرتديها جنود كوريا الجنوبية وأسباب غياب الشماليين خلف المبنى الرمادى.. كوريا الشمالية حفرت 4 أنفاق لنقل جنودها للجنوب أحدها وصل طوله لـ114 كيلومتراً

‏JSA تشهد المواجهة السلمية بين جنود كوريا الجنوبية والشمالية وبينهم مبانى الأمم المتحدة الزرقاء

 
 

وفى عام 1948 وبعد ثلاثة أعوام من انتهاء الاحتلال اليابانى لشبه الجزيرة الكورية عند انتهاء الحرب العالمية الثانية، واستسلام اليابان للحلفاء، أعلن الزعيم الكورى كيم إيل سونج قيام كوريا الديمقراطية الشعبية بدعم من الاتحاد السوفيتى، وهنا تدخلت الولايات المتحدة واندلعت الحرب الكورية فى 35 يونيو 1950، عندما اندفع نحو 75 ألفًا من جنود جيش الشعب الكورى الشمالى عبر الحدود مع كوريا الجنوبية، التى كانت تعرف بخط العرض 38، وحينها أصدر مجلس الأمن الدولى قرارًا اعتبر بموجبه التدخل الكورى الشمالى غزوًا، ودعا إلى وقف فورى لإطلاق النار، وفى 27 يونيو أصدر مجلس الأمن قراره 83 الذى قرر فيه إرسال قوات دولية إلى كوريا، وذهبت قوات 21 من الدول الأعضاء فى المنظمة الدولية، منها الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، وتركيا، وأستراليا، وإثيوبيا، والفلبين، ونيوزيلندا، وتايلاند، واليونان، وفرنسا، وكولومبيا، وبلجيكا، وجنوب أفريقيا، وهولندا، ولوكسمبورج، وشكلت القوات الأمريكية 88% من قوامها. وكان ينظر للحرب الكورية فى بادئ الأمر على أنها حرب دفاعية لإخراج القوات الكورية الشمالية من الجنوب، لكن لم يستطع الجنوبيون المدعومون من أوروبا والولايات المتحدة تحقيق هذا الهدف، لأن الجيش الكورى الشمالى كان جيشًا منضبطًا ومدربًا تدريبًا جيدًا، ومزودًا بما يحتاج من معدات وسلاح، أما قوات سينجمان رى، فكانت على عكس ذلك خائفة ومضطربة، وقام الزعيم الصينى ماو تسى تونج بإرسال قواته إلى كوريا الشمالية، وحذر الولايات المتحدة بضرورة الابتعاد عن نهر يالو إلا إذا كانت تريد خوض حرب شاملة، وبالفعل، فى أكتوبر 1950 عبرت قوات صينية نهر يالو، وانخرطت فى الحرب إلى جانب كوريا الشمالية، وأدى التدخل الصينى إلى تقهقر القوات الدولية، التى انسحبت وواصلت تقهقرها، وبعد أكثر من سنتين من المفاوضات وقعت الأطراف المتحاربة على اتفاق للهدنة فى 27 يوليو 1953، سمح للأسرى بالتوجه إلى البلد الذى يرغبون فيه، ومنح كوريا الجنوبية مساحة أرض إضافية تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع قرب خط العرض 38، وشُكّلت منطقة منزوعة السلاح، وانتهت الحرب الكورية بعد أن أودت بأرواح نحو 5 ملايين شخص من مدنيين وعسكريين.

أحدى-نقاط-التفتيش-قبل-الدخول-إلى-DMZ


‏DMZ الشاهد على الماضى.. ورسالة الجنوبيين للشماليين بأنهم مستعدون للتوحيد

 

وظلت هذه المنطقة المنزوعة السلاح، المعروفة باسم DMZ، هى الشاهد على الماضى، والرسالة التى حاول الكوريون الجنوبيون إرسالها للشماليين بأنهم مستعدون فى أى وقت للتوحيد، لكن يبدو أن الرسالة ضلت طريقها ولم تجد من يصغى لها، وهو ما جعل الجنوبيين يقررون فتح المنطقة كمزار سياحى، أزعج فى البداية الكوريين الشماليين، لكنهم سلكوا نفس المسلك تجاه المنطقة المخصصة لهم، لكن لا يعلم أحد كيف تسير السياحة هناك.
 

إذا أردت أن تزور المنطقة الحدودية الملتهبة بين الكوريتين، ما عليك إلا أن تذهب إلى أحد فنادق العاصمة سول، يسمى فندق «الرئيس»، لتجد أحد الشركات الحكومية تتولى تنظيم هذه الرحلة التى تستغرق قرابة 6 ساعات، مقابل ما يوازى 130 دولارًا أمريكيًا، شاملة الانتقالات ووجبة غداء كورية، ومرشدة تتولى شرح جميع التفاصيل خلال الرحلة، وتاريخ المنطقة، والنزاع بين الكوريتين، وأيضًا تسهيل عملية الدخول إلى المناطق العسكرية، قبل أن يتسلمك أحد الجنود الأمريكيين فى جولة داخلية، بعد أن يقرأ عليك مجموعة من التحذيرات، أهمها ألا تلتقط صورًا إلا بأذن منه، وفى زوايا محددة، وإلا تتعرض للمحاكمة، ولإبراء ذمتهم يجعلونك توقع على إقرار بالالتزام بالتعليمات، وحال المخالفة ستخضع للتحقيق والإجراءات القانونية، كما يتضمن الإقرار تنازلًا فى حال الإصابة أو الوفاة أو فى حالة حصول أى هجوم مفاجئ من قبل العدو، حيث إنها تعتبر منطقة عسكرية، وإن كانت الأمور هادئة فإن الحرب قد تندلع فى أى لحظة دون أى تحذير مسبق، وبعد الانتهاء من الجولة تتسلم هذا الإقرار للاحتفاظ به كنوع من الذكرى.

«اليوم السابع» على خط الأمل والمواجهة بين الكوريتين (3)


5 نقاط تفتيش وتعليمات دقيقة للتصوير والملابس

 
المنطقة الحدودية تبعد عن العاصمة سيول بـ120 كيلومترًا تقريبًا، وقبل أن تنطلق الرحلة تعرفك المرشدة بمجموعة من التعليمات، أهمها احتفاظك بجواز سفرك، لأن الرحلة ستمر على 5 نقاط تفتيش دقيقة، يراجع خلالها الضباط كشوف المشاركين فى الرحلة، ومطابقتها بجوازات السفر، وهناك بالطبع تعليمات أخرى متعلقة بالملابس، فممنوع ارتداء الملابس العسكرية أو غير المناسبة، مثل الشورت أو الصندل، وممنوع اصطحاب الأطفال أقل من 11 عامًا، وغيرها من التعليمات التى على الزائر الالتزام بها، لأنهم فى هذه المنطقة لا يقبلون بأى هفوة.
 
كانت ظروف مناخية غاية فى الصعوبة خلال وقت الرحلة، فدرجة الحرارة فى سول كانت 17 تحت الصفر، لكنها فى DMZ ربما تكون أقل من 21 تحت الصفر، لكنها رحلة تستحق المغامرة، فكثيرًا ما أسمع عن الأزمة الكورية، لكن لم أطلع كثيرًا على تفاصيلها على الأرض، فما بالك أن تكون على بعد أمتار من الدولة التى يتحدث العالم كله عنها، وعن خطرها، وامتلاكها لسلاح نووى قادر على تدمير العالم.. إنها كوريا الشمالية التى كانت فى مرمى عينى تمامًا، لا يفصلنى عنها سوى أسلاك شائكة. 
 
انطلقت الرحلة فى الثامنة والنصف صباحًا، وبعد ساعة وربع الساعة تقريبًا بدأت تلوح أمام الزائرين ألوان بيضاء تعبر عن الثلوج التى كانت تكسو الطريق والجبال المترامية الأطراف، وأمام أول نقطة تفتيش عسكرية أظهرنا جوازات السفر لأحد الجنود الكوريين الجنوبيين، الذى صعد إلى الحافلة للتأكد من الاسم والهوية، قبل أن يعطى أمرًا لأحد الجنود بفتح البوابة من أجل العبور إلى المنطقة، لنواصل السير إلى أن نصل لنقطة تفتيش أخرى، لكنها هذه المرة تابعة للأمم المتحدة، وأمامها توقفنا لربع ساعة، وصعد إلى الحافلة ضابط هولندى اطلع على هوية كل واحد فى الحافلة، ثم قال إن المرور سيتأخر قليلًا لوجود وفد عسكرى سيمر حاليًا، وبعدها انتقلنا إلى المنطقة العسكرية التى استقبلنا فيها ضابط أمريكى قال لنا إن اسمه «بان مون جوتيش»، وشرح لنا التعليمات الأمنية الجديدة، والتى تتركز فى عدم استخدام الهواتف، وعدم التنقل سيرًا على الأقدام إلا بأمر الضابط الذى سوف يصحبنا داخل المنطقة، وعدم حمل حقائب أو استخدام التصوير فى مناطق يحظر فيها التصوير، ومن هناك بدأنا جولة فى قرية «بانمونجم»، وهى المنطقة الأخطر فى محيط الحدود بين الكوريتين، وتسمى بالمنطقة الأمنية المشتركة JSA، وبعدها استمعنا لمحاضرة قصيرة عن الحرب الكورية، والأنفاق التى استطاعت كوريا الشمالية حفرها ليصل جنودها إلى كوريا الجنوبية، حيث تم اكتشاف أربعة أنفاق حتى الآن، ويعتقدون أنه لا تزال هناك أنفاق غير معروفة، ووصل طول أحد الأنفاق إلى 114 كيلومترًا.
 

‏JSA تشهد المواجهة السلمية بين جنود كوريا الجنوبية والشمالية

داخل JSA يمكن أن تشاهد الحدود الفاصلة بين الكوريتين، وتشاهد أيضًا جنودًا كوريين شماليين وجنوبيين متواجهين وبينهم قوات أممية، وهذ المنطقة مكونة من مبنيين متواجهين، الأول لونه أبيض تابع لكوريا الجنوبية، ويقابله مبنى آخر كبير لونه رمادى تابع لكوريا الشمالية، وبينهما خط مبانى الأمم المتحدة زرقاء اللون، حيث توجد ثلاثة مبانٍ زرقاء تابعة للأمم المتحدة تقع على الحدود الفاصلة، الأول والثانى مخصصان للعاملين الأمميين، والثالث به طاولة المفاوضات التى جرت، وما زال يجتمع عليها المسؤولون فى البلدين، وبداخلها أماكن مخصصة للترجمة.
 
فى يوم وصولنا إلى هذه المنطقة قال لنا الضابط الأمريكى إن الجنود الكوريين الشماليين لم يظهروا أمام المبنى الرمادى التابع لكوريا الشمالية خلف مبنى الأمم المتحدة منذ شهر تقريبًا، وقال إن ذلك بعد واقعة فرار جندى كورى شمالى إلى الجنوب قبل شهر تقريبًا، فأطلق زملاؤه النار ناحيته، مما أدى إلى إصابته ونقله للمستشفى، وما زال على قيد الحياة، ومنذ هذا الوقت قررت كوريا الشمالية أن يقف جنودها خلف المبنى الرمادى وليس أمامه، حتى تمنع جنودها من مجرد التفكير فى الهروب ناحية الجنوب.
 
«اليوم السابع» على خط الأمل والمواجهة بين الكوريتين (1)
 
فى هذه المنطقة لا يمكن لك التقاط الصور إلا بإذن من الضابط المرافق ولوقت محدد لا يتجاوز الدقيقة، وفى زاويا معينة يحددها لك، وبعد التقاط الصور لنقطة الالتقاء بين الكوريتين من أمام المبنى التابع للأمم المتحدة، تدخل إلى غرفة الاجتماعات التى طالما استضافت اجتماعات بين مسؤولى الكوريتين بحضور مسؤولين دوليين، وهذه الغرف مقسمة لجزأين، جزء فى الأراضى الكورية الشمالية، والآخر فى الجنوبية، وممنوع أن تلتقط صورًا للجزء الكورى الجنوبى، ولا نعرف لذلك سببًا، كما أنه ممنوع على الزائرين لمس طاولة المفاوضات، ولا الجنود الواقفين الذين يرتدون نظارات سوداء، ولهذه النظارات قصة سأعود لها، لكن من المسموح لك التقاط الصور معه، دون أن تتحدث معه أو أن تلمسه، فقط التقط الصورة واذهب، وللوهلة الأولى بدا الجندى الكورى الجنوبى وكأنه حجر، لأنه لا يتحرك وربما لا يتنفس!، ولولا أننى شاهدت تبديل الدوريات لظننت أنه بالفعل تمثال وليس إنسانًا.
 
وشرح الضابط الأمريكى «بان مون جوتيش» لنا الوضع فى المنطقة، وقال إن منطقة الحدود بين الكوريتين هى منطقة منزوعة السلاح باتفاق مشترك بين الحكومة فى كلا البلدين منذ 27 يوليو 1953، بمشاركة الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار بها، ولا يوجد بها أى مدنيين، حيث تدار المنطقة من قبل قوات عسكرية مشتركة من كوريا الجنوبية والشمالية والأمم المتحدة و7 دول أخرى، ولا يزال المبنى الذى تم توقيع الاتفاق فيه قائمًا، وبه المقاعد الخاصة بالشخصيات التى شهدت تلك المفاوضات.
 
وأوضح الجندى الأمريكى أن المحادثات بين السلطات الشمالية والجنوبية ما زالت تجرى فى المبانى الزرقاء الواقعة على خط الترسيم العسكرى.
 
«اليوم السابع» على خط الأمل والمواجهة بين الكوريتين (4)

سر ارتداء جنود كوريا الجنوبية نظارات سوداء قاتمة 

بالعودة إلى قصة النظارات السوداء التى يرتديها جنود كوريا الجنوبية فى منطقة DMZ، فلها قصة طريفة، لأن جنود كوريا الشمالية اتهموا أحد الجنود التابعين للقوات الجنوبية على الحدود بأنه نظر بشكل سيئ إلى أحدهم فأوسعوه ضربًا وكادوا أن يقتلوه، لذلك قررت كوريا الجنوبية، ومنعًا لتكرار الحادث، أن يرتدى جنودها فى المنطقة الحدودية نظارات سوداء قاتمة.
 
النظارات السوداء لم تكن الطرفة الوحيدة فى هذه المنطقة، فقد حكى لنا الضابط الأمريكى أن بيونج يانج حينما رأت أن كوريا الشمالية رفعت علمها فى المنطقة الحدودية على سارٍ يصل ارتفاعه 100 متر، قررت هى الأخرى أن ترفع علمها على سارٍ لكن أعلى من سارى العلم الكورى الجنوبى، فقامت ببناء سارٍ لعلم كوريا الشمالية فى المنطقة الحدودية يبلغ طوله 160 مترًا.


أنفاق كوريا الشمالية العجيبة 

ضمن الجولة، مسموح للزائرين دخول أحد الأنفاق المكتشفة من جانب كوريا الجنوبية، والتى تم التوصل إليها من خلال جندى كورى شمالى ألقى القبض عليه فى الجنوب، وأبلغ كوريا الجنوبية بموضوع الأنفاق، فتولى الجنوبيون مهمة البحث عنها، إلى أن اكتشفوا أربعة أنفاق.
 
سرنا داخل النفق الثالث الذى يبلغ طوله 44 كيلومترًا، واكتشفته كوريا الجنوبية فى أكتوبر 1978، ولم يسمح لنا بالدخول بالكاميرات أو الموبايلات، وكان لافتًا حجم المجهود الذى بذله الشماليون فى شق وحفر هذه الأنفاق وسط الصخور، وما قامت به كوريا الجنوبية من إعادة تأهيل مرة أخرى لهذه الأنفاق، لفتحها أمام السياح الزائرين عبر تزويدها بعوامل الأمان، وأنابيب الأكسجين، لمسافة ربما تقترب من الـ500 متر، وبعدها يتم غلق النفق لوقوع الجزء الباقى منه فى الجانب الكورى الشمالى، وكان من الملاحظ أن النفق لا يتسع سوى لمرور شخصين فقط، فهناك خط للذهاب وخط للإياب، وبين كل متر وآخر هناك صندوق يحمل أنابيب أكسجين فى حالة ضيق التنفس، ويبلغ ارتفاعه مترًا و90 سنتيمترًا، وتم حفره على عمق 73 مترًا تحت سطح الأرض، وتشير الإرشادات الموجودة فى النفق إلى أنه من الممكن أن يعبر من خلاله حوالى 30 ألف جندى يحملون أسلحة خفيفة كل ساعة.
 
WhatsApp-Image-2018-02-08-at-1.52.18-PM
 

الشرائط الملونة تحمل رسالة الجنوبيين لأشقائهم فى كوريا الشمالية

من المنطقة العسكرية توجهنا إلى منطقة أخرى، بناها الكوريون الجنوبيون وكلهم أمل أن تكون نقطة العودة للتوحيد مرة أخرى مع الشماليين.. منطقة مليئة بكل مظاهر الرغبة فى العودة تحت العلم الواحد، ولم شمل الكوريين، بعدما أدى الانفصال إلى انقسام الأسرة الواحدة، بين أب فى الجنوب وأبناء فى الشمال أو العكس، وهو ما تعبر عنه الشرائط الملونة المعلقة على الشريط الحدودى، وأيضًا القطار القديم الذى تعرض للتخريب خلال الحرب الكورية، حيث يأمل الكوريون فى أن يأتى اليوم الذى يرون فيه هذا القطار متحركًا ما بين الكوريتين، لا أن يظل فى مكانه كما هو الحال الآن.
 
خلف القطار القديم يوجد كوبرى اللاعودة الذى كان يربط الكوريتين، وجرى تدميره فى أثناء دخول القوات الكورية الشمالية، إلى أن قامت الجنوبية بإعادة بنائه مرة أخرى، وأطلقت عليه اسم «جسر اللاعودة»، ووضع عليه الكوريون الجنوبيون العديد من الشرائط الملونة على الأسلاك الشائكة التى وضعت خلال الحرب لفصل الدولتين، وهى تعكس الرغبة فى التوحيد مع ذويهم بعد أن فرقتهم الحرب.
 
«اليوم السابع» على خط الأمل والمواجهة بين الكوريتين (2)
 

محطة قطار «دروسان» تنتظر أقلاع القطار إلى بيونج يانج

على بعد أمتار من القطار القديم توجد محطة قطار شهيرة تسمى «دروسان»، افتتحها الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش عام 2002 كرمز للمصالحة، أملًا فى أن تكون محطة انطلاق كوريا الجنوبية إلى بيونج يانج، التى تبعد نحو 205 كيلومترات فقط من هذه المنطقة، وفى 11 ديسمبر 2007 تم تسيير أول قطار شحن لكوريا الشمالية من المحطة، لكن فى 1 ديسمبر 2008، أغلقت حكومة كوريا الشمالية الحدود، واتهمت جارتها الجنوبية بتبنى سياسة مواجهة، وظلت المحطة موجودة، دليلًا على حسن نية كوريا الجنوبية تجاه الجارة الشمالية، منتظرة أن يجود المستقبل بالأمل الذى يراود الجميع، وهو فتح الحدود.
«اليوم السابع» على خط الأمل والمواجهة بين الكوريتين
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة