عصام شرف: التواصل الثقافى أساس أى تقدم اقتصادى

قال الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء الأسبق، إن من خصائص المحتمع تشابكه، وعلينا أن نكون متأكدين أن مصيرنا واحد، موضحًا أننا نعيش فى عولمة أسياد وعبيد، وأن الدول الكبرى تهدف لبقاء تلك الفئتين دائمًا، مستشهدًا بكلمة كريستين لاجارد، بأن الحرب ضد الدول غرضها اقتصادى بهدف إلى تفقيرها.

وأضاف "شرف" خلال استضافته فى ندوة بمعرض الكتاب، أنه لكى يتقدم العالم، لابد من عولمة رحيمة تحقق حلم الإنسانية، وثورة على العولمة الحالية الشرسة التى تطيح بالضعيف، ولابد من عولمة حضارية متناغمة، وليست متصارعة، مشيرًا إلى أن من أجل بناء تلك العولمة لابد من العدل.

وأشار عصام شرف إلى أن مصر خاصة أنها صاحبة حضارة حققت التوازن السامى بين العالم الخارجى المادى والداخلى الوجدانى، وبما أنها لعبت دورًا فى تاريخ العالم، فلماذا لا تلعب دورًا فى مستقبل للعالم، خاصة أن قيم مشروع الحرير حاليًا هى نفس قيم مشروع الحرير قديمًا.

وأوضح أنه لكى نحقق ذلك لابد من الاهتمام بالرأى العام والحوار والثقافة، مشيرًا إلى أن مصر تحتاج إلى تكتلات اقتصادية ضخمة تنضم إليها، ودول البريكس الاقتصادية ترحب بانضمام مصر إليها، لافتًا إلى مشروع طريق الحرير للجديد، هى استرجاع لمبادئ طريق الحرير القديم وهى تبادل سلع، وثقافات وأيديولوجيات ولغات، وهى تتفق مع أهداف التنمية المستدامة، وهو تواصل بين الشرق والغرب، وهو فى الأساس ثقافى، مشددًا على أن التواصل الثقافى، يستطيع خلق تواصل اجتماعى واقتصادى وسياسية.

وكشف عن أن 69 دولة حول العالم أبدت استعدادها للمشاركة فى المبادرة بجانب بعض من المنظمات الدولية، وهو ما يساوى من ثلثى سكان العالم وثلثى الناتج العالمى، بتمويل من البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، مشيرًا إلى أن هناك دول كانت محسوبة الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت مستعدة للانضمام للمبادرة مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا.

وأكد أن الدول الكبرى تستغل ثروات الدول الفقيرة بحجة  التنمية ورغم أن فترة الستينيات كمثال شهدت عددا من الثورات وحركات الاستقلال إلا أنها شهدت استخواذ أكبر للدول الكبرى، حيث وصلت لـ35 ضعف ثروات الدول الصغيرة مقابل 80  ضعفًا حاليًا.

فيما أثنى الكاتب الصحفى أحمد أيوب، على حديث "شرف" مؤكدًا أن المبادرة مهمة للغاية حتى وإن كانت بهدف تحقيق مصلحة للصين، وهو ما وعى له الرئيس عبد الفتاح السيسى، عندما وقع على الانضمام للمبادرة نهاية العام الماضى، وذلك لمزيد من انفتاح مصر أكثر على العالم.

من جانبه قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، إن مبادرة الخزام، وطريق الحرير، دعوتين بيكملوا بعض، ومبادرات أرى تتبناها دول آسيا كي تتحدى الفكرة الشرسة، وهى العولمة.

وأضاف "النمنم" إلى كثير من القوى الإسلامية والمتشددة والمتطرفة، هى الوجه الآخر لقوى الاستعمارية هدفها عزل الدولة عن العالم الخارجي، حتى تفقد دورها تأثيرها،  ينبغي أن يكون لدينا اقتصاد عالمي، انفتاحنا على آسيا سيؤدي إلى لعب دور ثقافي جديد،  مصر أول دولة عرفت مفهوم الأخلاق، لأن الجماعات الأولى في الإنسانية، مصر باستمرار بلد متعدد الفكر والثقافة والعقائد والدين، وقبول الآخر.